إعلان

وجوه الشعبوية الأوروبية: "أدولفينا" القرن الـ21 المعادية للإسلام (3)

01:25 م الثلاثاء 14 مارس 2017

فراوكة بيتري

 كتبت- رنا أسامة:

بوجهٍ بشوش، وابتسامة أخّاذة، وأزياء عملية أنيقة، وتسريحة شعر قصيرة عبثيّة، وجسم رياضي، وطأت قدما "فراوكة بيتري" في عالم السياسة الأوروبية اليمينية المتطرفة المُعادية للإسلام واللاجئين، كزعيمة لحزب "البديل من أجل ألمانيا" (AFD).

منذ ذلك الحين لُقّبت بـ (الوجه الباسم لليمين المتطرف)، مع صعودها كمُنافسة قوية للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تصنف بأنها أقوى امرأة في العالم.

حياتها

وُلِدت بيتري في الأول من يونيو 1975، في مدينة درسدن، عاصمة ولاية سكونسا بشرق ألمانيا، وانتقلت للعيش في ألمانيا الغربية، خلال مرحلة المراهقة.

درست الكيمياء في جامعة ريدينغ البريطانية، وحصلت على الدكتوراه من جامعة غوتنغن في ألمانيا، ثم أسّست لاحقًا شركة لتصنيع البولي يوريثان صديقة البيئة في مدينة لايبزيغ الألمانية.

بتري-وماركوس-بيتزل

ضحّت بيتري- ذات الأربعين عامًا- عن زوجها الواعظ الكنسي سفين بيتري، في أكتوبر 2015، بعد حياة زوجية دامت لمدة 14 سنة، دون الأخذ في الاعتبار بمصير أطفالهما الأربعة، ماضية قُدُمًا في مسيرتها السياسية وأفكارها المتطرفة التي تُثير استياء وغضب كثيرين.

تُشير هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى وقوع الانفصال بعد توارد تقارير تفيد بأنها كانت على علاقة مع عضو في البرلمان الأوروبي يُدعى ماركوس بريتزل.

"البديل من أجل ألمانيا"

بدأت مسيرة بيتري السياسية كداعمة لحملة الحزب الديمقراطي المسيحي الانتخابية حتى عام 2012، لتُسهم بعد ذلك في تأسيس حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي ينتمى للتيار القومي اليميني المتطرف في 2013، كرد فعل على سياسة إنقاذ اليورو.

قاد أعضاء الحزب ومؤيديه العديد من المظاهرات ضد أنجيلا ميركل طبقًا لما أوردته صحيفة الاندبندنت البريطانية.

البديل-من-أجل-ألمانيا

وفاز الحزب لأول مرة في انتخابات أوروبا 2014، وحصلت بيتري على أصوات 60 في المئة من نواب الحزب في 2015، وأصبحت زعيمة منذ ذلك الحين بعد عامين من الصراع بين الجناح القومي اليميني الذي تقوده بيتري وجناح "الاقتصاديين الليبراليين" الذي كان يقوده بيرند لوكه.

"أدولفينا" و"لوبان الألمانية"

تُشير قناة "دويتشه فيله" الألمانية إلى التشابه بين فراوكة بيتري وزعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان، حيث تتفقان في العديد من المواقف السياسية- وإن كانت بتري أكثر نجاحًا على الصعيد السياسي من زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي.

ادولف هتلر وفراوكه بيتري

علاوة على ذلك، منح مُعارضو "البديل من أجل ألمانيا" بيتري لقب "أدولفينا"، نسبة إلى الزعيم النازي أدولف هتلر؛ إذ يرون أنها النسخة النسائية منه، وفقًا لوكالة فرانس برس، خاصة بعد تسريب نسخة من مشروع بيان الحزب في مارس الماضي.

تضمّن مشروع بيان الحزب سياسات بينها تحيز النساء على الحصول على ثلاثة أطفال أو أكثر، سجن مدمني المخدرات والأشخاص الذين يُعانون من اختلالات عقلية ولم يستجيبوا على العلاج، فضلًا على مُقترحات تشتمل على حظر بناء المآذن أو ارتداء النقاب.

قتل اللاجئين

قتل-اللاجئين

طالبت بيتري في حوار لصحيفة "مانهايمر مورغن" الألمانية، 30 يناير 2016، بإطلاق النار على اللاجئين لمنعهم من دخول ألمانيا إن اقتضى الأمر.

وقالت: "يجب منع دخول مزيد من اللاجئين غير المسجلين عبر الحدود النمساوية"، مضيفة أنه "لا يوجد أي شرطي يسعى لإطلاق النار على اللاجئين، لكن يجب عليه أن يمنع عبور الحدود بطريقة غير شرعية، وإن اقتضى الأمر باستعمال سلاحه، فهذا ما ينص عليه القانون".

كما دعت إلى عقد اتفاقيات مع النمسا وتشديد الرقابة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي لوقف تدفق اللاجئين حتى لا يقع الوصول إلى هذه النقطة، مشيرة إلى أن ذلك يمكن أن يكون عن طريق بناء منشآت حدودية.

وأثارت تصريحاتها انتقادات شديدة في الاتحاد الأوروبي وفي ألمانيا نفسها حتى من المعتدلين في حزبها، وبحسب قناة "فرانس 24" فإن فراوكة ترى نفسها من "المتشككين في الاتحاد الأوروبي"، إذ ترى أن الكتلة الأوروبية تقف وراء العديد من المشكلات التي تواجهها ألمانيا.

جدير بالذكر أن حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي عرف بمناهضته لليورو، حقق ارتفاعا ملحوظا في شعبيته في استطلاعات الرأي على خلفية أزمة اللاجئين والنقاش الذي يدور حولها في ألمانيا، ليصبح ثالث أقوى حزب سياسي في البلاد بعد تحالف المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي وشريكها في الائتلاف الحاكم الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

مُعادة الإسلام

تُعرف بيتري بعدائها الواضح والشديد للإسلام والمُسلمين، كما اعتمد حزبها على سياسة مُعادية للإسلام، تمنع بناء المآذن والنقاب وتقول إن "الإسلام ليس جزءً من ألمانيا".

وترى بيتري أن "الإسلام لا ينتمي لألمانيا" وأنه يُخالف قواعد الديمقراطية و"يتناقض مع فقرات الدستور الألماني"، التي تذهب إلى حظر ارتداء الحجاب والنقاب في المدارس والأماكن العامة وحظر بناء المآذن.

عداء-الاسلام


اقرأ أيضا:

وجوه الشعبوية الأوروبية: مارين لوبان.. الأوفر حظا لرئاسة فرنسا؟ (1)

وجوه الشعبوية الأوروبية: فيلدرز.. ''ترامب هولندا'' الكاره للإسلام (2)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان