100 يوم ترامب: لا جديد في العلاقات مع روسيا
كتبت – هدى الشيمي:
شهدت العلاقات الأمريكية الروسية حالة من الصعود والهبوط خلال الـ100 يوم التي قضاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي، بدءً من الاتهامات التي وُجهت لإدارته بالتعاون مع موسكو، وصولا إلى ارتفاع حدة التوترات مؤخرا بسبب الموقف الأمريكي من الأزمة السورية.
كان المسؤولون الروس قد أعربوا عن تفضيلهم لترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون خلال الحملة الانتخابية، ورجّحوا بأن العلاقات بين البلدين ستسير في الطريق الصحيح، وستصبح أقوى مما كانت عليه خلال فترة حكم أوباما.
إعجاب متبادل
في الأيام الأولى من حملته الانتخابية، أظهر ترامب إعجابه بالرئيس الروسي بوتين، فأكد أنه رجلا قويا وأنه يسعى للتعاون معه، في حالة فوزه على منافسته كلينتون.
وبعد إعلان نتيجة التصويت بفوز ترامب على كلينتون، قال الكرملين إن بوتين حرص على تهنئته إذ أرسل له رسالة عبر تطبيق تيلجرام، بحسب وكالة رويترز.
وأشار الكرملين في بيان إلى إعراب بوتين عن أمله في التعاون لإخراج العلاقات الأمريكية الروسية من وضع الأزمة وفي التعامل مع القضايا الدولية والبحث عن أساليب فعالة في مواجهة التحديات المتعلقة بالأمن العالمي.
كما أكد بوتين خلال مراسم قبول أوراق الاعتماد من سفراء أجانب في الكرملين، في 9 نوفمبر الماضي، أن بلاده مستعدة لبذل كل ما بوسعها من أجل إعادة علاقاتها مع الولايات المتحدة إلى مسار النمو، باعتبار أن ذلك سيصب في مصلحة العالم برمته، وفقا لشبكة روسيا اليوم.
وفي السياق ذاته، وصف ترامب نظيره الروسي بـأنه "سياسي الصلب الذي لا يكسر"، والذي لا يمكن ثنيه عن أهدافه.
اتهامات
لم تسلم علاقة ترامب مع بوتين من الاتهامات، وبدأت عندما أشارت الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون بأصابع الاتهام لموسكو، وأوضحت أن القراصنة الروس حاولوا اختراق بريدها الإلكتروني.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية اتهمت روسيا علنا بمحاولتها توجيه التصويت في الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب، في أكتوبر الماضي. جاء ذلك بعد استقالة المدير السابق لحملة ترامب، بول مانافورت، والمستشار كارتر بيج بعد اتهامهما بوجود علاقات تجمعهما بروسيا.
وبعد فوز ترامب بالرئاسة، عيّن ريكس تيلرسون الذي تجمعه علاقات بالرئيس الروسي، وزيرا للخارجية، ما زاد من الشكوك بشأن علاقة ترامب بروسيا داخل المجتمع الأمريكي.
واستمرت حدة الأمور في التصاعد، ففي يناير الماضي، نشرت الاستخبارات الأمريكية وثائق رُفعت عنها السرية، كشفت عن محاولة روسيا لمساعدة ترامب للفوز في الانتخابات.
وبعد أيام نشر الإعلام الأمريكي تقريرا غير مؤكد أعده عميل سابق في الاستخبارات البريطانية، يتضمن معلومات غير موثقة تفيد بأن روسيا تملك ملفا ضد ترامب وأن مساعديه تآمروا مع روسيا.
ونشر موقع "بازفيد" التقرير الذي عميل الاستخبارات لبريطاني السابق كريستوفر ستيل، قال فيه إن الروس يمتلكون ملفا كاملا يضغطون به على ترامب، وأنه يحتوي على تسجيلات مصوّرة لترامب مع فتيات ليل في موسكو.
وهذا ما نفاه الرئيس الأمريكي، مؤكدا أنها أخبار كاذبة وتلفيقات لم تحدث، وأن أشخاصا مرضى من شكلوا ما وصفه بـ"الهراء العارِ عن الصحة".
"فضيحة"
وبلغت أزمة تورط مساعدي ترامب أقصاها عندما كُشف عن إطلاع مستشار الأمن القومي مايكل فلين لمسؤولين بارزين عن معلومات مجتزأة للسفير الروسي لدى واشنطن سيرجي كيسلياك، فاستقال فلين على أثرها.
وقالت تقارير إن فلين قد ضلل مسؤولي البيت الأبيض بشأن محادثاته مع السفير الروسي.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن وزارة العدل قد حذرت البيت الأبيض بشأن هذه الاتصالات في أواخر يناير الماضي، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وأضافت أن فلين قد يكون عرضة لابتزاز من الروس.
تحقيقات
وأعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي إجراء تحقيقات في المزاعم بشأن التدخلات الروسية في الحملة الرئاسية.
وأكد كومي، للمرة الأولى خلال شهادته أمام الكونجرس، أن المكتب يحقق في مزاعم تدخل الحكومة الروسية في الانتخابات الأمريكية التي جرت عام 2016.
وقال إن مكتب التحقيقات الفيدرالي يثمن حجم الجرائم التي ارتكبت.
وأشار كومي إلى أن التحقيقات "معقدة للغاية"، مضيفا أنه قد لا يعطي اللجنة تفاصيل غير معلنة بالفعل، فضلا عن كونه قد لا يستطيع تحديد جدول زمني لاستكمال العمل.
"أزمة"
ورغم ما أكد الزعيمان – الروسي والأمريكي- على أنهما سيعملان على تقوية العلاقات بين بلديهما، إلا أن موقف ترامب من روسيا غير الواضح خلق نوعا من التوتر بين البلدين، حتى شهدت العلاقات توترا للمرة الأولى بعد شن هجوم صاروخي على قاعدة خان شيخون العسكرية السورية.
وأدان الرئيس الروسي الهجوم الصاروخي واعتبره انتهاكا للقانون الدولي، وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لوسائل إعلام حكومية إن ما فعلته الولايات المتحدة يعيد غزوها للعراق إلى الأذهان.
وبعد أيام توجه وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون إلى موسكو والتقى بنظيره الروسي. وأكد لافروف في الاجتماع على أهمية منع تكرار الضربات على سوريا في المستقبل، وكذلك على أهمية إيضاح آفاق التعاون مع واشنطن.
وأعرب تيلرسون عن أمله في أن يساعد هذا الاجتماع على دفع العلاقات بين البلدين في الاتجاه الإيجابي، مشيرا إلى أن اللقاء اليوم يأتي في مرحلة غاية في الأهمية، ومن الضروري توضيح الاختلافات بين واشنطن وموسكو، لتقليصها وتعزيز الحوار.
فيديو قد يعجبك: