"أحمد الدرديري" قائد تأمين كمائن الشيخ زويد: "ضحى بنفسه ليعيش جنوده"
كتب - مصطفى المنشاوي:
لم يجد الشهيد العقيد أركان حرب أحمد عبد الحميد الدرديري، حلا بعد أن أوشكت ذخيرته وجنوده على النفاد أثناء اشتباكهم مع عشرات الإرهابيين الذين هاجموا الكمين المتواجدين به بمدينة ال شيخ زويد يوم 14 رمضان قبل الماضي، سوى أن يضحي بنفسه ليأمر جنوده بركوب المدرعة والذهاب لكمين آخر لطلب الدعم والذخيرة، فأصر مجندان على البقاء معه، وظل الثلاثة يقاتلون الإرهابيين حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة بعد نفاد ذخيرتهم.
تقول ياسمين مصطفي زوجة الشهيد، في حديث مع مصراوي بمناسبة يوم الشهيد: آخر كلماته لي كانت " خلي بالك من عُمر وخليه يختم القرآن علشان مبقاش قلقان عليه"، مضيفة: أحمد قال لابننا "خلي بالك من ماما وأنا مش موجود"، وبعد سفره بـ 4 أيام حدث الهجوم علي الكمين ونال الشهادة.
وتضيف، أن الشهيد التحق بالكلية الحربية عام ٩٧ وتخرج عام ٩٩ دفعة ٩٣ حربية سلاح المشاه ،التحق بعد التخرج بالجيش الثاني الميداني بمدينة القنطرة في الاسماعلية، ثم سافر إلى السودان ليشارك قوات حفظ السلام هناك عام ٢٠٠٥ وذلك عقب زواجه بـ ٣ شهور، لمدة عام، ثم عاد بعد ولادة نجله الوحيد عمر بـ ٣ شهور ثم اكمل خدمته في الجيش الثاني الميداني ثم الجيش الثالث الميداني.
ولفتت إلى، أن الشهيد شارك في التدريبات المشتركة التي نظمتها القوات المسلحة مع المملكة العربية السعودية ضمن قوات المشاه، وبعد انهاء فترة التدريبات المشتركة عاد ليخدم في الكلية الحربية لمدة ٤ سنوات وعقب خدمته بالكلية الحربية التحق بكلية القادة والاركان حيث حصل علي الدورة ٦٣ اركان حرب ليعود مرة اخري إلى صفوف الجيش الثاني الميداني بالقنطرة.
وبحسب ما روته زوجته عن طريق زملاء الشهيد المقربين له انه تمت الموافقة علي طلبه بالفعل لينقل إلى الشيخ زويد وذلك في شهر إبريل ٢٠١٥، بمهمة الاشراف علي تأمين سلسلة كمائن بالشيخ زويد وهي كمائن سدرة أبو الحجاج أطلق عليها "كمائن الزلازل" والتي كان الهدف من إقامتها قطع الطريق عن الجماعات الإرهابية، بعد تكرار الهجوم المسلح علي بعض النقاط الأمنية.
وتابعت، أن هذا العمل كان يتطلب من الشهيد المبيت يوميا في كل كمين بالتوالي لافته إلى أنه كان يمارس مهام عمله وسط زملائه من الجنود، والضباط في جو أسري ويشاركهم إفطار رمضان، وفي يوم 1 مايو 2015، حدث هجوم ارهابي على ٦ كمائن بالتزامن حوالي الساعة السادسة صباحا، حيث اقتحمت الكمين سيارة مفخخة وقامت قوات الكمين بتدميرها قبل وصولها الي الكمين.
ثم تلي ذلك محاولة اقتحام أخرى للكمين بسيارات دفع رباعي تحوي كل سيارة علي ما يقرب من ٢٠ أو ٢٥ عنصرا إرهابيا مسلحين بأربيجيهات وأسلحة قنص وأسلحة متعددة، فقام الشهيد بتفجير سيارتين قبل وصولهما إلى الكمين، قبل استشهاد أحد زملائه الضباط.
وأعقب هذا الهجوم هجوم آخر عن طريق مسلحين علي درجات نارية يحملون الرشاشات وعلي الفور تعاملت معهم قوات الكمين، وصفوا منهم عدد كبير وهنا أصيب الشهيد في قدمه اليمني وواصل القتال حتي أصيبت قدمه الأخرى.
ولفتت إلى أنه خلال هذه المعركة الضارية أوشكت ذخيرة الكمين أن تنفد فأعطى الشهيد أوامره لجنوده أن يحتموا داخل مدرعاتهم ويذهبوا لكمين آخر لإمدادهم بالذخيرة، ورفض الجنود أن يتركوه بمفرده إلا أنه أصر وطلب منهم أن يحتموا بالمدرعة من النيران الكثيفة الموجهة.
وتقول زوجة الشهيد: يوم 14 رمضان حوالي الساعة العاشرة صباحًا يوما لا ينسى"، وظل الشهيد مع اثنين من جنوده لحماية ظهر بقية الجنود لحين عودتهم بالدعم والذخيرة، وفي لحظة اخترقت رصاصة موجهة من أحد قناصة الجماعات الإرهابية الى رقبة أحمد فلفظ أنفاسه الأخيرة.
واختتمت زوجة الشهيد حديثها، قائلة: أحمد كان يشعر في آخر أجازة له أنه لن يعود مرة أخرى، مؤكدة أنه لم يخبرها بمشاركته في العمليات العسكرية في الشيخ زويد، وكان كل ما تعلمه أنه في مدينة القنطرة حيث الهدوء والعمل المستقر بعيدا عن العمليات العسكرية.
فيديو قد يعجبك: