كيف أحج وأعتمر؟.. (5) المبيت بمنى والطريق للمزدلفة
كتب - أحمد الجندي:
أصدرت دار الإفتاء المصرية مؤخراً كتاباً بعنوان "كتاب الحج والعمرة" يتناول تعليمات ونصائح للحاج والمعتمر ليكون عمله مقبولاً بإذن الله، ويقدم مصراوي محتوى الكتاب على حلقات، خدمة لمن كتب الله له فريضة الحج هذا العام:
المبيت بمنى ليلة عرفة:
يخرج الحاج في يوم التروية إلى منى فيصلي بها الظهر، ويبيت ليلته حتى يصلي فجر يوم عرفة. وهذا المبيت سنة إن تركه لا شئ عليه، وإن بات بعرفة بدلاً عنه صح حجه ولا شئ عليه، خاصة إذا كان هذا خط سير مجموعته.
الحج عرفة:
ثم استعد للوقوف بعرفة يوم التاسع من ذي الحجة؛ لأن هذا الوقوف هو الركن الأعظم للحج، كما جاء في الحديث الشريف "الحج عرفة" فمن فاته الوقوف فقد فاته الحج.
ويتحقق هذا الوقوف بوجود الحاج وحضوره، ولو لحظة، واقفا أو جالسا أو ماشيا أو راكبا، في أي وقت من بعد الظهر يوم التاسع إلى فجر يوم العاشر، والأفضل الجمع بين جزء من النهار في آخره وأول جزء من ليلة العاشر منه، أي: قبيل غروب شمس يوم التاسع إلى ما بعد الغروب بقليل.
ويحسن أن تكون على طهارة، وأفضل الدعاء على عرفة ما جاء في الحديث الشريف: "خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير" واخشع وتذلل لربك نادما على ذنبك وخطاياك، راجياً عفوه، طامعاً في رحمته، ورضوانه، متمثلا يوم الحشر الأكبر؛ فإن عرفة صورة منه، فقد حشر فيه الخلق من كل جوانب الأرض حجاج.
الصلاة بمسجد نمرة:
صلِّ الظهر والعصر يوم التاسع مقصورتين "ركعتين لكل منهما" مجموعتين جمع تقديم، أي صلّهما - في وقت الظهر- مع الإمام في مسجد نمرة إذا استطعت، ولا تفصل بينهما بنافلة، وإلا فصلهما حيث كنت في خيمتك: كلاً منهما في وقتها، أو جمع تقديم في وقت الظهر.
إلى مزدلفة:
وعقب غروب شمس يوم التاسع يتوجه الحجيج إلى مزدلفة.
وعند الوصول إليها يؤدي الحاج فرض المغرب وفرض العشاء جمع تأخير في وقت العشاء.
ولك أن تبيت بمزدلفة حتى تصلب بها الصبح، ثم تتوجه إلى منى، وهذا متوقف على استطاعة المبيت بمزدلفة، وإلا فلو لم تستطع المبيت بها أجزأك أن تمكث بها قدر حط الرحال على مذهب المالكية ، أو الوجود بها لحظة بعد منتصف الليل على مذهب الشافعية، أيهما أيسر لك. ومزدلفة كلها موقف، وهب المشعر الحرام.
وأكثر فيها من الذكر والدعاء والاستغفار والطلب من الله تعالى، واجمع من أرضها الحصيات التي سترمي بها جمرة العقبة صباح يوم النحر بمنى، وهي سبع حصيات كل واحدة منها في حجم حبة الفول.
ولك أن تجمعها من أي مكان غير مزدلفة، ولك أن تجمع جميع حصيات الرمي في الأيام الثلاثة ومجموعها 49 حصاة: سبع منها لجمرة العقبة يوم النحر وإحدى وعشرون للجمرات الثلاث في ثاني أيام العيد ومثلها في ثالث أيامه.
ومن بقي بمنى إلى رابع أيام العيد فعليه رمي الجمرات الثلاث كل واحدة بسبع حصيات كما فعل في اليومين الثاني والثالث.
فيديو قد يعجبك: