كيلي مكبريد: ''بازفيد'' سمح لترامب بإلقاء ظلال من الشك على الصحافة كلها
بقلم - كيلي ماكبرايد:
ترجمة – سامي مجدي:
بنشره تقريرا غير متحقق منه يزعم أن الروس لديهم معلومات يسامون بها الرئيس المنتخب دونالد ترامب، جعل موقع ”بازفيد” أمر أن الحقيقة سوف تكون الهدف الوحيد للصحفيين أقل ترجيحا، وتصديق الجمهور لتلك الحقيقة بقى أقل احتمالا عندما تظهر.
في مؤتمره الصحفي صباح الأربعاء دمج ترامب عمل ”بازفيد” وسي إن إن، رغم أنهما أشكالا مختلفة جدا من الصحافة. بدأ بالإطراء على كافة غرف الاخبار التي لم تنشر الوثيقة، منتقدا تلك التي فعلت ذلك في بادئ الأمر دون تسميتها، ومشيرا إلى أن سبب إبقاءها بعيدا عن الجمهور هو أنها ''أخبار مزيفة''.
بالنسبة للعين غير المدربة، بدا الأمر أنه يصنع صداقات مع وسائل الإعلام بالربت على ظهرها بسبب قيامها بالشيء الصحيح بتجاهلها هذه الشائعة السخيفة بأن الروس لديهم شريطا جنسيا له.
إليكم ما حدث فعلا: نشر ”بازفيد” الملف، مشيرا إلى أنه لم يتحقق منه وأنه به إشكاليات كبيرة، بعد ساعتين تقريبا من بدء سي إن إن إبلاغ مشاهديها بوجود التقرير، الذي اطلعت عليه والتعقديات المحتملة أمام قدرة ترامب على إدارة البلاد.
هذان عملان مختلفان، حيث قام ”بازفيد” بمجرد كشف أوراقه للجمهور، وحاولت سي إن إن بناء سياق ومعنى عبر تقارير وتحليلات صحفية.
لكن بخلط غرفتي أخبار الوسيلتين الإعلاميتين معا، تمكن ترامب من أن يلقي بظلال من الشك على كافة العمل الصحفي الذي يقوم به الصحفيون بشأن الملف. الآن، أي شخص قد يكون لديه فضول حقيقي للحقيقة لديه سبب للتوقف عن الاستماع. إذا كنت تكره ترامب، تفترض بشكل آلي أن التقرير حقيقي. وإذا كنت تحبه، تفترض أن هذا مثالا إضافية على الصحافة المغرضة.
لو أن ”بازفيد” اتبع نهجا مختلفا، لكانت القصة اليوم أن مسؤولي استخبارات بارزين لديهم ما يكفي من القلق حيال التقرير حتى يقدموه إلى الرئيس المنتهية ولايته والرئيس المقبل. وكانت قصص المتابعة لتعالج كيف يتصرف القادة في أعلى المستويات في أمريكا.
عوضا عن ذلك، قال ”بازفيد” إنه أراد أن يمنح قرائه الفرصة ليقرروا بأنفسهم. لذا نحن كلنا الآن منخرطين في فيلم ''الأطفال الجواسيس'' التحذيري، في محاولة لتحديد ما إن كانت المعلومات على الأرحج صحيحة أم خاطئة.
بيد أن النتيجة الأكثر ضررا لقرار ”بازفيد” المشؤوم هو سلاح ترامب الذي اكتشفه حديثا لرفض جميع الصحفيين الذين ينتقدونه بوصفهم بأنهم مغرضين ولا يتمتعون بالأخلاق. وبرسمه لوسائل الإعلام الإخبارية كافة في صورة كاريكاتير ”بازفيد”، يقوض ترامب فعالية التقارير المتماسكة والانتقاد المشروع. فالرئيس المنتخب يفعل كل مافي وسعه للحد من دور الصحافة في ديمقراطيتنا، وهو ليس بحاجة إلى أي مساعدة.
*المقال كتبته كيلي ماكبرايد، خبيرة في أخلاقيات الصحافة وصحفية سايفة، وهي الآن نائبة رئيس معهد بوينتر المعني بشؤون الصحافة والإعلام.
لقراءة النص الأصلي.. اضغط هنا
أقرا ايضا:
فيديو قد يعجبك: