إعلان

استمرت 6 ساعات.. قصة البحث عن طفل جرفته سيول رأس غارب - (فيديو وصور)

03:50 م الجمعة 04 نوفمبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – عبدالله قدري:

تصوير – علاء القصاص:

صورة واحدة انتشرت للطفل أنس أحمد محروس، وهو مُدَثّرُ بغطاء شتوي، على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت كفيلة برده إلى والديه، بعد أن جرفه سيل رأس غارب مسافة تبعد نحو 1 كيلو متر عن منزل أبيه.

الطفل البالغ من العمر 3 سنوات، كان على موعد مع مغامرة التزلج على الماء لكنها بدون عوامة أو ألواح ودسُر، انجرف مع السيل، تحيط به إطارات السيارات الثقيلة، والمركبات التي حطمها السيل تتطاير من حوله، وأطنان من الحديد والمعدات الثقيلة هوت بفعل السيل. وسط ظلام دامس، قضى الطفل رحلة طويلة من منزل أبيه إلى مكان غير معلوم.

"عثرتُ على ولدي وزوجتي بعد 6 ساعات من البحث". هكذا قال والد الطفل أنس الذي مر بحالة من الذهول حينما علم بفقدان زوجته وطفليه من قوة السيل. كان الأب أعلى المنزل يحاول ترحيل أمه إلى البيت المجاور، حاول السؤال عن زوجته وطفليها إلا أنه لم يجد إجابة شافية، فاعتقد برحيلهما. انفصل أنس عن والدته شيئًا فشيئًا، وانجرف مع السيل، حتى وصل إلى ميدان العروسة برأس غارب والذي يبعد عن منزل والده المجاور لمدرسة "الساعاتي" بنحو كيلو متر واحد، وظل الصغير على هذه الحالة حتى "صدمه إطار سيارة ثقيلة فأغمى عليه". حسبما يقول والده.

على الجانب الآخر، ظلت الأم تحمل طفلها الثاني الرضيع أُبي ذو الثلاثة شهور. "وصلت المياه إلى رقبتي، وكدتُ أغرق، وحملتُ ابني فوق ذراعي حتى لا تغمره المياه"، رغم احتياطات الأم الإ أن رضيعها "تجرع الطين".

تقطعت السبل بينها وبين ابنها الأكبر أنس، الذي أغشي عليه ووصل إلى منزل محمد محروس من عائلة الزمار، الذي التقطه من الماء، وقام بإسعافه، وحين عاد للطفل وعيه، تعرف منه محروس على اسمه، ونشر صورته التي انتشرت مثل النار في الهشيم على مواقع التواصل، وباتت الاتصالات تنهال على والد الطفل المكلوم من كل حدب وصوب لترشده عن مكان ابنه الذي ظل غائبًا عنه حتى شقشقة الصباح.

علم الأب مكان طفله أنس، وظل يكثف خطاه للبحث عن زوجته وابنه الآخر "اُبي"، حتى عرف بمكانهما بعد أن جرفهما السيل مسافة 500 متر، حيث أنقذهما "فاعل خير" من مدينة غارب، وفق ما قالت الأم.

عادت الأم وطفليها إلى بيتهم المنكوب الخاوي، ثم اصطحبتهما إلى مستشفى غارب بعد إصابتها بإعياء شديد، تقول الأم" تقيء ولديّ الطين، حتى أذنهم سدها الطين، والحمد لله تناولا بعض العقاقير وتحسنت حالتهما".

لم يتذكر الطفل الصغير أنس من هذه المغامرة غير المأمونة سوى صوت خرير المياه، أصبح عند الطفل متلازمة "شش"، صوت السيل الشديد، يرددها بين الوقت والآخر. رغم ذلك لم يصدق الأب ما حدث، " أنا بحلم، ورغم انهيار منزلي، إلا أن عودة ابنائي وزوجتي طوت آثار الحزن شيئًا، وشرع بمجهوده الذاتي في محو آثار السيل الذي طمس معالم منزله، وحول أثاث البيت إلى "خردة" لا تُباع ولا ينُتفع بها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان