فيسك: إبادة الأرمن هي القصة التي لا يريد أن يقرأها أردوغان
كتب - علاء المطيري:
قال الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك، إن بلاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هي التي يجب أن تتحمل ذنب الممارسات النازية وليست ألمانيا وما تقوم به أعمال إنسانية، مضيفًا: "بينما يظهر تأنيب الضمير في حديث المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بصورة مستمرة على ما تعرض له اليهود من محارق؛ لا يبدي الأتراك قابلية للإقرار بما تعرض له الأرمن من إبادة جماعية على يد جنود الإمبراطورية العثمانية".
وتابع في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، الخميس: "الأكثر من ذلك أن من يذكرون مذابح الأرمن من الأتراك يصبحون مهددين بالسجن".
وقال فيسك: "كان هناك شيء بذيء في المقارنة التي ذكرها أردوغان بين ميركل والنازية عندما ذكر أن الممارسات النازية في ألمانيا مازالت مستمرة في رد فعله على حظر برلين لتجمعات تدعم التعديلات الدستورية لتوسيع صلاحياته"، مشيرًا إلى أنه شيء يفعله أردوغان بصورة منتظمة.
واستطرد: "الأمر ليس مجرد شعور بالأسف يتكرر كل يوم في ألمانيا على تدميرها ليهود أوروبا في الحرب العالمية الثانية، ولا حتى بإنسانية غير عادية تظهرها المستشارة الألمانية لدرجة تسببت في الإضرار بها سياسيًا عقب السماح للاجئي الشرق الأوسط بالدخول إلى بلادها".
وأضاف: "تعامل ميركل مع اللاجئين كان أعظم فعل لإظهار الأسف على ما ارتكبه هتلر من جرائم في عهد ألمانيا النازية، بينما بقيت أمة أردوغان على الحياد في الحرب العالمية الثانية."
وقال فيسك إنه "رغم أن البريطانيين ساعدوا الرئيس التركي عصمت أونونو، الذي يمثل نسخة من أردوغان في تاريخه، عام 1940 في تدريب طياريه، فإنه أرسل الضباط الأتراك لاحتلال أوروبا كضيوف للرايخ النازي على الجبهة الشرقية، مشيرًا إلى أنه هناك بعض الأشياء التي يكشفها التاريخ عن تركيا."
وتابع: "لم يتوقف الأمر عند حدود وقوف تركيا على الحياد أمام جرائم النازية، بل إن الأمر وصل إلى مباركة الصحف النازية في ثلاثينيات القرن الماضي على قدرة تركيا على النهوض من بقية أنقاض الحرب العالمية الثانية."
وأوضح فيسك أن هذا هو جزء من تاريخ تركيا الذي يتضمن إبادة 1.5 مليون نسمة من الأقلية المسيحية عام 1915.
وفي مقابلات صحفية عدة أجراها هتلر قبل الحرب العالمية الثانية كان يشير إلى نسيان أوروبا لإبادة الأرمن، يقول فيسك، مشيرًا إلى قول هتلر: "من يتذكر ذلك الآن"، وذلك في اجتماعات مع الجنرالات العسكريين قبل غزو بولندا عام 1939 والذي كان بمثابة دعوة مفتوحة لقتل اليهود الذي كانوا يمثلون 30 في المئة من سكان مدينة وارسو.
وأوضح فيسك أن عدد من ضباط النازية ودبلوماسيي هتلر كان يعملون في وقت سابق كمستشارين للدولة العثمانية وشهد مذابح الأرمن عام 1915، ثم بعد ذلك شاركوا في احتلال الاتحاد السوفيتي كضباط ألمان حتى بدأ قتل عشرات الآلاف من اليهود عام 1941.
وقال الكاتب البريطاني إن "الكاتدرائية الأرمينية في مدينة غازي عنتاب أصبحت مسجدًا حتى اليوم، وقد شاهدت بعض عمليات الترميم التي تجري هناك قبل أسابيع، لكن ميركل لم تقم بفعل ذات الشيء مع معابد اليهود التي تم تدميرها عام 1938."
وأضاف: "يوجد كتاب سيصدر الصيف القادم في الولايات المتحدة ويحكي قصص لم يتم سماعها عن أرمن كانوا يخدمون في الجيش التركي ويرون عائلاتهم تذبح أمام أعينهم"، مشيرًا إلى أن اثنين من الأوروبيين الذين أنكروا محارق اليهود أنكرو الكتاب واعتبروه مزورًا.
وقال فيسك: "هذه القصة التي يجب أن يقرأها أردوغان، مشيرًا إلى أنها القصة التي لا يريد أن يقر بها أبدًا".
فيديو قد يعجبك: