"مجلة أمكنة" .. رحلة البحث عن فكرة
كتبت-رنا الجميعي:
المؤمن بفكرة يسافر القمر ليبلغها، ويقوم مطاردو الأفكار بالبحث عنها لتعلق بشباكهم، ليتنقلوا بعدها بين النجوع ليُدركوها، ليظهر بعدها بعام كامل أو أقل تفاصيل تلك الفكرة بين طيات مجلة تسمى "أمكنة"، لتصل أعدادها حتى الآن إلى عشرة أعداد.
تحمل الإسكندرية في نفس "علاء خالد"، رئيس تحرير المجلة، شئ منها؛ فكان العدد الأول في 1999، ارتأى "خالد" أن أغلب المجلات الثقافية مهتمة بالأشكال الأدبية، لذا قام بعمل مجلة تُعني بثقافة المكان، ظهرت المجلة ولاقت احتفاء بين المثقفين.
أسس المجلة علاء خالد ومعه الفنانة سلوى رشاد والشاعر مهاب نصر "المجلة قامت بالجهود الذاتية بالأسماء دي لكن مع الأعداد اللي بعد كدا مفضلش إلا أنا وسلوى"، سبع شهور مدة اصدار العدد الثاني عن الصحراء "ابتدى العدد التاني الناس تطلبه والبيع يبقى اكبر نسيبًا" ومن هنا استطاعت "أمكنة" أن تغطي تكلفتها "العدد بياخد كتير في التجهيزات من قبل الطباعة".
كَبُرت "أمكنة" مع الزمن "أول عدد كان خمسين صفحة، لحد ما وصل آخر عدد ل300 صفحة"، وتأخذ من نفوس معديها قرابة العام ليظهر العدد، ويأتي الآن العدد الحادي عشر بعد ثلاث سنين هم سنين الثورة "آخر عدد كان في نوفمبر 2010"، وقابل "خالد" مشكلة في أعوام الثورة "حاولنا نعمل عدد، لكن كل ما نقول فكرة تيجي حاجة تتغير"،"مسارات الثورة" هي الفكرة التي يمتلأ بها العدد الجديد الذي صدر قريبا، في العدد رصد "خالد" وفريقه تحولات الثورة بين "أمكنة" مصر "كنا بنشوف التحولات في الصعيد وبحري وبورسعيد والألتراس"، ومن خلال الفكرة تكون الإجابة على أسئلة "الثورة عملت ايه، ايه التحولات اللي حصلت في الأحياء المهمشة وايه التحول اللي حصل لجيل الشباب".
يحكي "خالد" عن كتاب المجلة الذي لا يستطيع حصرهم "قاعدة الكتاب عريضة جدًا، كتب فيه ناس زي يوسف رخا ومجاهد الطيب وأحمد حسان وياسر عبداللطيف"، ومع توسع المجلة وتعدد كُتابها أصبحوا هم جزء من هيئة تحرير غير مُعلنة "الكاتب اللي ألاقيه قدر يمسك روح المجلة، أطلب منه ايه رأيه في الفكرة حتى لو مش هيكتب في العدد".
ولأن كل عدد بالمجلة لا يشبه سابقه، فالعدد الثاني كان عن الصحراء والثالث كان عن المدينة أما العاشر فكان عن الجامعة، يقول "خالد" "اشتغلنا في العدد الرابع عن الفلاح، اضطرينا نسافر الصعيد والدلتا عشان نشوف تصور الفلاح شكله ازاي دلوقت" ومع التحرك الميداني الذي يقوم به صاحب "أمكنة" استطاع من خلال تجوله أن يجد فكرة أخرى عن نهر النيل "كانت كل فكرة من خلالها ألاقي فكرة تانية، ولو الفكرة ليها تفاصيل كتير نشتغل عليها".
تُقابل "أمكنة" المشكلات المُعتادة عن الدعم المالي "احنا اللي بنصرف على المجلة واللي بيكتبوا فيها متطوعين مبيتقاضوش أجر"، ولا تدعم وزارة الثقافة المجلة "قبل الثورة كانوا بياخدوا ميت نسخة يوزعوها ودي أكتر حاجة عملتها الوزارة لينا، ومفيش أي اهتمام من الهيئات الثقافية"، وفي فترة كانت دار الشروق تقوم بنشر إعلان لها بالمجلة "دا كان في فترة ودلوقت لا"، وبداخل العدد الجديد إعلانات لدارين نشر، فقد عرض رئيس التحرير الفكرة على دور نشر لم يستجب منهما سوى اثنان.
يشعر "خالد" أن وزارة الثقافة حتى الآن ليس لديها أفق فكري جديد يُمكّن من إحداث تغيير بالوزارة والعاملين بها، أمل رئيس تحرير المجلة يكمن فيما سماه "المجتمع البديل" والذي يحتوي مجلة أمكنة لإحداث فكر مغاير للواقع، لم ييأس بعد صاحب كتاب "وجوه سكندرية" من استمرار المجلة ولأنها تقدم أفكارًا جديدة غير مطروقة فبالتالي احتياجه هو والعاملين معه على تقديم فكرة جديدة هو الباعث لهم على استمراريتها.
تابع موضوعات الملف
مجلة ''الثقافة الجديدة''.. مستمرة رغم الصعوبات
تظل أوراق مجلة ''الثقافة الجديدة'' التي تعدت المئة صفحة شاهدا على فترات طويلة من العصر الثقافي بمصر لمدة أربعة والأربعين عاما، هذه الكلمات التي طبعت من آلة كاتبة في إبريل عام 1970 برئاسة الكاتب المسرحي، سعد الدين وهبة
''مجلة ''أدب ونقد''.. ''زي مصر''
ثلاثون عاما مروا على مجلة كانت لسان حال حزب ''التجمع''، في عام 1984 وُلدت مجلة ''أدب ونقد''، لتكون رمزا لاستمرارية اليسار في وجه السلطة بعد ما سمي بـ''مذبحة المجلات الثقافية'' التي قام بها السادات بعد اعتقال المثقفين.
بين المجلات الثقافية في الماضي وحاليا.. فرق ''حريات'' و''إبداع''
يمر القارئ الشغوف دومًا بالمجلة التي يقوم بشرائها في كل مرة تصدر فيها، يمرر عيناه سريعًا بين طياتها، مبديًا ابتسامة حينما يرى اسم كاتبه المفضل بين زمرة كتاب المجلة، فقد انتظر أيام الشهر بصبر أوشك أن ينفذ، ليذهب مسرعًا إلى بائعه ليشتري المجلة التي استطاعت أن تستميل قلبه بقلمها الأدبي وكتاباتها التي تفرض اهتمامه بها
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: