إعلان

بالصور - آخر ما تبقى من ضحايا تفجير الكاتدرائية

09:01 م الأحد 11 ديسمبر 2016

كتب- أحمد الليثي:

تصوير- كريم أحمد:

كما العادة اجتمعوا، صباح الأحد، الجد وزوجته، الأبناء والأحفاد، اصطفوا جميعا في بهجة، الملابس الزاهية سمة الأسرة، الأناقة عهدهم، تممت الحفيدة على رباط حذائها المزركش، وقبض الابن على ورقة صغيرة سيضعها في صندوق الاعترافات، أما الجدة فعددت الجنيهات لتُلقي بها في صندوق النذور، ولم تنس الأم وجبات فلذات أكبادها.

كانت الساعة تشير للتاسعة، عقب نصف الساعة دلفوا من أبواب الكاتدرائية، في غضون دقائق تتابعت المشاهد في بطء؛ هزوا الرؤوس لتحية رفاقهم، أوراق الصلاة تتراص وقدوم القِس في هيبة، خفوت الصوت ودعاء النسوة، حملة الصلبان وجلال الشموع، كل ذلك كان حاضرا، أما الصبية فلم يخفوا الابتسامة، غير أن دقائق اغتالت كل ذلك دون رحمة.

في التاسعة وسبع وخمسون دقيقة دقت الساعة المتعبة، توقفت العقارب عن الدوران، اختل ميزان الدنيا للحظات، ارتجت القاعة دون سابق إنذار، نُزعت الأوراق النورانية عن الصليب عنوة، تشبثت صورة العذراء وصغيرها بالحائط بعدما مزقتها المسامير.

الجدران هزمتها الثقوب، الحذاء الزاهي تبادل الألوان مع الدم، طارت قطعة الحلوى من الصغيرة ورافقتها شريطة صفراء وضعها رجال النيابة عسى أن يجدوا الجاني، تهتكت ثياب الجدة أمام قوة القذيفة الحديدية، دنس التراب وجه الأب الوسيم، تكسرت أخشاب صناديق النذور، وجوابات الاعترافات انكشف غطائها، الإرهاب قلب سطوع الشمس إلى ظُلمة، وانتصر اللون الأحمر الوحشي على البراءة، أما الأسرة فبين راحل ومُصاب ومكلوم.

فيديو قد يعجبك: