حدائق وقصر "أنطونيادس" بالإسكندرية.. تاريخ عريق وحاضر يعاني الإهمال والسرقة (صور)
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
الإسكندرية – محمد عامر:
أحداث سياسية وفنية وتاريخية احتضنتها حدائق وقصر أنطونيادس بالإسكندرية، على مدار 157 عامًا، لتصبح جزءًا من تاريخ مصر والعرب، قبل أن تتحول إلى مسرح يئنّ من الإهمال والسرقات.
حدائق وقصر أنطونيادس هي الأقدم في الإسكندرية؛ بل والعالم، حيث يرجع بعض المؤرخين تاريخ إنشائها إلى الفترة البطلمية في مصر، وتقع ضمن ضاحية "إيلوزيس" أو "جنات النعيم".
كانت ملكًا لأحد الأثرياء اليونانيين، وعُرفت – وقتها - باسمه "حدائق باستيريه"، حتى تملكها محمد علي باشا، وأمر الخديوي إسماعيل، الفنان الفرنسي "بول ريشار"، عام 1860 بإعادة إنشاء الحدائق كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس.
سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى البارون اليوناني "جون أنطونيادس"، والذي تملكها لاحقًا، ونفّذ نجله "أنطوني" وصية والده بإهداء القصر والحدائق إلى بلدية الإسكندرية عام 1918.
50 فدان تقريبًا، هي إجمالي مساحة الحدائق المصممة على طرز ونظم مختلفة، تجمع بين العربية والإسلامية واليونانية والفرنسية وغيرها، وتحوي عددًا كبيرًا من الأشجار والنباتات النادرة.
يزين أرجاء حدائق أنطونيادس، مجموعة مميزة من التماثيل الرخامية النادرة لشخصيات أسطورية وتاريخية، منها تماثيل فينوس آلهة الجمال وكريستوفر كولومبس وماجلان، بالإضافة إلى تماثيل تمثل الفصول الأربعة وأسود مصنوعة من المرمر.
وسط الحدائق التاريخية، يقف قصر أنطونيادس في شموخ، حيث كان شاهدًا على أهم الأحداث التاريخية لمصر في الوقت الحديث، حيث أبرمت فيه معاهدة الجلاء عن مصر عام 1936 بين الحكومتين المصرية والبريطانية، وجرى غرس شجرة بمدخل القصر تخليدًا لهذه المناسبة.
شهد القصر، الاجتماع التحضيري لإنشاء جامعة الدول العربية عام 1944 واختيار مصر مقرًّا لها، كما عُقد أول اجتماع للجنة غوث اللاجئين، وأول لجنة أوليمبية في مصر.
استضاف القصر ملوكًا أثناء اقامتهم في الإسكندرية، منهم ملوك اليونان وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألبانيا، بالإضافة إلى إقامة الأميرة فوزية وزوجها الامبراطور محمد رضا بهلوي "شاه إيران" السابق بالقصر في الشهور الأولى من الزواج.
ومنحت الحكومة، القصر لمكتبة الإسكندرية، لتحويله إلى مركز ثقافي يضم متحفًا لحضارات البحر المتوسط، إلا أن المشروع لم ير النور حتى الآن، وصاحب إنشاؤه حالة من الجدل والغضب بين المهتمين بالتراث.
ووفقًا لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للمحاسبات، رُمّمت الحوائط المقامة من الطوب الجيري الأبيض بحوائط من الخرسانة المسلحة، دون أي مراعاة للقيمة التاريخية والجمالية للقصر.
فيما كشفت نيابة الأموال العامة بالإسكندرية، في عام 2013، عن اختفاء 28 قطعة أثرية من مقتنيات قصر أنطونيادس، ذات قيمة فنية وتاريخية عالية لا تُقدّر بثمن، في القضية التي حملت رقم 150 لسنة 2012، أموال عامة.
وعانت الحدائق، التي تضم مسرحًا كان يستضيف حفلات ليالي التليفزيون، من الإهمال والنسيان، بعدما انتقلت إدارتها لمعهد بحوث البساتين، أحد معاهد مركز البحوث الزراعية، التابعة لوزارة الزراعة، وذلك تبعًا للقرار الجمهوري رقم "112 لعام 1986".
ومؤخرًا سُلّطت الأضواء من جديد على حدائق وقصر أنطونيادس التاريخية، بعد اكتشاف سرقة تمثال من الرخام على شكل طفلة طوله 120 سم من داخل الحدائق، قبل أن يعثر عليه ملقى في القمامة بمنطقة الموقف الجديد.
ونجحت الأجهزة الأمنية بالإسكندرية، في القبض على مرتكبي واقعة سرقة التمثال، وهم 9 متهمين، بينهم كاتب معهد البحوث الطبية، وأمين مخزن بكلية العلوم، بعدما اعتقدوا أنه أثري.
من جانبه، قال الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية لـ"مصراوي": "إنه طلب تقريرًا شاملًا عن الوضع الحالي بحدائق أنطونيادس، يوضح جميع البيانات عنها موثقة بالصور، للبدء في تطويرها ورفع كفاءتهما لخدمة مواطني وزوار عروس البحر المتوسط.
وأكد "سلطان" اهتمام المحافظة بالحديقة، مشيرًا إلى أنه جرى التواصل مع وزير الزراعة للتأكيد على اتخاذ إجراءات تأمينية مشددة للحدائق، من خلال معهد بحوث البساتين بوزارة الزراعة، حفاظًا على التراث .
وأشار المحافظ، إلى وجود خطة لتطوير حدائق أنطونيادس واستعادة المظهر الجمالي لها، وإعادة تأهيلها على غرار حديقة المنتزه لخلق متنفس ترفيهي لائق يناسب مواطني الإسكندرية.
فيديو قد يعجبك: