توم سكوكا: شكرا بازفيد القصة المنبوذة مفتوحة للنقاش
بقلم - توم سوسكا:
ترجمة – سامي مجدي:
فعل موقع "بازفيد" الأمر الصحيح عندما اختار نشر ملفه من المزاعم التي لم يتم التحقق منها عن تشابكات مفترضة لترامب مع روسيا. بعض الخبراء في أخلاقيات الإعلام سارعوا بالقول ما يخالف ذلك هذا الصباح.
هذا النوع من التخمين الثاني يأتي عموما من الفرضية الأساسية القائلة بأن أخلاقيات الصحافة هي مجموعة من القواعد الواضحة عما هو صحيح وما هو خطأ، والتي عندما يتم اتباعها بإخلاص، سوف تنتج صحافة جيدة موثقة. هذا نهج غير مجد للغاية. أي قرار بنشر أي قطعة صحافية يتضمن تحقيق توازن بين مبادئ متنافسة والتوصل إلى استنتاج مفاده يناسب الموضوع، والسياق الأشمل ومهمة النشر والرغبة في المخاطرة.
هذه الحالة على وجه الخصوص، تذكير جيد لحقيقة أن الجانب الآخر لقرار نشر شيء ما هو إلا قرار بدعم نشر شيء ما. لكن الصحفيون نادرًا ما يتم استدعاؤهم لتبرير أخطاء سهوهم. العديد من وسائل الإعلام أفادت أن أيديها كانت على الملف الروسي منذ أسابيع، لكن قبل الأمس، ومع اتساع دائرة المسؤولين العموم الذين اعتبروه مصدر قلق خطير، لم تتمكن أي من وسائل الإعلام هذه من معرفة كيفية مشاركة التقرير (مع الجمهور).
الآن القصة التي لم يتم تناولها؛ باتت موضوع نقاش مفتوح، سواء تبين في نهاية المطاف أن الفضيحة حول سلوك ترامب المزعوم أو علاقته مع روسيا أو صراعه مع أجهزة الاستخبارات أو بعض من هذا كله. إن تقارير المتابعة تساعد في تصنيف مزاعم الملف، وكان قرار "بازفيد" المفتاح لكل ذلك.
تبريرات ما يُنشر وكيف يُنشر ولماذا يُنشر تختلف من وسيلة إعلام إلى أخرى، وهذا التنوع صحي ومنتج. ما قامت به "سي إن إن" و"بازفيد" الليلة الماضية تفاعل كلاسيكي من وسيلة إعلام عالية الدقة إلى أخرى منخفضة الدقة: "سي إن إن" أفادت بوجود الملف وأنه ذات أهمية كبيرة للجمهور؛ و"بازفيد" نشر الملف نفسه. ضبابية "سي إن إن" بددها اختلاف "بازفيد" وكان اتخاذ "بازفيد" للمخاطرة مبررًا بشهادة "سي إن إن" حول القيمة الخبرية في نهاية المطاف.
في بعض الأحيان، التفاعل يمضي ببساطة من أسفل إلى أعلى: وسيلة إعلام أقل احترامًا تنشر قصة، وموضوع القصة مثير، إثارة الموضوع تصبح حقيقة في أنحاء العالم، بحيث يصبح الطريق آمن أمام وسائل الإعلام الصحفية أن تناقشه في العلن. وهكذا تحررت نيويورك تايمز لمناقشة "المقاطع الجنسية المصورة التي تضم عاهرة مع السيد ترامب،" أو بشكل أكثر دقة، الإفادة بالوثائق التي تصف هذه المقاطع الجنسية.
لكن العملية تتطور، نعلم اليوم أكثر مما كنا نعلمه بالأمس، وغدا سوف نعلم أكثر وهكذا. ربما يعد بيان "بازفيد" حول "نشر الوثيقة بالكامل حتى يمكن للأمريكيين إعمال عقولهم" تظاهرا بالتقوى بعض الشيء، لكن هؤلاء من مؤسسة "غاوكر ميديا" تعلموا درسا مؤلما العام الماضي عما يمكن أن يحدث عندما يتحدث الصحفيون عن عملهم على نحو أقل ورعًا.
الصحافة عمل غير مُهذب ونحن نعيش في أوقات غير مهذبة. المناشدات العمياء لمبدأ ما لن تجعل الأمور أكثر لطفا، لكنها قد تجعل الأمور أكثر سوءً.
*المقال كتبه توم سكوكا، نائب المحرر التنفيذي للتحقيقات الرقمية في مؤسسة "غيزمودو ميديا غروب".
لقراءة النص الأصلي.. اضغط هنا
اقرأ ايضا:
هل كان ''بازفيد'' محقا في نشر اتهامات بلا أساس ضد ترامب؟
كيلي مكبريد: ''بازفيد'' سمح لترامب بإلقاء ظلال من الشك على الصحافة كلها
فيديو قد يعجبك: