إعلان

مجلة أمريكية تتساءل: لماذا انحاز أردوغان إلى قطر؟

09:32 م الإثنين 26 يونيو 2017

لماذا انحاز أردوغان إلى قطر؟

كتب - عبدالعظيم قنديل:

قالت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، اليوم الاثنين، إن أنقرة تقف بقوة مع الدوحة؛ حيث طورت تركيا شراكة وثيقة في ظل قيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فالدولتان من أشد المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين المصرية وحركة حماس الفلسطينية، وعلى استعداد لمغازلة إيران، ولذلك من المتوقع أن تصبح تركيا أكثر عزلة في المنطقة، وتطلب الحصول على دعم سياسي ومالي من الدوحة، لاسيما في ظل الأزمة الدبلوماسية الراهنة بعد قطع عدة دول خليجية علاقتها بقطر.

وأشارت المجلة الأمريكية في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، اليوم، إلى أن رد فعل أنقرة اعتمد على الحذر والصمت، مما يشير إلى أنها أصبحت في مأزق بالغ الخطورة، حيث كانت بيانات المسؤولين الأتراك في وقت مبكر متوازنة وحكيمة، لافتًة إلى أن توطيد العلاقات الثنائية القائمة على التقارب الأيديولوجي وشراكة عسكرية ومالية، أمر حيوي بالنسبة لأردوغان.

ونقلت المجلة عن صحفي تركي قوله أن أردوغان كان مٌشتت بين السعوديين والقطريين، حيث أعد كٌتاب الأعمدة المؤيدين للحكومة مقالتين، أحدهما مؤيد لقطر والآخر مؤيد للسعودية، وكانوا ينتظرون موقف أردوغان لتقرر النشر، وذلك بعد أن ارتدى أردوغان ثياب "صانع السلام" عبر جهود نشطة للمساعدة في حل الأزمة من خلال "الدبلوماسية الهاتفية".

ووفقًا للمجلة الأمريكية، يٌعد تردد أردوغان أمر مفهوم، ويعرف الرئيس التركي بانحيازه إلى قطر، ولكن ذلك سيجعله بجانب إيران، وسيجلبه خارج المعسكر السني في المنطقة بقيادة السعودية؛ حيث ظلت أنقرة منذ فترة طويلة في دوامة من العزلة بسبب سياستها الخارجية التي وصفتها المجلة بـ"المتهورة"، وذلك بعد أن عانى اقتصاد تركيا المتقلب من الاعتماد على التدفقات السخية القادمة من قطر.

كما ألمح التقرير إلى أن أردوغان كان حريصا على فتح فصل جديد مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وذلك بعد التقلبات التي عانت منها العلاقة بين أنقرة وواشنطن في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وأشارت المجلة إلى أن الرئيس التركي حاول تجنب أي مواجهة ضد دونالد ترامب، حتى في أكثر الخلافات السياسية حساسية بين تركيا والولايات المتحدة وهي تسليح الأكراد السوريين، والتي تعتبر أنقرة أكبر تهديد أمني لها، منوهًا إلى أن دعم ترامب لمحاسبة القيادة القطرية من شأنه أن يُربك مخططات أردوغان في علاقته بواشنطن.

وبعد أربع وعشرين ساعة من التردد، حسمت أنقرة موقفها، وذلك في الوقت الذي كثف فيه المعسكر السعودي جهوده لعزل قطر عن طريق إغلاق الحدود وإلغاء الرحلات الجوية، على الرغم من عرض تركيا تزويد الدولة الخليجية المعزولة بإمدادات الغذاء والمياه، والأهم من ذلك أن أنقرة سارعت في تمرير خطة طويلة الأمد بالبرلمان التركي تقضي بسرعة نشر القوات التركية في قطر، وذلك كجزء من اتفاق أمني ثنائي تم توقيعه في عام 2015.

وأضاف التقرير أن التناغم بين الدوحة وأنقرة ظهر إلى النور بعد انتفاضات الربيع العربي في عام 2011، والتي كانت تغذي شعبيتها الإقليمية، حيث شرعت كل من تركيا وقطر في تمويل الإسلاميين، خاصة تنظيمات الإخوان المسلمين في مصر وتونس وليبيا وحتى سوريا، مما أزعج بشدة الكتلة السنية التي تقودها السعودية ومصر، حيث بذلوا جهدا كبيرًا لتهميش جماعة الإخوان، ومنذ ذلك الحين، برزت أنقرة والدوحة كأفضل رعاة الإخوان، سياسيا وماليا على حد سواء.

وعلى الرغم من أن التدفقات القطرية الداخلة تمثل أقل من 1٪ من الاستثمارات المباشرة في داخل تركيا، لكن استهداف الدوحة لقطاعات التمويل والاعلام والدفاع يجعلها شريك حيوي لأردوغان، حيث دخلت الدوحة قطاع الإعلام في تركيا في عام 2008 عندما حصلت شركة قطرية غامضة على ثاني أكبر مجموعة إعلامية في تركيا في صفقة شراكة مثيرة للجدل بقيمة 1.1 مليار دولار مع شركة قابضة تركية حيث كان صهر أردوغان الرئيس التنفيذي بين عامي 2007 و 2013، وذلك حسبما أفادت مجلة "ناشيونال انترست".

بالإضافة إلى كل ذلك، استحوذت لجنة الصناعة بالقوات المسلحة القطرية على 49 في المئة من شركة تصنيع المركبات العسكرية التركية التي يملكها أحد أقارب الرئيس التركي أردوغان، الذي يعمل الآن في اللجنة التنفيذية للحزب الحاكم، وعين الملحق العسكري القطري للمجلس، وتعد قطر المقصد الأكثر شعبية للمستثمرين الأتراك، الذين قاموا بمشاريع بقيمة 13.7 مليار دولار، وذلك وفقًا لما أوردته مجلة "ناشيونال انترست".

ونقل التقرير عن خبير تركي مؤيد للحكومة قوله إن تركيا تعاني من عجز كبير في الموازنة العامة، ولذلك تعد العملة الأجنبية التي يضخها القطريون في الأسواق التركية عامل رئيسي للبنك المركزي التركي، مضيفًا: "بسبب ثقة القطريين في أردوغان" - على حد قوله.

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية وعدة دول عربية قامت بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية مع الدوحة، بعد توجيه اتهامات للدوحة بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان