بالفيديو والصور- قصة بائع السمك في شبرا: انهار منزله فآوته الحكومة في مركز شباب

كتب - عبد الله قدري:
عندما أشارت عقارب الساعة إلى الثانية بعد منتصف ليل الثلاثاء، استيقظ أحمد سيد من سباته العميق على طرق الجيران على باب غرفته في الطابق الثالث من عقار رقم 22 من حارة الحكمة في شبرا، وهم يصيحون "اصحوا البيت بيوقع".

من هول الواقعة، فزع أحمد، وأخذ أسرته المكونة من أربعة أفراد "والديه وإخوته الاثنين" للخروج من العقار المنهار، وفي أثناء الهروب رأى أحمد "بائع السمك" الطابقين الأولين قد انهار وأصبح حطامهما عائقًا أمامه في الخروج؛ فظلوا تحت الأنقاض نحو 30 دقيقة يحاول الجيران إنقاذهم، حتى استطاعوا فتح نصف متر من بين الأنقاض بمساعدة الأهالي، قبل أن تأتي الشرطة بعد انتهاء الخروج بنحو 45 دقيقة، حسبما قال أحمد.

البيت الذي يسكن فيه بائع السمك وأسرته مكون من ثلاثة طوابق وبه 13 غرفة، كل واحدة منهم بها أسرة واحدة، يسكن بائع السمك وأسرة وحيدة فقط في المنزل بنظام الإيجار القديم، إذ يدفعون نحو 25 جنيهًا قيمة الإيجار في العام الواحد؛ أي 2 جنيهًا في الشهر، وهذا الأمر لم يرق لصاحب البيت الذي أراد طرده في أكثر من مناسبة بسبب ضعف المقابل المادي من البيت.
يقول أحمد لمصراوي: "المحافظة أمرت بتنكيث البيت لأنه بات آيلًا للسقوط، لكن صاحب البيت لم ينفذ أمر التنكيث، لأنه يريد هدم البيت، وعرض علينا قبل ذلك 5000 جنيهًا لترك البيت، لكننا لا نملك حرية التنقل وكلنا على باب الله".

يعمل أحمد بائع سمك ويعول والديه المسنين، ويتحصل في اليوم الواحد على 40 جنيهًا، نحو 2 دولار تقريبًا، وهو دخل لا يكفي أحمد وعائلته وسط ارتفاع الأسعار، حسبما روى لمصراوي.
يضيف أحمد: "بعد انهيار البيت، وضعت الحكومة فردين أمن أمام المنزل ومنعت اقتراب أحد منه، لدرجة إننا شحتنا هدوم من الجيران".

عند انهيار المنزل اصطحب مسؤولون أحمد وأسرته إلى نادي مركز شباب روض الفرج، يقول: "قالوا لنا هتسكنوا في مركز الشباب ثلاثة أيام، وسلموا كل واحد لنا بطانية واحدة، وعندم سألناهم وبعد الثلاث أيام هنعمل ايه؟ قالوا لنا روحوا للحي".

الغرفة التي يسكن فيها أحمد مع أسرته في مركز شباب روض الفرج" غير آدمية، مينفعش يتربى فيها حيوان، ودورات المياه فيها عبارة عن مراحيض عمومية"، على حد قوله.
لا يملك بائع السمك وأسرته إلا التحسر على ما وصلوا إليه، فلا هو يملك الدخل المناسب لشراء شقة مناسبة، ولا يستطيع السكن في غرفة الإيواء بمركز شباب روض الفرج، خاصة أنهم لن يستقروا داخل المركز سوى ثلاثة أيام.