إعلان

نهاد شريف.. منعه مرضه من دراسة الطب فتحول لعميد أدب الخيال العلمي (بروفايل)

02:00 م الأحد 11 يناير 2015

نهاد شريف

كتبت- هدى الشيمي:

كغيره من الأطفال رغب في أن يكون طبيبا مشهورا، وحلم بالحصول على المكانة الاجتماعية التي يحصل عليها الأطباء، ولكنه اختلف عن الباقيين بعشقه وولعه بالعلوم، وبتقديسه للمعلومات العلمية.

''نهاد شريف'' الكاتب والأديب الحاصل على لقب عميد أدب الخيال العلمي، الذي استطاع خلق طفرة في هذه النوع من الكتابة، والتأكيد على أنه نوع من الأدب العربي الأصيل، ولم يتم اقتباسه من الأدب الغربي، مثلما يزعم البعض.

الطب

عمل نهاد واجتهد لكي يكون طبيبا، تحقيقا لرغبة والده الرسام التشكيلي ''منير إبراهيم شريف''، الذي كان يحلم بأن يمارس ابنه تلك المهنة، وكان واثقا من أن فلذة كبده لن يكون طبيبا عاديا، ولكنه سيكون متميزا، ومختلفا، إلا أن اصابته بمرض الالتهاب الرئوي وبقائه في منزله لفترة، حرمته من الدراسة لعام كامل، منعه من تحقيق هذا الحلم.

اتجه نهاد لدراسة الأدب في جامعة القاهرة قسم تاريخ، حيث كان الأدب شغفه الثاني بعد العلوم، ويرجع ذلك لتربيته في الصالونات الثقافية التي كان يدعو فيها والده اصدقائه، واستطاع قراءة الكثير من الكتب في مكتبة أبيه، وجده رئيس وزراء مصر الأسبق ''محمد شريف باشا''.

الأدب والعلوم

احترف نهاد الصحافة لفترة، فعمل في الكثير من الصحف، ليكون محررا علميا في مجلة ''آخر ساعة''، كما عمل في قسم الثقافة والإرشاد في مشروع مديرية التحرير، وشغل غيرهم من المناصب الصحفية.

وقرر نهاد أن يبتعد عن الصحافة، ليعمل في الوظائف الحكومية التي لا تحتاج لوقت وجهد كبيرين، للتفرغ للكتابة العلمية، حيث كان يعمل في ذلك الوقت على الجمع بين حبه للأدب، وشغفه بالعلوم، فكانت أول رواياته ''قاهر الزمن''، والتي يُقال أنه قرأ أكثر من ثلاثمائة كتاب علمي للتوصل إلى محتوى الرواية التي تدور حول فكرة التجمد.

وتحولت ''قاهر الزمن'' لفيلم سينمائي من بطولة نور الشريف، آثار الحكيم، وحقق نجاحا غير مسبوقا في سينما الخيال العلمي المصرية والعربية.

حمامات حلوان

أثرت بيئة نهاد في شخصيته، وانعكست على كتاباته، حيث تسبب انتقاله من مسقط رأسه ''محرم بك'' بالأسكندرية، إلى منقطة حلوان، إلى زيادة شغفه بالعلوم، والفلك بالتحديد، فراقب النجوم والكويكبات في السماء، وقال أنه كان يشعر دائما بوجود طريقة للتواصل بين سكان الأرض، وبين الكائنات الموجودة في الفضاء الخارجي، وساعده على التعلق بهذه الفكرة، عمل أحد اقاربه في المرصد، واصطحابه معه، فكان يستمع للمناقشات العلمية الخاصة بالنجوم والفلك.

ظلت هذه الفكرة في ذهن نهاد، واستخدمها في كتابه ''قاهر الزمن''، الذي دارت أحداثه في مرصد حلوان، ثم روايته ''ابن النجوم''، الصادرة عام 1995، والتي تدور حول الاتصال بين أهل الأرض، وكائنات الكواكب الأخرى.

ولم يقتصر تأثر نهاد بالبيئة المحيطة به فقط، ولكنها امتدت لأشخاص موجودة في حياته، فألهمته اصابة جدة بحصوات في الكلى، تسببت في وفاته، إلى كتابة قصته ''الماسات الزيتونية''، التي تدور حول طبيب ينجح في تحويل حصوات الكلى إلى ماسات، والتي تحولت فيما بعد إلى سهرة تليفزيونية درامية.

مجموعات قصصية وجوائز

استمر عطاء نهاد في أدب الخيال العلمي، ليكتب المزيد من الروايات، والمجموعات القصصية، من أهمها ''رقم 4 يأمركم''، ''أنا وكائنات الفضاء''، ''سكان العالم الثاني''، ''الذى تحدى الأعصار''، ''نداء لولو السري''، وتم ترجمة الكثير من روايته إلى الأنجليزية والفرنسية.

كما قال أحد كبار العلماء، أن الغرب يعمل على خلق جيش من الجنود المستنسخين بناء على الفكرة التي بنى عليها نهاد كتابه ''قاهر الزمن''، وأنهم يعملون على أفكاره وكتابته، حتى الآن، من أجل الاستفاده منها.

كما حصل عميد أدباء الخيال العلمي على الكثير من الجوائز، من بينها الجائزة الأولى في مسابقة الرواية التي نظمها نادي القصة، وحصل على درع جامعة عين شمس، وعلى درع مهرجان الرواد العرب الأول.

سندباد وعلاء الدين

وهكذا استطاع الطفل الصغير الذي وجد في الخيال العلمي الذي سمعه في حكايات جدته البسيطة، التي دارت حول الشخصيات الأسطورية مثل سندباد، وعلاء الدين والبساط السحري، والبلورة المسحورة، عالما مليئا بالأسرار، حاول أن يكشف بعض منها، وأن يطرح المزيد من الأفكار، بعد دراسات وأبحاث طويلة، خرج منها روايات وكتابات يُدرس بعضها في أقسام بكليات الأداب بالجماعات المصرية.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان