إعلان

محمود المليجي.. "أبو سويلم" الذي مات "كأنه على خشبة المسرح"

08:33 ص السبت 23 ديسمبر 2017

محمود المليجي في مشهد من فيلم الأرض

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سما جابر:

على مدار نصف قرن تقريبًا، صنع إمبراطور الشر الفنان الكبير محمود المليجي الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، الموافق 22 ديسمبر، مكانة خاصة لموهبته في عالم الفن.. نجح ممثلًا، طيبًا وشريرًا، أقنع الجمهور بشره مع إسماعيل ياسين وفريد شوقي، وتعاطف الجمهور معه بعد شخصية محمد أبو سويلم.. امتلك من البهجة "الخفية" ما يكفي لكي تراه وتبتسم في الأعمال الكوميدية القليلة التي شارك فيها، وامتلك من الشر ما يكفي ويفيض ليجعلك تكرهه.

image (1)

ولد "المليجي" بحي المغربلين بالقاهرة، وانتقل برفقة عائلته إلى حي الحلمية حيث أكمل تعليمه الأساسي هناك ثم التحق بالمدرسة الخديوية لاستكمال تعليمه الثانوي، ليبدأ مشواره الفني، حيث التحق بفرقة التمثيل بالمدرسة وتدرب على يد كبار الفنانين وقتها أمثال جورج أبيض وفتوح نشاطي، وقد تميز المليجي بأدوار الشر حيث قدمها بشكل مميز، وفي بداية الثلاثينات انضم محمود المليجي إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي وقد رشحته لبطولة فيلم سينمائي بعنوان "الزواج" إلا أن الفيلم فشل، حيث ترك التمثيل فترة ثم التحق بفرقة رمسيس وعمل فيها بوظيفة ملقن.

image (2)

في عام 1936 وقف أمام السيدة أم كلثوم في فيلم "وداد" ثم اختاره المخرج إبراهيم لاما لأداء دور ورد بفيلم "قيس وليلى" عام 1939، لينطلق المليجي بعد ذلك في مشواره ليقدم أكثر من 400 عمل فني، واشتهر المليجي بتقديمه ثنائيًا فنيًا مع الفنان فريد شوقي، استمر لسنوات طويلة، وحقق نجاحًا كبيرًا، واستطاع الفنان محمود أن يترك بصمة قوية في المسرح أيضًا عندما التحق بفرقة فاطمة رشدي، ثم فرقة إسماعيل يس، ثم فرقة المسرح الجديد.

image (3)

نقطة التحول

قدم المليجي أدوارًا متعددة، تعلّق الجمهور ببعضها، لكن يظل الدور الأبرز على الإطلاق هو دور محمد أبو سويلم في فيلم "الأرض"، الفيلم الذي حقق نجاحًا كبيرًا وذاع صيته عالميًا بمشاركته في العديد من المهرجانات، لم يكن المليجي هو المرشح الأول للعب الدور، حيث كان الفنان محمود مرسي هو المرشح للبطولة، لكن بسبب انشغاله في فيلم "شيء من الخوف" مع المخرج حسين كمال، طلب من المخرج يوسف شاهين تأجيل تصوير الفيلم، إلا أن الأخير رفض، ليلعب القدر دوره، ويتم ترشيح "المليجي" لبطولة الفيلم الأبرز في مشواره الفني.

الديون

لم يكن التمثيل فقط هو الذي استهوى "المليجي"، لكنه طرق أيضًا باب الإنتاج، حيث أنتج عدة أفلام مثل "ألو.. أنا القطة" و"مدينة الصمت"، لكنه لم يحظَ بالنجاح المرجو في تجاربه الإنتاجية، بل لاحقته الديون والتي اضطر بسببها العمل بشكل مكثف لسدادها، حيث طلبت مؤسسة السينما في عام 1976 من الفنان القدير، ستة آلاف جنيه كديون عن فيلمي "ألو أنا القطة"، و"مدينة الصمت"، واعترف المليجي وقتها، بأنه يرهق نفسه بالعمل ليلًا ونهارًا حتى يتمكن من تسديد ديونه التي تراكمت عليه بعد أن إنتاج الفيلمين لحساب مؤسسة السينما والتي قدرت بستة آلاف جنيه دفع منه أربعة آلاف فقط.

image (4)

وقال المليجي، بحسب "أخبار اليوم": "إن مصلحة الضرائب قد أصدرت حكما بمطالبتي بـ22 ألف جنيه، كما وقعت حجزًا إداري لتحصيل 25% من إيراداتي غير 20% خصم من المنبع، علي أن تكون القيمة الإجمالية 45% من دخلي، فأنا مضطر للعمل كل ليلة في مسارح القطاع الخاص لحماية نفسي من يوم أسود لا ينفع فيه إلا القرش الأبيض، وأضع نصب عيني الفنان سلامة حجازي، والفنان عبد الفتاح القصري الذين لم يجدا ثمن الكفن ولا ثمن الدواء".

واختتم المليجي، كلماته قائلًا: "إن عملي على خشبة المسارح الخاصة يبعدني كثيرًا عن جو مسارح القطاع العام الذي لا يدور فيه غير الحديث عن الأجور والمرتبات والعلاوات والحوافز والخصومات التي لا علاقة لها بالفن من قريب ولا من بعيد".

image (5)

وروى "المليجي" في إحدى الحوارات الصحفية، التي نقلتها عنه الإعلامية سناء البيسي في إحدى مقالاتها، موقفًا طريفًا أيضًا عن إحدى أزماته المالية التي تعرض لها في بداية حياته حيث أوضح إنه‏ في أول عمل له بالسينما كان يمتلك سيارة قديمة وكان زميله الفنان أنور وجدي لديه سيارة أقدم منها، حيث أمّن كل منهما على سيارته في إحدى شركات التأمين.

وتابع: "دخلت في أزمة مالية احتجت فيها لفلوس‏,، وفي نفس الوقت كان أنور بيمر بأزمة مماثلة، وبمجرد ما شكيت له حالي قال لي الحال من بعضه‏،‏ طيب نجيب منين يا محمود؟‏!‏ نجيب منين يا أنور؟‏!‏ وطقت الفكرة في مخنا في وقت واحد‏،‏ ركب كل واحد عربيته ورحنا شارع الهرم ودبرنا حادث تصادم دخلت فيه العربيتين في بعض‏،‏ وبعد التصادم المزيف كسر كل واحد قزاز عربيته وخلع أنور فردة كاوتش ورماها بعيد في عرض الشارع وجه البوليس وكتب المحضر ورحت مع أنور لشركة التأمين وقبض كل واحد منا المبلغ‏".

image (6)

وفاته

توفي محمود المليجي في في 6 يونيو 1986، وتحدث المخرج هاني لاشين في أحد اللقاءات التلفزيونية عن لحظة وفاة المليجي، حيث قال: "كنا نجلس لنحضر أحد المشاهد من فيلم أيوب، جهزوا الماكياج وطلب عمر الشريف ومحمود المليجي قهوة، فجأة وبلا مقدمات، هو ابتدى يقول لعمر الشريف، يا أخي الحياة دي غريبة جدًا الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى ويشخر، وأومأ برأسه للأسفل وابتدى يصدر صوت شخير بالفعل، فابتدت الناس اللي قاعدة بما فيهم احنا نشوف هذا التمثيل الرائع اللي بيمثله المليجي كده بدون مقدمات، وابتدينا نضحك وبعدين عمر بيقوله إيه يا محمود خلاص، اتضح أن محمود كان خلص اتضح أن محمود مات وكأنه على خشبة مسرح، مات وهو يؤدي مشهد الموت".

image (7)


أما المنتج ممدوح الليثي فأضاف أنه عندما اكتشف وفاة المليجي حمله على كتفه واتجه إلى منزله في الزمالك، وصعد به إلى شقة زوجته الفنانة علوية جميل، وقال لهم: "هو بس تعبان شوية"، وحمله إلى سريره دون أن تعلم زوجته أنه فارق الحياة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان