بالفيديو.. كيف تدافع عن فلسطين بلغة الغرب؟
كتبت-دعاء الفولي:
استعرت نيران الحرب في غزة عام 2008، الجيش الإسرائيلي صبّ قذائفه على المدنيين، عدد الشهداء في تزايد، والعالم ينشر الأخبار تباعا، يتعاطف بعضهم، ويندد آخرون، أو يتخذون جانب المحتل، بين هذا وذاك قرر 3 شباب يعيشون بلبنان أن يدشنوا حملة لدعم غزة، لا يرتبط وقتها بالحرب فقط، بل تدعم القضية الفلسطينية دوما، كذلك جاءت حملة "ليس لها مثيل".
تقوم الحملة على إنتاج فيديوهات صغيرة تتحدث عن حقوق الفلسطينيين، كما تسعى للتوعية بالقضية من خلال الإنترنت، لم تكن فكرتها يوما موجهة للعرب "لعلمهم بأبعاد القضية ومدى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيين" على حد قول القائمين على الحملة. زيادة التضامن العالمي مع فلسطين كان فرصة جيدة للشباب ليبدأو مشروعهم؛ إذ ركزوا على قيم حقوق الإنسان، كالمساواة، الحرية، العدل، وحقوق اللاجئين وعودتهم إلى الأرض.
أراد أصحاب الحملة من خلال اسمها توصيل رسالة، مفادها أن "مصطلح لم يسبق لها مثيل مقصود به الظلم الواقع على فلسطين والذي ليس له مثيل وكذلك المقاومة والصمود كما لم يكن لهما مثيل"، أيضا معاناة الشعب منذ النكبة ليست كأي معاناة، كما أنها الحملة الأولى التي تنطلق من بيروت لدعم القضية، من أشخاص ذو خلفيات مهنية متباينة، ولكل ذلك كان هذا الاسم هو الأنسب.
مع الوقت زاد عدد القائمين على الحملة إلى ست أشخاص، يقومون بالترويج للفكرة بالإضافة لأعمالهم الأصلية "لا يوجد أحد منا فلسطيني الجنسية" على حد تعبيرهم، إلا أن بعض الفلسطينيين انضموا لهم فيما بعد "كل هؤلاء الذين يقاتلون من أجل نفس القضية هم حلفاء للحملة وفي النهاية القضية هي المنتصرة".
لا يريد المشاركون بالحملة تصدير الصورة المنكسرة عن الشعب الفلسطيني "لا يجب أن يظهروا ككائنات مؤسفة تستحق الشفقة والمساعدات الإنسانية"، لذلك فأغلب مقاطع الفيديو تعتمد على الموسيقى الحادة، أو الكلمات الصادمة والصور القوية.
الفيديوهات ليست الطريقة الوحيدة للترويج للحملة، فمع اختلاف وظائف الشباب الستة، يقومون بالتوعية في الأماكن المختلفة، سواء في إطار العمل أو الحياة العادية، يحاولون كذلك تغيير الصورة النمطية بالخارج عن أن المقاومة تساوي الإرهاب "صورة المقاوم الملثم توحي بفكرة الإرهاب.. لكنه أيقونة النضال ضد إسرائيل سواء شاء العالم ذلك أم أبى"، إذ تسعى الحملة لعدم الانجراف لمصطلحات يروجها الغرب وتتتعلق بعقول الناس مع الوقت، فتشوه الحقيقة.
رغم أن أغلب ردود الأفعال على "ليس لها مثيل" جيدة، إلا أن ثمة كارهين لما يفعله الشباب اللبناني "يأتي ذلك في صورة رسائل من بعض الإسرائيليين" أو مقالات مكتوبة على مدونات إسرائيلية تذم ما يفعلون، غير أن تلك الكراهية لا تُذكر أمام شبكة مؤيديهم ممن ليسوا عرب.
يواجه الشباب بعض الصعوبات بطبيعة الحال، أبرزها ضيق الوقت لانشغال كل منهم بعمله الأصلي، ما يمنع زيادة أنشطتهم التوعوية "في أحد المرات أردنا عمل تدريب للنشطاء المهتمين بالقضية الفلسطينية لكن الوقت لم يسعفنا وتم تأجيله"، كذلك تسارع الأحداث بالوطن العربي تجعل إبراز قضية فلسطين أصعب.
"قدمنا بعض الفيديوهات في 12 دولة، بعضها مترجم للغات أخرى"، لم يكن أصحاب الفكرة من فعلوا ذلك بل متابعوهم "بعضهم قاموا بالحصول على موافقتنا لعرضها وآخرون لم يفعلوا.. لكن المهم أن تصل الرسالة"، تلك الحملة ليست الوحيدة التي تتحدث عن فلسطين، فهناك نشطاء تيار عالمي يقوم على دعم المواطن الفلسطيني، دون الخضوع لشروط إسرائيل، أو التزام حيادية مائعة لا تعترف بخطأ الغرب في تأييد الاحتلال، لذا فالقائمون على الحملة جزء من تلك المنظومة التي تتسع رقعتها مع الوقت.
تابع باقي موضوعات الملف:
67 عاما على الاحتلال.. فلسطين تكسب الرهان "ملف خاص"
في أول حوار عربي.. أبرز مؤرخ يهودي مدافع عن فلسطين يتحدث لـ "مصراوي"
الاحتلال يسكن مع "ناصر" في شقة 70 مترًا
بالفيديو والصور: الشهيد "فارس عودة".. راقص الدبكة يحيا
بالصور: مرابطات الأقصى.. نساء تزلزل المحتل بـ"تكبيرة"
أهداف سويف.. رحلة بنت فلسطين المصرية "حوار"
بالصور: هنادي.. "ابنة الشتات" ستمر يوما من "فلسطين"
بالفيديو والصور: "أبناء عيلبون" صورة مصغرة لمواجهة الاحتلال
بالفيديو والصور: لينة النابلسي.. فراشة أحلامنا تطل من جديد
بالفيديو والصور: حناجر "ريم" و"رلي" تحاصر "بارود الصهاينة"
بالصور: فريق "المسارات المقدسي".. في حضرة فلسطين التي غيّبها الاحتلال
بالصور: في غزة فقط.. مواجهة المحتل بـ''سجادة حمراء''
خالد يقاوم حصار غزة بـ"الفرن الشمسي".. الاحتلال أبو الاختراع
فيديو قد يعجبك: