أزمة المراكز الاستكشافية "مستمرة".. والتعليم في مأزق قانوني

كتبت- ياسمين محمد:

دخل اعتصام منتدبي المراكز الاستكشافية بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، في يومه السادس على التوالي، بالمركز الرئيسي للمراكز الاستكشافية بحدائق القبة، وذلك على خلفية قرار الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بإنهاء ندبهم وإعادتهم لوظائفهم الأصلية بالمدارس.

وعقب رفض المُنهى ندبهم تنفيذ قرار الوزير، قررت الوزارة إرسال لجنة من الشؤون المالية والإدارية لإجراء إخلاء إداري لهم، وقامت عبير العراقي مدير المراكز الاستكشافية بأخذ دفاتر الحضور والانصراف الخاصة بالعاملين بالقوة، مما دفع المسؤولة عن شؤون العاملين إلى تحرير محضر بالواقعة.

وقالت رضا بحر المتحدثة باسم المراكز الاستكشافية، إن الدفاتر التي أخذتها العراقي، بعضها إدارية خاصة بالحضور والانصراف، وبعضها الآخر مالي يتضمن بيانات بملايين الجنيهات.

وحاولت العراقي دخول المقر الرئيسي للمراكز الاستكشافية، على مدار يومين لكن المنتدبين المعتصمين منعوها من الدخول مرددين هتافات: "كله سايب الحيتان وبيتشطر على الغلبان، كله سايب الديابة وبيتشطر على الغلابة، قاعدين قاعدين مش ماشيين، عايزين حقوقنا".

وانتقلت العراقي إلى مقر المركز الاستكشافي بالمدينة التعليمية بالسادس من أكتوبر؛ لتنفيذ قرار الإخلاء الإداري للمندبين على النهج الذي وقع مع منتدبي المركز الرئيسي، ولكن المنتدبين رفضوا الانصياع لأوامرها.

ولفتت بحر إلى أن المنتدبين بالمركز الرئيسي ذهبوا الآن إلى قسم الحدائق لتمكينهم من توقيع الحضور والانصراف، حتى لا يصبحوا منقطعين عن العمل.

وعن الإخلاء الإداري، قالت بحر، إن الوزارة تتعامل بشكل غير قانوني، مشيرة إلى أن أحد المعتصمين قرر الاستسلام والإمضاء على الإخلاء الإداري والعودة إلى عمله الأصلي، ولكنه فوجئ بأنه إخلاء جزئي غير متضمن العهدة المسؤول عنها بعض المنتدبين، وبعرضه على المديرية التعليمية التابع لها رفضته وطالبته بالأمر التنفيذي الخاص بإنهاء الندب والعودة إلى العمل الأصلي، مشيرة إلى أنه حتى هذه اللحظة لم يصدر قرارًا وزاريًا بالأمر.

وأضافت أن وزير التربية والتعليم يقع في مأزق يمنعه من إصدار الأمر التنفيذي، حيث لم يجدد ندب الموظفين منذ شهر أبريل الماضي، وبالتالي لا يمكنه إصدار قرارًا وزاريًا بإنهاء الندب في شهر ديسمبر، لأن المديريات التعليمية ستسأل عن وضع الموظفين خلال الفترة من أبريل إلى ديسمبر.

وتقع الشؤون المالية والإدارية وشؤون العاملين بالوزارة في مأزق آخر، حيث تم صرف رواتب المنتدبين من ميزانية 2015/ 2016، منذ شهر أبريل وحتى يونيو، ومن ميزانية 2016/ 2017 من يونيو وحتى أكتوبر، وذلك على الرغم من عدم تجديد انتدابهم، كما أن عدد كبير من المنتدبين مسؤولين عن عهدة تقدر بملايين الجنيهات، وقررت إدارة المراكز الاستكشافية إخلائهم إداريًا دون تسلم العهدة ما يعني تعرض المال العام للإهدار.

وكانت وزارة التربية والتعليم قد أصدرت بيانًا أكدت فيه أن قرار إنهاء الندب جاء لعدم قيام المراكز الاستكشافية بالمهام المطلوبة منهم، بالإضافة إلى أن المنهى ندبهم معظمهم من المعلمين الذين تحتاجهم الوزارة لسد العجز بالإدارات التعليمية، ليرد المنتدبين على الوزارة بأن فترة ندب بعضهم بالمراكز الاستكشافية تصل إلى 16 سنة، كما أنهم هم التربويون المنوطون بالتعامل مع الطلاب المترددين على المراكز ما يعني تهديد المراكز بالإغلاق في حالة تنفيذهم قرار إنهاء الندب.