أوزبكستان.. استقبلت الإسلام فحفر رجالها التاريخ (3): الإمام "الترمذي" حارس السُّنة
كتب - أحمد الجندي:
تزامناً مع مغادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي العاصمة الصينية بكين، أمس الثلاثاء، متوجهاً إلي أوزباكستان في ثالث محطات جولته الخارجية التي بدأها بزيارة مملكة البحرين.. يرصد مصراوي في التقرير التالي أهم الشخصيات الدينية التاريخية في أوزباكستان.
أُوزبَكِسْتان هي أكبر دولة سكاناً في وسط آسيا، عاصمتها طشقند ومن أهم مدنها سمرقند، وهي إحدى الجمهوريات الإسلامية ذات الطبيعة الفيدرالية ضمن الجمهوريات السوفياتية السابقة. وتضم جمهورية أوزبكستان أقاليم لها حكم ذاتي يبلغ عددها تسعة أقاليم. منها أقاليم لها شهرة عريقة في تاريخ الإسلام. فمنها بخاري وسمرقند وطشقند وخوارزم. فقد قدمت هذه المناطق علماء أثروا على التراث الإسلامي بجهدهم، كان منهم: الإمام البخاري والخوارزمي والبيروني والنسائي والزمخشري والترمذي وغيرهم العديد من أعلام التراث الإسلإمي.
الإمام الترمذي
مولده ونشأته:
هو محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك، وقيل محمد بن عيسى بن يزيد بن سورة بن السكن، ويقال محمد بن عيسى بن سورة بن شداد بن عيسى السلمي الترمذي الضرير، وهو أحد أئمة هذا الشأن في زمانه وله المصنفات المشهورة منها الجامع والشمائل وأسماء الصحابة وغير ذلك وكتاب الجامع أحد الكتب الستة التي يرجع إليها العلم.
وقد ولد فى مطلع القرن الثالث الهجري فى ذي الحجة سنة تسع ومائتين من الهجرة فى قرية من قريمدينة ترمذ تسمي بوغ.
وقد عاش الترمذي للحديث ورحل إليه حيثما وجد، فأخذ العلم وسمع من الخرسانيين والعراقيين والحجازيين، وهو تلميذ إمام الإمام البخاري وخريجه، وتأثر به أشد التأثر. فقه الحديث وناظره وناقشه.
شيوخـه:
عاش أبو عيسي لتحصيل الحديث، وشد الرحال إليه أينما كان، واشترك الترمذي مع أقرانه الخمسة أصحاب الكتب المعتمدة، وهم الإمام البخاري ومسلم وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة في تلقي العلم على يد تسعة شيوخ.
ومن شيوخه كذلك الذين أخذ عنهم العلم :الهيثم بن كليب الشاشي صاحب المسند ومحمد بن محبوب المحبوبي راوي الجامع عنه ومحمد بن المنذر بن شكر.
وكان من ملامح شخصيته وأخلاقه أنه كان يحب العلم والارتحال إليه ومجالسة العلماء، فجاب البلاد يجلس إلى العلماء، ينهل من علومهم المتنوعة. وكان أيضا سريع الحفظ قويا فيه مدهشًا أساتذته وشيوخه.
مؤلفاتـه:
1- الجامع للسنن
2- العلل الصغري: وهو من ضمن كتاب الجامع كمدخل له وجزء منه وبيان لمنهجه.
وقد نهل العلماء والفقهاء من جامعه هذا وذاعت شهرته به، وله كتاب آخر هو كتاب الشمائل المحمدية، وهو والجامع الكتابان اللذان أثرا عن الترمذي، فقد فقدت كتبه الأخري ولم تصل إلينا، وإنما ورد ذكرها فى المراجع وهى:
1- كتب الطبقات والتاريخ.
2- كتاب العلل الكبري.
3- كتاب التاريخ.
4- كتاب الأسماء والكني.
تميز جامع الترمذي بأنه وضع فيه مصنفه قواعد التحديث، وكانت على غاية الدقة، وقد جعلها تحت عنوان "كتاب العلل" أو أبواب العللل بحيث أدرجت ضمن أبواب الجامع، وقد ذكر الترمذي فى أول كتاب الجامع أن الذي حمله علي تسطير هذا المنهج فى الجامع من العناية بأقوال الفقهاء وقواعد التحديث وعلله، أنه رأي الحاجة إلى ذلك شديدة، ولأجل هذا الهدف أراد أن يسلك مسلك المتقدمين، وذلك بأن يزيد ما لم يسبقه إليه غيره ابتغاء ثواب الله عزوجل.
ومن مزايا الجامع "سنن الترمذي" فى المنهج الذي سلكه الترمذي فى جامعه خصائص فريدة امتاز بها، وذلك أنه يحكم على درجة الحديث بالصحة والحسن والغرابة والضعف حسب حالة الحديث.
فيقول بعد إيراد: حسن صحيح، أو حسن صحيح غريب، وقد يقول: هذا حديث حسن غريب من حديث فلان، وهذا يعني أن الغرابة فى الإسناد وإن كان للحديث روايات أخري ليست غريبة، فإذا لم ترد طرق أخري يقول: غريب لا نعرفه من غير هذا الوجه، وإذا كان فى الحديث علة بينها، فنراه يقول: هذا الحديث مرسل لأن فلانا تابعي فهو لم يرو عن النبي (عليه الصلاة والسلام) أو أن فلانا لم يرو عن فلان حيث لم يثبت له لقيا معه.
كتابه الجامع:
قال الترمذي إنه صنف هذا المسند الصحيح وعرضه على علماء الحجاز فرضوا به وعرضه على علماء العراق فرضوا به وعرضه على علماء خراسان فرضوا به، ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي ينطق وفي رواية يتكلم قالوا وجملة الجامع مائة وإحدى وخمسون كتابا.
آراء العلماء فيه:
قال ابن الأثير في تاريخه:
"كان الترمذي إماما حافظا له تصانيف حسنة منها الجامع الكبير و هو أحسن الكتب".
قال الإمام الذهبي "الحافظ العالم صاحب الجامع ثقة مجمع عليه و لا التفات إلى قول أبي محمد بن حزم في الفرائض من كتاب، الإيصال أنه مجهول فإنه ما عرف ولا درى بوجود الجامع و لا العلل له".
وذكره ابن حبان في الثقات وقال فيه: (وقال ابن الأثير فى الكامل "كان محمد ممن جمع وصنف وحفظ والإمام الترمذي صاحب لجامع من الأئمة الستة الذين حرسوا سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبحت كتبهم في عالم السنة هي الأصول المعتمدة ومن الذين نضر الله وجوههم لأنه سمع حديث رسول الله فأداه كما سمعه").
وقال عنه ابن العماد الحنبلي "كان مبرزا على الأقران آية في الحفظ و الإتقان".
قال عنه الإمام السمعاني "إمام عصره بلا مدافعة"
وفاتـه:
توفي الإمام الترمذي رحمه الله في بلدته بوغ في رجب سنة 279هـ، بعد حياة حافلة بالعلم والعمل، وقد أصبح الترمذي ضريرا في آخر عمره، بعد أن رحل وسمع وكتب وذاكر وناظر.
المصدر:
- موقع الدار الإسلامية للإعلام
- ويكيبيديا
اقرأ أيضًا:
أوزبكستان.. استقبلت الإسلام فحفر رجالها التاريخ (1): البخاري إمام الحديث
أوزبكستان.. استقبلت الإسلام فحفر رجالها التاريخ (3): الإمام "الترمذي" حارس السُّنة
فيديو قد يعجبك: