مجلة أمريكية: زعيم كوريا الشمالية ليس مجنونًا والصين لا تمتلك الحل
كتب - عبدالعظيم قنديل
أشادت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية بالسياسة التى يتبعها قادة كوريا الشمالية، بدءًا من "كيم إيل سونج"، مؤسس جمهورية كوريا الشمالية، إلى الزعيم الحالى "كيم يونج أون"، حيث تمكنوا من استخدام السلطة بمهارة، وحافظوا عليها، إضافة إلى امتلاكهم قدرة عالية على ردع الولايات المتحدة الأمريكية وتحويل بلدهم الصغير إلى مصدر قلق يؤرق دول العالم.
ووفقًا للتقرير، فإن محاولات واشنطن التصدي لرغبة جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في الحصول على الأسلحة النووية باءت بالفشل، لأن البرنامج النووي يمنح دعمًا سياسياً قوي للجيش، ويمثل تعزيز لقدرات الشمال العسكرية الباهتة، لاسيما وأن السلاح النووى يخلق رادع موثوق به لأي محاولة أمريكية لتغيير النظام، ولذلك يمثل السلاح النووي حاجة مهمة للزعيم الكورى الشمالي في أعقاب الإطاحة بمعمر القذافي الليبي، الذي تفاوض بشأن برامجه الصاروخية والنووية.
وبحسب التقرير، فمن الأفضل إجراء مناقشة مع القيادة الكورية الشمالية بشأن خططها النووية، حيث أنه من المستبعد أن يتمكن النظام الكوري الشمالي من الحصول على ترسانة نووية كبيرة، ومع ذلك، فإن أهداف أخرى غير الإزالة الكاملة للأسلحة النووية لا تزال ذات قيمة ويمكن تحقيقها، لكن التفاوض مع زعيم كوريا الشمالية يقتضى أسلوب أبعد من وصفه بـ "المجنون".
وأضافت المجلة الأمريكية أن اللجوء إلى الصين للوصول إلى حل مع "كيم يونج أون" هو منطقي، ولا شك أن معظم المحللين الأمريكيين وكوريا الجنوبية يرغبون في رؤية نزع سلاح الشمال وإعادة توحيدهم سلمياً مع جمهورية كوريا، ولكن هذا حلم، وليس حلا، مشيرة إلى ان إدارة ترامب تدرك أن القوة العسكرية والعقوبات هي الخيارات الوحيدة أمام واشنطن.
وأكدت المجلة الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يأمل أن تقوم الصين بفرض عقوبات اقتصادية وتجارية ضد بيونج يانج، حيث من الممكن أن تواجه كوريا الشمالية صعوبات شاقة، لافتة إلى إمكانية انفجار فوضى داخلية وانهيار النظام، إضافة إلى تدفق اللاجئين واقتتال فصائل داخلية جراء العقوبات التى تأمل الولايات المتحدة أن تفرضها بكين على بيونج يانج.
وألمح التقرير إلى أن إدارة ترامب تمتلك خيار تشديد العقوبات على المؤسسات الصينية التي تتعامل مع كوريا الشمالية، ومن المرجح أن يثير هذا النهج مقاومة من بكين، لاسيما وأن أسرة كيم قد نجت حتى الآن من كل تصعيد اقتصادي، ولم تؤدى إلى استسلام النظام الكوري الشمالي، منوهًا إلى امكانية ان تستمر بيونغ يانغ في مسارها الحالي، مع تباطؤ متواضع في تجارب الأسلحة جنبا إلى جنب مع استعداد المعلن للحديث.
من ناحية أخرى، يجب على الولايات المتحدة أن تنظر إلى بدائل أخرى لتوفر السلام والاستقرار دون تحقيق انتصار علنى، على سبيل المثال، الاتفاق المؤقت على تجميد البرنامج النووي الكوري الشمالي، فى مقابل تخفيض القوات الأمريكية، وإنهاء المناورات العسكرية السنوية لكوريا الجنوبية، وبعد ذلك يمكن اللجوء إلى المفاوضات، أو منح تسهيلات إلى كوريا الجنوبية واليابان لتطوير برامج نووية رادعة، لكن هذه الاحتمالية قد لا تزعج بيونج يانج، ولكنها ستؤدى إلى رد فعل قوى من قبل الصين، مما يحفز جميع الأطراف على أن تحاول جاهدة إيجاد تسوية تفاوضية، وذلك وفقًا لما أوردته مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية.
مصراوي| تابعونا في صفحة متخصصة تواكب شهر رمضان بتغطية خاصة ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: