واشنطن تعمل على إنشاء ''ناتو عربي'' بقيادة مصر
كتبت-سارة عرفة:
تجري إدارة ترامب محادثات مع حلفائها من الدول العربية لتشكيل حلف عسكري بقيادة مصر، يتبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل للمساعدة في مواجهة عدوهم المشترك، إيران، حسبما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن عدة مسؤولين شرق أوسطيين، الأربعاء.
وقال خمسة مسؤولين من دول عربية منخرطة في المحادثات، للصحيفة أن التحالف يضم دولا مثل السعودية والإمارات، وهما علنا على عداء مع إسرائيل، فضلا عن مصر والأردن، ولهما معاهدتي سلام مع إسرائيل.
ولفتت وول ستريت جورنال إلى أن دولا عربية قد تنضم إلى التحالف.
وقال المسؤولون للصحيفة الحلف المنتظر سوف يقوم على غرار حلف شمال الأطلسي ''الناتو'' من حيث مبدأ الدفاع المشترك، الذي يعتبر الاعتداء على أي بلد عضو فيه، اعتداء على الحلف ككل، وأن العمل مستمر في الوقت الراهن على صياغة النظام الداخلي لهذا الحلف.
وأضاف المسؤولون أن الولايات المتحد قد تقدم دعما عسكريا واستخباراتيا، غير الدعم المحدود الذي تقدمه للتحالف الذي تقوده السعودية في قتاله ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
بيد أنه لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل ستكونان جزءً من اتفاق الدفاع المشترك، حسب الصحيفة الأمريكية.
ونقلت وول ستريت جورنال عن دبلوماسي عربي قوله: ''سألوا البعثات الدبلوماسية في واشنطن عما إذا كنا على استعداد للانضمام إلى هذه القوة التي تشتمل على مكون إسرائيل.''
وأضاف الدبلوماسي الذي لم تذكر اسمه الصحيفة أن ''الدور الإسرائيلي من المرجح أن يكون في مشاركة المعلومات الاستخباراتية، وليس التدريب أو تواجد قوات على الأرض. يقدمون معلومات استخباراتية وأهدافا. هذا ما يجيده الإسرائيليون.''
كان مسؤولي إدارة ترامب قالوا إنهم يريدون تنشيط التحالفات الأمريكية في المنطقة واتخاذ خطوات جديدة لتقييد التأثير الإقليمي لإيران.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين في الإدارة الأمريكية رفضوا التعليق على الخطة. كما لم يرد متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي على طلب للتعليق.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء في البيت الأبيض، ''أعتقد أن الفرصة العظيمة للسلام تأتي من نهج إقليمي ينخرط فيه شركائنا العرب الذين اكتشفناهم حديثا.''
ورد ترامب بالقول: ''إنه أمر مختلف جدا، لم يبحث من قبل. في الواع إنه اتفاق أكبر بكثير – اتفاق أكثر أهمية. سوف يتم في العديد، العديد من البلدان، ويغطي مساحات شاسعة جدا من الأراضي.''
ولم يعرف بعد إلى أي مدى تقدمت المحادثات حول التحالف. وفي الوقت الراهن، الدول العربية المنخرطة في المحادثات ليس بينها اتفاقات دفاع مشترك.
وقال المسؤولون إن السعودية والإمارات وضعا طلباتهما مقدما في مقابل التعاون مع إسرائيل. فهما تريدان إسقاط تشريع يسمح لعائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001 بمقاضاة حكومتي البلدين في المحاكم الأمريكية، وهو القانون المعروف باسم ''جاستا.''
وأبلغ مسؤولو إدارة ترامب حلفائهم الخليجيين بأنهم سوف يضغطون على الكونجرس لتعديل التشريع، رغم أنه مر العام الماضي بتأييد ساحق، الأمر الذي يجعل من تغييره أمرا صعبا.
وأشارت الصحيفة إن بعض المشرعين الأمريكيين أعربوا عن ندمهم لدعم التشريع.
وقال مسؤولون من الشرق الأوسط إن دبلوماسيين عرب في واشنطن عقدوا محادثات حوق الخطة مع وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس ومستشار الأمن القومي المستقيل مايك فلين.
وأضاف الدبلوماسيون إن خطط الحلف سوف تبحث خلال زيارة ماتيس للمنطقة هذا الشهر.
وأشارت الصحيفة إلى أن فلين طرح فكرة مماثلة في شهادة أمام الكونجرس في يونيو 2015، بعد فترة قصيرة من ترك منصبه مديرا لوكالة استخبارات الدفاع.
وقتها حث الجنرال فلين الحكومة الأمريكية على خلق ودعم ''هيكل وإطار عربي على غرار الناتو'' لمواجهة إيران والجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وقتها ''ابن جيش عربي قادر على تأمين مسؤوليتهم الإقليمية.''
ولفت دبلوماسي عربي إلى أن فكرة تصنيف إدارة ترامب المحتمل لجماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا قد تطرح تحفيزا لمصر حتى تنضم إلى الحلف.
وقال المسؤولون إن إدارة ترامب طالبت مصر بأن تقود هذا التحالف، خاصة وأن لديها معاهدة سلام مع إسرائيل منذ 1979، على الرغم من أن المملكة السعودية لديها الرغبة والحماس لقيادته.
لكن أحد المسؤولين قال إن الحلف قد يكون من الصعب جمعه، بالنظر إلى أن مقترح القوة العربية المشتركة الذي طرحته مصر في 2015 لم يلقى اهتماما يذكر.
فيديو قد يعجبك: