لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جهاد الخازن: الخلاف المصري السعودي بسبب اليمن وسوريا.. وسوف يثبت الزمن أيهما على صواب

05:27 م الأربعاء 28 ديسمبر 2016

الكاتب الصحفي جهاد الخازن

حوار- محمد عمارة:
قال الكاتب الصحفي الكبير جهاد الخازن، مستشار التحرير بجريدة الحياة اللندنية، إن العلاقات المصرية السعودية قديمة، وأن ما يعتريها الآن مجرد خلافات في وجهات النظر تجاه قضيتي اليمن وسوريا.

وأشار الخازن، في حوار أجراه مع مصراوي، إلى أن عددًا من المسئولين السعوديين تحدثوا إليه عن أزمة في العلاقات تتعلق بخلافات في وجهات النظر تجاه قضايا بعينها وليس خلاف مستمر أو عميق بين البلدين.

كيف تابعت ورأيت الأزمة الحالية بين القاهرة والرياض؟

العلاقات المصرية السعودية علاقات قديمة ووثيقة جدَا، تمر أحيانًا بصعوبات ومشاكل، لكن هذا من طبيعة البشر والعلاقات بين الدول، رأينا ما حدث بعد كامب ديفيد والمعاهدة مع إسرائيل، ولكن علمنا بعد ذلك قصة المساعدات التي أعطتها السعودية لمصر في حرب 1973، كنت مع ولي العهد في ذلك الوقت، الأمير فهد بن عبد العزيز، كان في باريس وأعطاني قائمة بما قدمته السعودية لمصر.

مصر أيضًا قدمت الكثير للدول العربية من تعليم ودراسة، أذكر أن زوجة هشام الناظر (السياسي السعودي الراحل) درست الطب في مصر، العلاقات دائمًا متبدلة، وتمر بصعوبات، مرة باليمن أو سوريا أو غيرها، ولكن أعتقد أن الأساس متين ومستمر، هذه البلاد مثل مصر والسعودية لا يتخلوا عن بعضهم، ففي النهاية هناك حل لكل خلاف، كنت في مصر منذ أسبوع وكان هناك سعوديين في الفندق الذي نزلت فيه، وذهبت إلى البحرين ورأيت ناس درست في مصر أو ستعود إلى مصر خلال أيام لاستكمال دراستها، العلاقات في رأيي الشخصي وثيقة وقديمة وثابتة، تتعرض لأزمات بين حين وأخر، لكنها تصمد وتستمر.

الكثير يتحدث عن خلاف مصري سعودي حالي، لكنه مجرد خلاف على قضية وليس خلاف في الأساس أو بين الشعبين والبلدين إطلاقًا، أعرف البلدين كما أعرف نفسي، أذهب لمصر كثيرًا، وأقمت في السعودية وأعرف كل مسئول فيها وعلى رأسهم الملك سلمان، الذي أعرفه منذ 40 عاما، عندما كان أميرا للرياض، وكان يأتي للبنان، وأعرف كل المسئولين هناك، أعتقد أن هناك أساس متين وهو مستمر وستظل العلاقات مستمرة بين البلدين، وأرجو أن تزول الغيمة الحالية في العلاقات، لأن البلدان يستطيعان تجاوزها.

أتكلم عن معرفة شخصية، وليس نقلا عن أحد، أعرف قادة مصر وقادة السعودية، وعندما كنت في القاهرة أثناء زيارتي الأخيرة، رأيت بعض المسئولين المصريين وفي السعودية أيضا حدث هذا، وسمعت منهم، ولا أحد إطلاقا في السعودية حدثني عن أزمة مستمرة أو عميقة، تحدثوا عن خلاف في وجهات النظر وعن مواقف مختلفة، ولم أسمع من أحد أن هذا سيستمر، أعتقد أن البلدين سيتجاوزا هذا خلال أسابيع أو أشهر وتمر هذه الأزمة، أرجو أن نرى ذلك في الأسابيع القادمة.

هل ترى أن أزمة حلب كانت كاشفة لهذه الأزمة أم مصدر لها؟

هي مـأساة حلب، في حياتي لم أكن أتوقع أو أحلم بهذا، كنت في حلب مع الرئيس بشار الأسد بمناسبة ألفية مرمرون، نزلنا لسوق البلد بعد تناول الغداء، والرجال كانوا يهتفون باسم بشار والنساء يزغردن للرئيس السوري، ضاع كل ذلك في أسبوع، المواطن السوري وقع ضحية بين النظام والمعارضة، ووقعت المدينة على رؤوس أهلها، من يستطيع أن يصلح هذا، بخلاف مئات الألوف الذين ماتوا في سوريا، وحجم الدمار الذي وقع، سوريا ليست فيها الثروة التي تستطيع أن تصلح وتعمر هذا لنفسها، الدول الغربية ضد النظام، إيران لن تستطع أن تفعل شيئا أو حتى روسيا في عمليات إعادة الأعمار، وكأن ما حدث في حلب قصة إغريقية قديمة، حلب أكبر مدينة سورية وفيها أكبر عدد من السكان، سيظل الناس مشردين ولن يستطيع أحد أن يفعل شيئ، سوريا فيها أنهار وسهول وبترول، كيف يصبح هذا وضعها الآن؟ هناك مليون ونصف بلبنان ومليون بالأردن ومليونين بتركيا، غير اللي مات علي الطريق وغير اللي وصلوا أوروبا، هذه كارثة غير مسبوقة وأعترف أنني لم أكن أتصورها إطلاقا.

وما هي أسباب الخلاف بين مصر والسعودية من وجهة نظرك؟

هناك خلافات بشأن الوضع السوري، خلاف على الوضع العراقي، لكن لا خلاف على الوضع اللبناني، الرئيس عبد الفتاح السيسي، لديه 100 مليون نسمة، الأرض في رأيي لا تطعم 20 مليون من أهل مصر، فيجب أن يكون هناك مشروعات كبرى وهائلة وإعادة هيكلة نظام التعليم من الأساس، لا ننسى أن مصر أرسلت معلمين للبلدان العربية وساعدت في كتابة هذه القوانين ودساتيرها، الآن بلد مثل السعودية ترسل إلى الولايات المتحدة 10 أو 15 ألف طالب لكي يدرسوا، مصر لا تستطيع أن ترسل أحد، الوضع الآن اختلف، ولكن واثق أن حدا أدنى من حسن النية سيحل المشاكل بين البلدين، الخلافات معروفة بالنسبة للوضع في سوريا أو اليمن أو للعراق وغيره، أرجو أن نرى صفحة جديدة بين البلدين، لان أهل البلدين يحتاجون هذا وكل عربي يتمنى أن يرى هذا.

أين كان الخطأ الذي كشف هذه الأزمة؟

أساس العلاقات بين مصر والسعودية هي ثقة متبادلة وكل بلد يعاون الآخر عندما يتعرض لمشكلة أو مأزق أو أزمة مع بلد ثالث، من البداية كانت وجهات النظر مختلفة، تحديدًا في اليمن، والأن في سوريا، واليوم لا نستطيع أن نحكم من كان محقًا ومن كان مخطئاً في وجهة نظره. نحتاج أن ننتظر لنرى كيف ينتهي الوضع في اليمن أو سوريا، لذلك أعتقد أن الخلاف كان في البداية في وجهات النظر حيال التعامل مع المأساة السورية والوضع في اليمن، دول الخليج التي أعرفها معرفة مباشرة، لا يمكن إطلاقا أن تقبل بوجود إيران على حدودها في اليمن، لن يحدث، هذه الحرب قد تستمر 10 سنوات، وقد تنتهي في الأسبوع القادم بحل سياسي، أرجو أن يكون هناك تعاون مصري سعودي لخير البلدين والأمة، الخلافات يمكن تجاوزها ومعالجتها وتجميدها، ولكن نحتاج التعاون بينهما لتخرج الأمة مما يسمونه ربيع عربي وأنا أسميه خريف عربي أو حتى شتاء.

وما هو المطلوب لإنهاء هذه الخلافات؟

المطلوب خطوات متبادلة، مصر والسعودية لا تحتاج أيا منهما أن تثبت للأخرى حسن نواياها، هذه علاقة قديمة ومستمرة وصمدت للحروب والأزمات والملكية والجمهورية ولكل المشاكل، أرجو أن يكون هناك تبادل آراء جديد وتبادل زيارات بين قادة البلدين، أمور يستطيع أن يتفق عليها الطرفين وألا تكون متوقفة ومعلقة، لا أتوقع أن تستمر هذه الأزمة سنة أو سنوات، يمكن أن تنتهي غدا، لكن عمليا أقول يجب أن تنتهي في أسابيع أو أشهر لمصلحة البلدين أولا ومصلحة الأمة ثانيا.

الأساس لا يمكن أن يطعنه البلدين، الخلافات لا يمكن أن تكون أهم من تاريخ العلاقات، أرجو أن نرى انفراجة في الأزمة، هذا ما أرجوه.

تركيا تنتقل من خطأ إلى خطأ، أما إيران فيجب أن تدرك أنها لن تستطيع أن تفرض رأيها علي الدول العربية، المسلمون في العالم مليار و500 مليون نسمة، والشيعة كلهم لا يتعدوا 8 في المئة، إيران يجب أن تدرك حجمها لأن بالمواجهة لن يحصل أحد علي شيئ، هناك غالبية عربية يجب أن تتعامل إيران معها، أرجو أن يكون هناك حل وسط لأن المستفيد الوحيد هو إسرائيل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان