إعلان

الإندبندنت: هل كل ما تقرأه عن سوريا والعراق صحيح؟

12:09 ص السبت 03 ديسمبر 2016

سوريا

كتب - علاء المطيري:

بين تلهف وسائل الإعلام العالمية لمتابعة ما يحدث في سوريا والعراق وصعوبة العمل في كلاهما تبدوا ضرورة ملحة للتساؤل عن صحة ما يرد من أنباء وطريقة نقلها، وفقًا لصحيفة "الاندبندنت" البريطانية التي تسائلت في تقرير لها، اليوم الجمعة: "لماذ يمكن أن يكون كل ما تقرأه عن سوريا والعراق غير صحيح؟".

فالعمل في مدينة حلب السورية وفي الموصل العراقية يمثل خطرًا كبيرًا على حياة الصحفيين، وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى أن الأولى يسيطر عليها المتمردين وتحاصرها قوات النظام السوري وميليشيات شيعية إضافة إلى الدعم الروسي قتل فيها 300 مدني خلال أسبوعين بسبب القصف وطلقات المدافع، بينما قتل 600 مدني خلال شهر في مدينة الموصل التي تحارب فيها القوات العراقية والكردية بدعم أمريكي لطرد داعش منها.

ورغم تشابه ظروف الحروب ومخاطرها في كلا الحالتين إلا أن تغطية وسائل الإعلام العالمية تختلف بصورة جزرية بين كلاهما.

ففي الموصل يتم إلقاء اللوم على داعش في قتل المدنيين بسبب إطلاق قذائف المدافع بصورة عشوائية والهجمات الانتحارية. وبينما يوفر الجيش العراقي والطائرات الحربية التي تدعمه ممررات آمنة لخروج المدنيين؛ يتم اتهام داعش بأنها تمنع المدنيين من ترك المدينة لاستخدامهم كدروع بشرية.

وعلى النقيض فإن وصف الإعلام الغربي للوحشية التي تتعامل بها قوات الأسد شرق حلب وما تقوم به من ذبح للمدنيين يتم بغض النظر عن بقائهم أو رحيلهم، وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى قول ستيفن أوبراين، مسؤول الشؤون الإنسانية والإغاثة بالأمم المتحدة، أن المتمردين منعوا المدنيين من المغادرة، مشيرة إلى أن هذا الأمر لم يتم تداوله بذات القدر الذي تم في الموصل.

ولفتت الصحيفة إلى وجود عامل واحدة يجعل حصار شرق حلب وشرق الموصل متشابهًا، ويختلف عن عمليات الحصار التي تمت في الماضي في منطقة الشرق الأوسط مثل حصار بيروت 1982 وحصار غزة 2014، مشيرة إلى أن الصحفيون لا يتواجدون هناك لأن داعش كانت تقطع رؤوس من يسقط في يدها بينما كانت جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة تستخدمهم كرهان وتطلب الفدية.

في سوريا

يوجد في سوريا جماعتان تهيمنان على المعارضة المسلحة. في حلب ينتمي 20 % من المسلحين الذين يصل عددهم إلى 10 آلاف مقاتل إلى جبهة النصرة إضافة إلى مقاتلي جبهة أحرار الشام التي تقود المقاومة.

وليس الأمر مفاجئًا عندما نعرف أن الصحفيين الذين يقومون بتغطية الأحداث في شرق حلب والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة يعملون من لبنان أو تركيا لأنهم لا يأمنون على حياتهم حتى عندما يذهبون إلى مناطق المعارضة المعتدلة، وفي حالات أخرى يستخدمون شهود عيان ينقلون لهم جانبًا مما يحدث.

ولفتت الصحيفة إلى أن من يتمكنون منهم العمل في مناطق مثل شرق حلب يعملون في مناطق المسلحين الذين لن يسمحوا لهم إلا بنقل القصة الخبرية من جانب واحد، مشيرة إلى أن وجود الصحفي في إحدى جوانب الصراع هناك يجبره على نقل القصة كما يريدها من يسمح له بآداء عمله.

حرب العراق

ما يحدث في سوريا والعراق في الوقت الحالي ليس أمرًا جديدًا تقول الصحيفة، التي أوضحت أن وسائل الإعلام حينها كانت تدعم الحرب عام 2003 لاسقاط نظام صدام حسين، الرئيس العراقي السابق، وتدمير أسلحته النووية وحصل الصحفيون حينها على أدلة من المعارضة العراقية على وجود أسلحة دمار شامل، لكن الأمر كان خاطئًا عندما حصل الصحفيون على أدلة من أناث كرسوا حياتهم لإسقاط صدام حسين.

وفي ليبيا عام 2011 كانت وسائل الإعلام تدعم الانتفاضة المسحلة وعمليات حلف شمال الأطلسي "الناتو" ضده وحصلت على أدلة من المعارضة المسلحة لتثبت انتهاكات وحشية لحقوق الإنسان.

وأوردت الصحيفة مقتطفات من كتاب "معركة سوريا: الخصومة الدولية في الشرق الأوسط الجديد" الذي نشر مؤخرًا للصحفي الأمريكي كريستوفر فيليبس، الذي يتميز بتغطية غير منحازة لمأساة اللحرب السورية، مشيرة إلى أنه تحدث بعناية عن المتنافسين وأسباب ما يحدث.

وتحدث فيليبس عن صراع الأجندات التي تحرك الحرب بين المتنافسين بصورة تخدم مصالح قوى أجنبية، مشيرًا إلى أن خبراء الحكومة كانوا أفضل من الصحفيين الذين تحدثوا ببساطة عن أن الأسد على حافة السقوط.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان