الثورة في الزمالك.. قصة أول مظاهرة في الحي الراقي
تصوير- عمرو نبيل:
الترقب، القلق، الانتظار. لم يكن أحد يعلم ماذا يمكن أن يحدث بمصر في صباح الجمعة الموافق 28 يناير 2011، التجمعات التي خرجت منذ 3 أيام فتحت ثغرة في جدار الخوف، واليوم بعد الصلاة قد تشتعل الأمور من جديد، فيما يجلس المصور "عمرو نبيل" في غرفة مكتبه بوكالة أسوشيتد برس بمنطقة الزمالك، مستعدًا للنزول في أية لحظة. قبل أن تحدث مفاجأة بالقرب من مقر عمله.
مظاهرة في الحي الراقي، جموع من أبناء المنطقة، يتحركون في شارع أبوالفدا، السيدات تتقدمن المسيرة، الهتاف يدوي "عيش حرية عدالة اجتماعية"، لم يستوعب المصور ما يدور للحظات "كان شيء غريب جدًا مظاهرة في الزمالك"، تابع باهتمام تقدمهم تجاه تمثال أم كلثوم القابع في منتصف الشارع، تزايد نبرات الهتاف، قبل أن تظهر قوات أمن أعلى كوبري 15 مايو، ويرتبك المشهد.
انهالت قنابل الغاز المسيل للدموع من أعلى إلى أسفل، امتلأ المكان بغتة بالغاز، اهتز الموكب، تراجع البعض قليلًا، أمسك أحدهم بوالده محاولًا الاختباء في عمارة مجاورة، وضع بعضهم كمامات على وجوهم، سيدات أمسكن بهواتفهن لتصوير الحدث، فيما تحرك المصور المصري إلى المكان لتوثيق اللحظة"كنت عامل حسابي على موضوع الغاز ومعايا (ماسك) لأننا توقعنا من يوم 25 إن الدنيا مش هتبقى مستقرة".
لم تكن الرؤية على الأرض واضحة بالشكل الأمثل الذي يحتاجه "نبيل"، دلف فورًا إلى بوابة إحدى العمارات المجاورة، قطع سلالم العقار في سرعة حاملًا معدات التصوير، ومن السطح صوب كاميرته نحو المظاهرة "ركزت على الجزء اللي فيه تمثال أم كلثوم"، وجودها أعطى للصورة قيمة وبُعد جديد "اديت احساس بالمكان والزمان وإنها في مصر.. أكتر من رسالة في صورة واحدة".
بعد أن التقط صورته الشهيرة عن أول مظاهرة بحي الزمالك-وفق قوله- ترجل "نبيل" من المكان، أرسلها إلى الوكالة التي يعمل بها "الصورة انتشرت في كل العالم وأكبر الصحف بره"، قبل أن ينطلق إلى "التحرير".
هناك كان المشهد مهيبًا، لا موقع لقدم، زحام يملأ الميدان، ودخان يتسرب من مبنى الحزب الوطني إلى المساء، التقط حينذاك وعلى مدار الثورة العديد من المشاهد التي لا ينساها غير أن "صورة الزمالك" تبقى الأبرز "عزيزة عليا أوي، التكوين والدخان وجري الناس وريأكشن أم كلثوم، تحس إنها حدوتة متكاملة".
تابع باقي موضوعات الملف:
الثورة.. لقطة (ملف خاص)
في جمعة الغضب.. كواليس صورة بكى فيها ''عسكري''
من إيطاليا إلى التحرير.. ''ماركو لونجاري'' يروي لحظاته مع الثورة المصرية
جنازة ثائر مجهول.. نظرة على ''يناير'' من الشباك
بين الدخان والأصابع المكسورة.. ''صائد القنابل'' يُعانق الثورة
في ميدان الساعة.. عندما ثار الإسكندر الأكبر مع المتظاهرين
''كاب وطفّاية وبنزين''.. صورة التناقضات من ثورة السويس
''من أجلك أنت''.. قصة احتراق الحزب الوطني
فيديو قد يعجبك: