فورين بوليسي: السيسي "سائرًا في السماء" بعد لقاء ترامب
كتب – محمد الصباغ
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لديه سبب جيد ليبدو وكأنه يسير عاليًا في السماء، مرجعة ذلك إلى الاستقبال الدافئ الذي تلقاه من نظيره الأمريكي دونالد ترامب يوم الإثنين، على عكس ما كانت تقوم به إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وأضافت أن الاختلاف في التعامل مع السيسي بين إدارة ترامب وإدارة أوباما لا يمكن أن يكون واضحًا بشكل أكثر من ذلك.
وأوضحت فورين بوليسي أن أوباما لم يتردد في الترحيب بوصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر، أو في التخلي عن الرئيس السابق حسني مبارك. فيما تناقش إدارة ترامب الآن ما إذا كانت ستعتبر جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية أم لا.
تحتاج مصر التي تواجه مخاطر كبيرة إلى مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، فالسيسي يواجه إلى الآن الإرهاب في سيناء، بجانب الحدود مع ليبيا التي يمكن أن تتحول في أي لحظة إلى الصومال أو اليمن، إن لم تكن قد تحولت بالفعل. كما تحتاج مصر أيضًا إلى إعادة فرض نفسها بالعالم العربي، حيث تحولت من قائدة إلى متابعة للأحداث، وهذا الأمر ليس سيئًا لمصر فقط بل لجميع الدول العربية، وخصوصًا وسط التدخلات الخطيرة من تركيا وإيران في سوريا والعراق.
وأشارت المجلة أيضًا إلى أن اقتصاد مصر متثاقل، مع المعاناة التي واجهها قطاع السياحة الحيوي خلال السنوات الماضية التي قرر الأجانب البقاء بعيدًا عن مصر.
على الرغم من كلمات ترامب الدافئة، إلا أن إدارته تخفض من ميزانية المساعدات الخارجية لكل الدول تقريبًا عدا إسرائيل. وتابعت المجلة أن المساعدات إلى مصر لم يتم تقليصها إلى الآن لكن هناك تقييم لجدواها. وقد يكون تخفيض المساعدات العسكرية التي تبلغ 1.3 مليار دولار، أمر مؤلم للجيش الذي يقاتل الإرهاب في سيناء، ويؤثر أيضًا على الصراع الدائر في الجارة ليبيا. كما أكدت على أن مصر في حاجة ماسة إلى زيادة المساعدات الاقتصادية. ووفقًا للمجلة الأمريكية فإن مصر تحتاج إلى زيادة في المساعدات العسكرية والاقتصادية، وليس تخفيضًا.
ومن جانب آخر، يمكن أن تثبت علاقة السيسي مع إسرائيل فائدتها، فربما يستخدمها الرئيس ترامب في صناعة تقدم في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. ومن المعروف بالطبع، وفقًا للمجلة، أن الدول العربية الأقل عداءًا لإسرائيل –الدول الخليجية والأردن والمغرب ومصر- قد أعادوا مطالبهم بإقامة دولة فلسطينية بشكل فوري. وتدرك هذه الدول أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لن يكون قادرًا على الوصول لاتفاق مع إسرائيل، لكنهم يأملون في بعض التقدم. ووفقًا للمجلة، فإن السيسي في موقع جيد للقيام بهذا الأمر، ويبدو أن القادة اليهود الأمريكيين يثقون في رؤيته حول إسرائيل، والتي قد تمكنه من التعامل كوسيط وليس كطرف مشارك.
واختتمت المجلة قائلة أن الأسبوع الماضي بشكل عام، كان جيدًا للرئيس المصري.
فيديو قد يعجبك: