إعلان

الحج عند غير المسلمين.. (1) عادات وطقوس وشعائر حول العالم

07:55 م الأربعاء 01 أغسطس 2018

الحج عند غير المسلمين.. (1) عادات وطقوس وشعائر حول

كتب – هاني ضوه :

الكثير من الديانات والعقائد عرفت الحج إلى الأماكن والمعابد المقدسة على مدار التاريخ، ولكن تختلف طقوس وشعائر هذا الحج من ديانة إلى أخرى، بعضها يضم طقوسا قد تكون غريبة وبعضها يأخذ منحى روحيا.

وفي هذا التقرير يتناول مصراوي بعض الطقوس التي يؤديها غير المسلمين من أتباع أشهر الديانات في العالم، وفق معتقداتهم وكتبهم المقدسة:

الحج في اليهودية:

عرف الشعب اليهودي فريضة الحج لزيارة المدينة المقدسة أورشليم والهيكل المقدس في ثلاثة أعياد مقدسة خلال سنة واحدة وهي (الفصح، العنصرة، المظال) كانوا يقدمون ذبائح تكفيراً عن خطاياهم. كان اليهود العائدون من رحلة الحج فرحين وهم يستعدون للرحلة الثانية وكانوا يرتلون بأورشليم قائلين (إن نسيتك يا أورشليم فلننسى يميني وليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك) ” مز 136: 5-6 ” .

وكانت زيارة الحج مفروضة على كل يهودي يبلغ اثني عشرة سنة، وما زيارة الرب يسوع الى الهيكل مع والديه في عيد الفصح عندما ضاع عنهم إلا زيارة مفروضة عليه، وكانت تلك الزيارة ترمز لزيارته الأخيرة الى أورشليم .

وقد ورد ذكر المزارات المقدسة لبني إسرائيل المرتبطة بتاريخهم المقدس في كتابهم: "ثم قال الله ليعقوب قم اصعد إلى بيت إيل، وأقم هناك واصنع هناك مذبحًا لله الذي ظهر لك حين هربت من وجه عيسو أخيك" (التكوين 1:35).

كما فرضت التوراة على كل يهودى أن يحجّ إلى المعبد المقدّس ثلاث مرات في السنة "ثلاث مرات في السنة يظهر جميع ذكورك أمام السيد الربّ إله إسرائيل" (الخروج 23:34).

والحجّ عند اليهود فرض على الذكور فقط، دون الإناث والقاصرين والعميان والعرجان والمسنين، والمريض في العقل والجسم، وكل شخص عليـه أن يقدم صدقـة.

وإلى جانب الموسيقى ينشد الحجاج اليهود بعض الأناشيد الدينية، كمظهر من مظاهر الحج والزيارة، مثل: نشيد المراقى، وهو عبارة عن عبارات رثائية متساوية السطور في الكلمات (المزامير 120-130).

الحج في المسيحية:

رغم أن الدين المسيحي لم يتطرق في كتابه المقدس إلى عبادة الحج إلى جهة محددة، فإن المتدينين المسيحيين عرفوا تلك الشعيرة حيث ذكر أن سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام عند بلوغه سن الاثني عشر يُقَال: إنه ذهب مع أمه إلى أورشليم؛ تنفيذًا لأمر الشريعة اليهودية.

ويخبرنا الإنجيل أنّه بعد رفع المسيح عليه السلام إلى السماء بخمسة وعشرين عامًا أدّى بولس حج العنصرة (أعمال الرسل 20: 6، 24: 11).

وذكر موسى بن ميمون في كتابه "دلالة الحائرين" أن التاريخ المسيحي الأول لم يُشِر من قريب أو بعيد إلى ضرورة زيارة الأماكن التي ارتادها وعاش فيها السيد المسيح عليه السلام.

ويقول عبد الرزاق رحيم صلال في كتابه "العبادات في الأديان السماويّة": "والمسيحيون اقتصروا في البداية على زيارة ما يمثل رمز المسيح، وهو المكان الذي يمثل مكان صلب المسيح- بحسب المعتقد المسيحي- الموجود في كل كنائسهم، فيعتبرون هذا المكان مكانًا مُقدّسًا، ويعتقدون أَنّ جسد المسيح المصلوب يُمَثّل الذبيحة الكاملة للرَّبِّ، والتي تقدّس ذاتها بذاتها".

وقد اتّجه المسيحيون في رحلة الحج إلى قبورِ القديسين، ثمَّ تحوّلوا إلى القدسِ فأخذوا يقصدونَها زَرَافَاتٍ ووُحْدَانًا، واتجهوا كذلك في رحلة الحجّ إلى بيتِ لحم الذى وُلِدَ فيهِ السيد المسيح عليه السلام ويقصدونَ كنيسةَ القيامة، كما أنَّهم يَحُجُّونَ إلى كنيستَيْ بطرس، وبولس في روما، وكذلك كنيسة لورد في فرنسا، ومدينة فاطمة في البرتغال، حيث تتمّ ممارسة الحج عندهم لدوافع مختلفة، كالحصول على المساعدة الروحية، أو القيام بفعل تكفيريّ للذنوب حسبما ذكر الدكتور إبراهيم درباس موسى في كتابه "مفهومُ الحَجِّ في الدِّيانَةِ الهِنْدوسِيَّةِ"، وأيضًا كتاب "معجم اللاهوت الكتابي المترجم عن كتاب بالفرنسية لفريق من الباحثين اللاهوتيين.

وقد بدأ اهتمام المسيحيين بالحج إلى المَزَارَاتِ الدينية، خلال القرون الوسطى، وبالأخصّ منذ عهد قسطنطين سنة 306م؛ إذ شرعوا لها طقوسًا يتحتم على روادها القيام بها. كما تم إنشاء ما يساعد الحجاج على أداء هذه الشعيرة الدينية. وكان الحج يبدأ بالحصول على البركات من الكاهن الذي يرتدى ملابس خاصة مميزة لهذه الشعيرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان