''مجلة ''أدب ونقد''.. ''زي مصر''
كتبت-رنا الجميعي :
ثلاثون عاما مروا على مجلة كانت لسان حال حزب ''التجمع''، في عام 1984 وُلدت مجلة ''أدب ونقد''، لتكون رمزا لاستمرارية اليسار في وجه السلطة بعد ما سمي بـ''مذبحة المجلات الثقافية'' التي قام بها السادات بعد اعتقال المثقفين.
افتتاحية لفريدة النقاش، رئيس التحرير، ومقالات عدة لكُتاب أمثال رضوى عاشور، عبلة الرويني، فتحي رضوان ،جمال الغيطاني، شيرين أبو النجا وطلعت الشايب، أسماء كثيرة امتلأت بها صفحات المجلة واحتضنت عدد من الكتاب في أول عهدهم من بينهم أحمد الخميسي وإيمان مرسال وطارق إمام، ولم تُغير المجلة مسارها طيلة هذه السنين.
أربعة رؤساء تعاقبوا على إدارتها من الأديب ''طاهر مكي'' والكاتبة الصحفية ''فريدة النقاش'' والشاعر ''حلمي سالم'' آخرهم الشاعر عيد عبد الحليم، خط واحد استطاعت المجلة أن تسير على نهجه وهو أفكار حزب التجمع ''هي المجلة الوحيدة التي يصدرها حزب سياسي''، قال عبد الحليم.
''حملة ضد الثقافة المصرية'' قال رئيس التحرير عن حال السلطة مع المجلات الثقافية في السبعينات ''المثقفين في الوقت دا عملوا مطبوعات الماستر'' موضحًا أن تلك المطبوعات استحدثها المثقفون لمواجهة تلك الحملة ''تكلفتها على حساب المثقفين''، بعدها شن السادات حملة على مثقفي مصر ''بعد ما خرجوا كتير منهم هاجر زي عبد المعطي حجازي''، وأصبحت مصر خاوية من مثقفيها ''ظن السادات أن المطبوعات ينتجها اليساريين فقط، عشان كدا أودعهم السجون''.
تلك الظروف هي التي أنتجت مجلة ''أدب ونقد''، فقد كانت مبادرة من حزب التجمع خاصة أنه ضم عدد من المثقفين، دافعت المجلة عن الحريات منها ''الحرية الفكرية'' وخاضت عدة قضايا شائكة، فقد دافعت من خلال ملف عن المفكر نصر حامد أبو زيد وقضية ''التجديد الديني'' و''المصادرات الفكرية''.
تبنت المجلة عدد من الأقلام الكبيرة منها ''سيد بحراوي وأمينة رشيد وحامد النساج''، تلك الأقلام قدمت المبدعين الشباب ''مي التلمساني وشيرين أبو النجا'' بالإضافة إلى الكاتب ''أحمد زغلول الشيطي'' التي عرضت له المجلة رواية كاملة بها، على حد قول عبد الحليم، أنتجت المجلة كتاب مُلحق بها ''دي كانت أول مرة مجلة تطبع كتاب معاها'' مثل كتاب ''رحلة كازانتزاكيس إلى مصر''.
يحاول عبد الحليم تجديد المجلة من حيث الإخراج الفني والمضمون، ويتم توزيعها إلى البلدان العربية ''رغم الإمكانيات المادية الصعبة''، تستقطب المجلة بعض من الكتاب العرب ''أدونيس ومحمد علي فرحات والليبي محمد الفقيه''، يضيف عبد الحليم أن استقطاب الكتاب العرب جعله يكتشف أدب لم يكن يعرفه سابقًا كـ''الأدب الصومالي''.
يقتبس رئيس التحرير جملة قالها الرسام ''حلمي التوني'' عن المجلة ''أدب ونقد مثل مصر فقيرة من ناحية الإمكانيات المادية ولكنها غنية بمادتها الموجودة فيها''، مؤكدا على حب المطبوعة ''المجلة لا تتزين بزي مزخرف ولكن بأهلها المحبون لها''.
''احنا عاملين زي مصر'' يتحدث عبد الحليم عن حال المجلة بعد الثورة ووضع عدم اهتمام المصريين بالثقافة ''الناس بتفكر في لقمة عيش محترمة''، ويرى رئيس التحرير أن المستقبل الحقيقي لأي مجتمع يكمن في فكرة الثقافة ''انا مخلوق عشان أفكر وأطور''، مبديا رغبته إعادة الثقافة إلى الحياة.
يعتقد عبد الحليم أن دولة باسم مصر تمتلك مثقفين كِبار فعليها إنتاج ثقافة حية ومتنوعة ''مصر اللي صدرت الثقافة''، وأضاف ''الدولة عليها إنها ترعى كل المجلات مش بس المجلات التي تملكها''، كما أن استمرار مجلة ''أدب ونقد'' حتى الآن كان لإصرار رئيسها على تواجدها ''انا بحررها بشكل فردي ومبتقاضاش أي مرتب''.
تابع موضوعات الملف
''مجلة أمكنة'' .. رحلة البحث عن فكرة
المؤمن بفكرة يسافر القمر ليبلغها، ويقوم مطاردو الأفكار بالبحث عنها لتعلق بشباكهم، ليتنقلوا بعدها بين النجوع ليُدركوها، ليظهر بعدها بعام كامل أو أقل تفاصيل تلك الفكرة بين طيات مجلة تسمى "أمكنة"، لتصل أعدادها حتى الآن إلى عشرة أعداد.
مجلة ''الثقافة الجديدة''.. مستمرة رغم الصعوبات
تظل أوراق مجلة ''الثقافة الجديدة'' التي تعدت المئة صفحة شاهدا على فترات طويلة من العصر الثقافي بمصر لمدة أربعة والأربعين عاما، هذه الكلمات التي طبعت من آلة كاتبة في إبريل عام 1970 برئاسة الكاتب المسرحي، سعد الدين وهبة
بين المجلات الثقافية في الماضي وحاليا.. فرق ''حريات'' و''إبداع''
يمر القارئ الشغوف دومًا بالمجلة التي يقوم بشرائها في كل مرة تصدر فيها، يمرر عيناه سريعًا بين طياتها، مبديًا ابتسامة حينما يرى اسم كاتبه المفضل بين زمرة كتاب المجلة، فقد انتظر أيام الشهر بصبر أوشك أن ينفذ، ليذهب مسرعًا إلى بائعه ليشتري المجلة التي استطاعت أن تستميل قلبه بقلمها الأدبي وكتاباتها التي تفرض اهتمامه بها
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: