مقالات فى الفكر الإسلامى المعاصر ...الحلقة الثانية - أسباب الإلحاد
بقلم - أحمد حمدي:
تعددت أسباب الإلحاد و التى من الصعب تحديدها لاختلافها و تعددها فاحياناً تكون التنشئة و التربية فى المنزل سببا فى الإلحاد، وأحيانا يكون السبب حوار مع أحد الملحدين و الذى قد يتمكن بتساؤلاته من زعزعة إيمان المستمعين.
وقد يكون السبب أبسط من ذلك بكثير فيكون الباعث للإلحاد رغبة فى إطلاق العنان للشهوات و تجنب الاحساس بالاثم و تأنيب الضمير و لكنى اليوم سأخص سبباً أخر بالحديث الا وهو سوء أحوال المجتمعات المسلمة و الذى يعد في وجهة نظري من أكبر أسباب الابتعاد عن الدين فى وقتنا الراهن.
و دعونى أبدأ بسؤال وجه لى من أحد الذين دفعهم سوء حال المسلمين فى بلدنا للشك فى الاسلام " كيف فى بلد الازهر ذو الاغلبية المسلمة أن يكون حال المسلمين على ما هو عليه الان لو كان فى هذا الدين خير لأصلحهم ".. سؤال محزن فللاسف فى مجتمعنا نرث الدين و لا نعتنقه.
فمن ولد مسلماً يظل مسلماً، و من ولد مسيحياً يظل مسيحياً و هكذا الى الابد وتجد الكثير من المحجبات ولكن القليل منهن يطبقن قواعد الدين وتجد كثيراً من الملتحين و القليل منهم للاسف هم من فهموا جوهر الدين.
وتجد اسلاماً بلا مسلمين لا ينتهى الامر عند هذا الحد بل يمتد ليشمل جوانب كثيرة من الدين .
نحتاج اولاً أن نتعرف نحن على الاسلام قبل ان نعرفه لغيرنا .
إستعاذ أهل الايمان من هذه الحالة المتردية فقالوا {ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا و اغفر لنا ربنا انك انت العزيز الحكيم}..[ الممتحنة الآية ٥] فهم يتعوذون من الوصول لحالة من الضعف و التردى تصد غير المسلمين عن الاسلام، بل و تصرف المسلمين انفسهم عن الدين.
بالطبع يشكل سوء حال المجتمعات عاملا قويا، و سبب قوته أنه حقيقى تراه كل يوم، للشك فى الدين. و للرد على فكرة كهذه يكفى فقط التمييز بين الدين و التدين، بين الجوهر و المظهر فالدين مجموعة تعاليم و توجيهات ربانية، اما التدين فهو محاولة بشرية لتطبيق هذا الدين وفقا لفهم الفرد او الجماعة الخاص.
الدين جوهر محله القلب (التقوى ، الورع، الايمان)، و التدين قشرة خارجية و هى كل ما يرى ( ملابس و الفاظ و حركات).
ان امتلاء القلب بالدين ظهر على الجوارح كالكوب الذى ان امتلاء بالماء فاض الى الخارج. اما التدين فلا يعنى بالضرورة ان القلب قد صلح حالة بل قد يكون ستاراً سببه قيد اجتماعى او عائلى. و لان قياس الدين صعب فان الحكم يكون على الظاهر الذى نراه. و لان هذاالمظهر لا يستند على جوهر قوى مؤمن بصدق اصبح فتنة للمسلمين و غير المسلمين. ما نراه حولنا يتناقد بكل وضوح مع صريح الدين. ولذلك فان ما نعانيه فى مصر الان هو حالة متردية جدا و غريبة جدا فقدنا فيها روح الاسلام.
وللحديث بقية فى الحلقة القادمة..
أقرأ أيضاً :
فيديو قد يعجبك: