إعلان

سننٌ منسيّة (13): النوافل.. حكمها وأقسامها وأوقاتها

09:49 م الأحد 16 سبتمبر 2018

سننٌ منسيّة (13): النوافل.. حكمها وأقسامها وأوقاته

كتب - إيهاب زكريا:

يقول الله (تعالى): {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.. [الحشر:7].

وانطلاقاً من هذه الآية الكريمة يرصد "مصراوي" بعض السنن الواردة عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- إحياء لها وتذكيراً بها.

يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي فَعَمِلَ بِهَا النَّاسُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شَيْئًا». (سنن ابن ماجة).

ومما نسيه كثير من المسلمين النوافل والسنن المرتبطة بالصلوات الخمس التي كان يحرص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسمى السنن الرواتب.

ما هى السنن الرواتب؟

يقصد بصلاة الرواتب الصلاة النافلة المؤقتة بزمن معين، وهى مرتبطة بالصلوات الخمس المفروضة التي يصليها المسلمون في اليوم والليلة، وتكون إمّا سابقة أو لاحقة لصلاة الفرض، وسُنّت الرواتب لتعويض وجبر النقص والخلل الذي قد يحصل في الفرض، مثل غياب الخشوع عند المصلي أو عدم تدبّره لقراءة القرآن الكريم في الصلاة.

أدلة مشروعية السنن الرواتب

- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في بيتي قبلَ الظهرِ أربعًا، ثمّ يخرج فيصلي بالناسِ، ثمّ يدخل فيصلي ركعتَين، وكان يصلي بالناس المغربَ، ثمّ يدخل فيصلي ركعتَين، ويصلي بالناس العشاءَ، ويدخل بيتي فيصلي ركعتَين) [صحيح مسلم].

- وعن عائشة رضى الله عنها: (لم يكنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، على شيءٍ من النوافِلِ، أشدَّ منه تعاهُدًا على ركعتَيِ الفجرِ) [صحيح البخاري]

وتنقسم السنن الرواتب في حكمها، فمنها ما هو مستحبّ، ومنها ما هو سنّة مؤكّدة، وسنعرض عدد ركعات السنن الرواتب.

يأتي حكم السنن المؤكدة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعاً بنى الله له بيتاً في الجنة" رواه أحمد ومسلم وأصحاب السنن إلا الترمذي عن أم حبيبة.

يتضح من الحديث أن عدد ركعات السنن الرواتب المؤكّدة هي اثنتا عشرة ركعة ومقسمة كالآتي:

- ركعتان قبل صلاة الفجر

- أربع ركعات قبل صلاة الظهر، وركعتان بعدها

- ركعتان بعد صلاة المغرب

- ركعتان بعد صلاة العشاء

حكم السنن المستحبة ومشروعيتها

ثبتت رواتب السنن المستحبّة بأدلة أخرى، وهى مستحبة بمرتبة تأتي بعد المؤكّد، وهى أن يزيد المصلي على السنن المؤكّدة سابقة الذكر ما يأتي:

- ركعتين بعد صلاة الظهر.

- أربع ركعات قبل صلاة العصر.

- ركعتين قبل صلاة المغرب.

- ركعتين قبل صلاة العشاء.

قضاء السنن الرواتب

يمكن لمن فاته شيء من أداء السُّنن الرّواتب له أن يقوم بقضائها، فقد ورد أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم صلى سنّة صلاة الظهر بعد أن أدى صلاة العصر، وأجاز قضاء سنّة صلاة الفجر بعد الفرض.

قال ابن القيّم: "وفيها أنّ السّنن الرّواتب تقضى كما تقضى الفرائض، وقد قضى رسول الله سنّة الفجر معها، وقضى سنّة الظهر وحدها، وكان هديه قضاء السّنن الرّواتب مع الفرائض".

وجاء في رد دار الإفتاء المصرية للدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الجمهورية عند سؤاله عن السنن الرواتب، قول فضيلته:

- استناداً لما روى الإمام الترمذي في "سننه" عن أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمغرب، وَرَكْعَتَيْنِ بعد الْعشَاء، وَرَكْعَتَيْنِ قبل صَلَاة الْفَجْرِ»،

يرى فقهاء الحنفية والمالكية أنَّ جميع السنن إذا فات وقتها لا تُقضَى، وقد استثنوا من ذلك سنة الفجر؛ فقالوا باستحباب قضائها إذا فاتت مع الفرض.

ويرى فقهاء الشافعية في الصحيح، والحنابلة في المشهور: أن النوافل المؤقتة لا سيما الرواتب التابعة للفرائض يُستحب قضاؤها.

وبناءً على ذلك: فإنه يُسَنُّ المحافظة على أداء السنن الراتبة في أوقاتها المحددة، فإن خرج وقتها جاز له أن يقضيها بعد ذلك كما هو الراجح من أقوال الفقهاء، وهو ما عليه الفتوى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان