الجارديان: ما بعد داعش.. هل فتح ترامب باب الصراع مع إيران؟
كتب – محمد الصباغ:
فتحت القوات الأمريكية النار ثلاث مرات خلال شهر على قوات مدعومة من إيران في سوريا، وسط توترات متصاعدة تقلق المراقبين الدوليين والمسئولين السابقين الذين اعتبروا أنها قد تتحول إلى صراع غير مخطط له.
وقالت صحيفة الجارديان الأمريكية إن الحوادث الثلاث الأخيرة وقعت في منطقة التنف الصحراوية النائية على الحدود التي تجمع دول سوريا والعراق والأردن. وتابعت أن قوة أمريكية مكونة من 150 جنديًا تدرب المقاتلين المحليين في المنطقة من أجل قتال تنظيم داعش، هاجمتها قوات تقاتل لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.
وتابعت الجارديان أن القوات تبدو مكونة من مسلحين سوريين وعراقيين شيعة، وربما أيضًا يقودهم أحد قادة الحرس الثوري الإيراني.
وبالتأكيد لا تعمل طهران على إخفاء بصماتها، فأحد قادة الحرس الثوري، قاسم سليماني، ظهر بنفسه في مقاطع فيديو مع مسلحين بالقرب من موقع سقوط طائرة من دون طيار بفعل القوات الأمريكية، بعدما أسقطت قنبلة بالقرب منهم تبين أنها من صناعة إيرانية.
وأشارت الجارديان في تقريرها المنشور اليوم الأحد، إلى أن هذه الوقائع أظهرت كيف أصبحت الصحراء في شرق سوريا ساحة للمواجهة بين أمريكا وإيران، لتصبح نقطة اشتعال أخرى بعد اليمن، حيث تدعم واشنطن وطهران طرفين مختلفين في حرب بدأت منذ عامين، وذلك بجانب الخليج والتوتر بشأن مضيق هرمز.
كانت علاقات على مستوى عال قد ربطت إيران والولايات المتحدة خلال فترة حكم الرئيس السابق أوباما، لكن الأمر اختلف مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض حيث يستمر في خطاباته المعادية لإيران. ومع زيارة السعودية في أول محطة خلال جولته الخارجية الأولى، اعتبر أن إيران تمثل تهديدا دوليًا على قدر ما تمثله تنظيمات داعش والقاعدة. وفي السابع من يونيو الجاري، عقب الهجوم الإنتحاري ضد ضريح الخميني والبرلمان الإيراني، اعتبر ترامب طهران المسئولة عما حدث.
وقال في بيان صدر عن البيت الأبيض إن الدول التي ترعى الإرهاب تواجه خطر السقوط كضحية له، في إشارة إلى إيران.
ونقلت الجارديان أيضًا عن تريتا بارسي، رئيس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي، قوله إنه بذهاب ترامب إلى السعودية "وإعلان أن هناك اتجاه لعزل إيران،" لم يغلق الرئيس الأمريكي فقط أي نافذة حوار بل أيضًا فتح بابًا لحرب محتملة مع إيران.
وطالما كرر ترامب مساعيه لتعديل أو إلغاء الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرمته إدارة أوباما بمشاركة الدول الكبرى في يوليو 2015.
وفي الوقت الذي يصرح فيه الإدارة الأمريكية الحالية بأنها مستمرة في مراجعة السياسة الإيرانية، خرج وزير الخارجية ريكس تيليرسن وتحدث أمام مجلس الشيوخ في الأسبوع الماضي وقال إن يجب دعم العناصر في الداخل الإيراني التي تسعى لتغيير سلمي.
وتابع تقرير الجارديان أن التأكيد في حديث تيليرسن كان على التغيير السلمي، لكن الأذان الإيرانية سمعت في التصريحات صوتًا من الماضي حينما دعمت الاستخبارات الأمريكية الانقلاب العسكري عام 1953.
وفي تغريدة لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أشار إلى التحقيقات الجارية في الولايات المتحدة بشأن تدخل روسي في الانتخابات الأمريكية، وقال "يجب أن يقلق المسئولين الأمريكيين أكثر بشأن إنقاذ نظامهم بدلا من تغيير إيران، حيث صوت مؤخرًا 75% من المواطنين".
واختتم تقرير الجارديان بأن الولايات المتحدة عززت موقفها في المنطقة، لكن من غير الواضح إلى أي مدى ستظل تسيطر على الأمور. ولفت إلى أن وزير الدفاع الأمريكي الحالين جيمس ماتيس كان متشددا بشأن إيران حينما كان جنرالا في الجيش وتعرضت قواته لهجوم من قوات موالية لإيران في العراق. لكن في منصبه الجديد، يعطي ماتيس أولوية لقتال تنظيم داعش والحد من تهديدات كوريا الشمالية.
ووفقًا لتقرير بمجلة فورين بوليسي فإن ماتيس عارض ضغوطا من مسئولين بالبيت الأبيض يطالبون بشن هجمات ضد القوات المدعومة من إيران في جنوب سوريا.
مصراوي| تابعونا في صفحة متخصصة تواكب شهر رمضان بتغطية خاصة
فيديو قد يعجبك: