لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصراوي يحقق.. ماذا دفع طبيبة المقطم للانتحار بعد 4 شهور من الزواج؟

07:34 م الأربعاء 15 فبراير 2017

الطبيبة المنتحرة وزوجها فى حفل زفافهما

كتب - فتحي عمر:

قصة أبطالها أطباء، أحمد وسلمى، زوجان حديثان يقرر أحدهما وضع نهاية لحياته بعد أسابيع من "كتب الكتاب"، جدل دائر حول سبب دفع الطبيبة، التي تخرجت من كلية الطب منذ سنتين واستلمت العمل بوحدة أبو النمرس الصحية، إلى الانتحار عن طريق قطع شرايينها، بعدما فشلت في شنق نفسها بحبل ربطته في تكييف صالة الشقة بمنطقة المقطم، الأربعاء قبل الماضي.

عش الزوجية معدٌ، بمجهود مشترك بين "أحمد.ف"، 28 سنة طبيب بأحد المستشفيات الحكومية، و"سلمى.م"، 26 سنة، طبيبة بالوحدة الصحية، انتقلا إليه بعد الزفاف منذ حوالي 4 شهور، وسط حالة من الرضا والسعادة، تغيّرت تماما بعد مرور أسبوعين من الزفاف، وانقلب الحال.

عاد الزوج من عمله، ليكتشف أثناء دخوله الشقة انتحار زوجته "سلمى"، وجدها غارقة في دمائها، معاينة الأمن الأولى أوضحت أنها حاولت الانتحار شنقا، عن طريق حبل غسيل علقت طرفه في تكييف الصالة لكنها فشلت في ذلك، وأخبرت زوجها في رسالة على "واتس آب" قبل الانتحار بما ستفعله.

شهادات الجيران: "ملحقناش نقولهم مبروك.. وكان فيه خلاف بين الزوجين"

"مصراوي" في موقع الحادث، ينقل شهادات الجيران الذين أكد معظمهم أن حياة الطبيبة كانت هادئة تماما ولم تكن هناك احتكاكات مباشرة بهما، حتى أن أحدهم "مدام هايدي" تقطن في الطابق الرابع للعقار، قالت: "ملحقناش نقولهم مبروك حتى"، وأضافت أنها لم تسمع لهما صوتا منذ انتقالهما للعيش في شقتهما الجديدة.

"أم محمد" زوجة حارس العقار أكثر من ارتبط بالدكتورة سلمى قبل وفاتها "كانت طيبة ومحترمة وكنت بحبها.. هي وجوزها كانوا كويسين أول أسبوعين.. بينزلوا الشغل مع بعض كل يوم الصبح، لكن بعد كده كل واحد كان بيروّح لوحده، هو ينزل الساعة 7 وهي تنزل بعده بساعة وتاخد تاكسي تروح بيه شغلها، ومن ساعتها عرفت إن فيه خلافات بينهم".

تحريات المباحث: الطبية أرسلت لزوجها رسالة على واتس آب "احضر حالا وإلا هنتحر"

كشفت تحريات رجال الشرطة أن الطبيبة أرسلت لزوجها رسالة على "واتس آب" قبل الواقعة مباشرة أخبرته فيها بأنها ستنتحر لو لم يحضر حالا، كما قالت التحريات إن إهمال الزوج وعصبيته دفعا الزوجة للانتحار".

تضيف زوجة حارس العقار إن يوم الجمعة قبل الواقعة شهد تجمعا عائليا لأسرتي العروسين، لأول مرة منذ الزفاف، مشيرة إلى أن والد زوجها كان شديد التعلق بزوجة ابنه "كان دايما يوصيني عليها ويقولي دي مرات أحمد ابني خلي بالك منها، وكان لما ينزل معاها ياخذها تحت دراعه زي بنته".

"يوم الأحد بالليل حوالي الساعة 9 ونص، قبل الواقعة بيومين، سمعت خناقة جامدة جدًا وأصوات عالية، عرفت إنها جاية من شقة الدكتور أحمد ومراته"، أضافت زوجة حارس العقار، "صباح اليوم التالي، الإثنين، شفت الدكتورة سلمى وهي خارجة من شقتها وبتبكي، غابت نص ساعة فقط، ثم عادت مرة ثانية والحزن يملأها".

يوم الحادث، تروي زوجة حارس العقار عنه، "الدكتور أحمد نزل شغله الصبح بدري الساعة 7 الصبح، وفي الساعة 4 العصر بصيت لقيت أمها وأخوها بيجروا على شقتها وعرفت إن فيه حاجه فوق في الشقة، وتوقعت أن زوجها ضربها، 10 دقائق وسمعت صويت وصراخ طلعت جري لقيت أمها وأبوها بيقولوا "اتصلوا بوزير الصحة فورًا"، مؤكدة "شفت دمها في الصالة".

زوجة حارس العقار: سمعت صراخ طلعت جري لقيت أمها وأبوها بيقولوا "اتصلوا بوزير الصحة فورًا"

أغلق أفراد أسرتها باب الشقة، وجاء رجال المباحث والإسعاف وبمجرد سؤالي أجبت بعفوية تامة وقلت للضباط "جوزها قتلها"، واقتاد رجال المباحث زوجها الذي احتضنها وظل يبكي بعد وفاتها وعلمت بعد ذلك أن تقرير الطب الشرعي والمعاينة أكدت أنها قتلت نفسها.

قال أحمد، زوج سلمى، إنه عاد للمنزل فور اتصال زوجته وإخباره بأنها ستنتحر، وعقب عودته فوجئ بزوجته منتحرة، نقلها إلى سرير غرفة النوم، وأبلغ أسرتها ورجال الشرطة.

أمام المقدم أحمد ابراهيم، رئيس المباحث، والرائد محمد السبكي، معاون مباحث القسم، أضاف أحمد أن الخلافات تمكنت منهما، وأصيب الاثنان بحالة نفسية سيئة فقد إثرها قدرته على الجلوس في المنزل فترات طويلة.

جمال، حارس العقار، قال لمصراوي "من يوم الحادث ماشفتش الدكتور أحمد"، فيما تؤكد زوجته أن حالته سيئة جدا، لا يخرج من شقته، رغم أننا حاولنا طرق باب الشقة أكثر من مرة دون رد".

حارس العقار: من يوم الحادث ماشفتش الدكتور أحمد.. حالته سيئة جدا لا يخرج من شقته

ذهبنا إلى الوحدة الصحية، وقابلنا "الدكتورة سارة"، طبيب أول في الوحدة التي تعمل بها سلمى، وأوضحت لنا أن سلمى تخرجت في دفعة 2014 طب بشري قصر العيني، وهي الآن في فترة التكليف، وكانت تعمل في قسم تنظيم الأسرة.

أكدت الدكتورة سارة أن سلمى كانت ملتزمة جداً في العمل، رغم بعد المسافة بين عملها "أبو النمرس" جنوب الجيزة، ومكان إقامتها بالمقطم "جنوب غرب القاهرة"، موضحة أيضا أن علاقة طيبة كانت تربط بينهما رغم قصر مدة العمل (6 أشهر)، لافتة إلى أنها لم تر في حياتها التزاما في العمل أو سمعة طيبة لأحد من طبيبات الوحدة مثل سلمى "مشفتش حد محترم وملتزم زيها، وكنت أشوفها دايما بتضحك، كانت بتديني شحنة تفاؤل".

وعن تخصصها، أكد الدكتور محمد علي، من إدارة أبو النمرس الصحية، إن الطبيبة سلمى "شاطرة في مجال الطب ولم يشكو منها أي مريض أو زائر للوحدة الصحية، كانت متعاونة بدرجة كبيرة"، غير أنه أشار إلى تأخرها عن العمل في بعض الأوقات معللاً ذلك بالمسافة الكبيرة التي تقطعها بين منزلها ومكان عملها.

زملاء الطبيبة: سلمى شاطرة في مجال الطب ولم يشكو منها أي مريض أو زائر للوحدة الصحية

سلمى انتحرت بقطع شرايين يدها، وحاولت الانتحار بشنق نفسها بسلك كهربائي، حسب تقرير الطب الشرعي، وصرحت النيابة العامة بدفن جثتها بعدما استبعدت الشبهة الجنائية في الحادث.

حرر الأمن المحضر رقم 801 إداري قسم شرطة المقطم، وأحاله اللواء خالد عبدالعال، مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، إلى النيابة العامة التي صرحت بدفن الجثة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان