ماذا يقرأ المصريون؟
كتبت - نسمة فرج:
تصوير- محمود أبو ديبة:
ماذا يقرأ المصريون؟ وما نوعية الكتب التي يبحثون عنها بين أرفف المكتبات؟ أسئلة كثيرة تدور في الواقع الثقافي وسوق النشر عن جمهور القراء.
وتشير قوائم الأكثر مبيعاً التي تصدرها دور النشر واستطلاعات الرأي والبحث عن المواقع الإليكتروينة وموقع "جود ريدز" المختص بالكتب، إلى أن الجمهور يتوجه لقراءة الروايات.
وطبقا لدراسة صادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء في 2013، تحت عنوان "ماذا يقرأ المصريون؟"، فإن عدد الأسر المصرية التي يقوم أحد أفرادها بممارسة القراءة على الأقل تقدر بنحو 2.2 مليون أسرة.
وأوضحت الدراسة، أن 65% من الشباب الذين يواظبون على القراءة يهتمون بقراءة الكتب الدينية تليها الكتب العلمية والتاريخية بنسبة 36% و34% على التوالي.
وأكد عدد من مسئولي دور النشر و القراء وبائعي سور الأزبكية -الشهير ببيع الكتب في القاهرة-، أن معظم القراء يتجهون إلى قراءة الروايات، وذلك حسب تصريحات مسئولي دور النشر واستطلاعات الراي عبر الفيسبوك والبحث في المواقع الإلكترونية.
وحسب موقع "جود ريدز" فالكتب الأكثر قراءة في مصر هذا العام هي "في ممر الفئران" لأحمد خالد توفيق، وتلاها "أماريتا" لعمرو عبد الحميد، وفي المركز الثالث "أن تبقي" لخولة حمدي وفي المركز الرابع "واحة الغروب" لبهاء طاهر والخامس "أرض الإله" أحمد مراد.
فيما أصدر موقع "جلوبال انجلش اديتنج" المعني بالقراءة وسوق الكتب والنشر عالمياً، تقريرًا بأن مصر تحتل المرتبة الخامسة والسعودية المرتبة الحادية عشرة في معدل ساعات القراءة أسبوعياً في العالم، متقدمتين على الولايات المتحدة وأستراليا وكندا وألمانيا وبريطانيا.
وبحسب التقرير يقرأ المصري 7.5 ساعة في الأسبوع، متخطية المعدل الوسطي وهو 6.5 ساعة. هذه الأرقام تؤكد أولاً مدى نجاح المشروع الرسمي للنشر الذي تعتمده القاهرة منذ سنوات والذي شهد رواجاً شعبياً واسعاً عبر خفض أسعار الكتب حتى لتوازي أسعار الصحف والمجلات وتوسيع خريطة توزيعها في الأقاليم -وفق مراقبون.
ويقول محمد شوقي، مدير مبيعات بدار الكرمة للنشر، إن الفئة العمرية الأكثر إقبالًا على اصدارات الدار هي الشباب وتقدر بحوالي 60 % ومعظم الكتب التي يقرأوها هي الروايات والقصص القصيرة أما 40% الجمهور فيقرأون الكتب التاريخية والسياسية.
وأوضح شوقي في تصريح خاصة لـ"مصراوي"، أن الكتب الأكثر إقبالًا هي أدب الرعب وأدب التاريخ ومن أهم الكتب التي ظلت في الأكثر مبيعًا هي رحلة الدم للكتاب إبراهيم عيسى بالإضافة إلى مختارات الكرمة والتي تحوى أكثر من 18 عنوان.
وعن الكتب الأكثر إقبالًا عليها، يقول مصطفي الفرماوي، مدير مكتبات "دار الشروق"، إن الروايات هي الأكثر إقبالًا على مدار سنوات مقارنة بباقي فئات الكتب وهناك كُتاب استطاعوا أن يحافظوا على الاستمرارية في الأكثر مبيعًا مثل أحمد مراد ويوسف زيدان وأحمد خالد توفيق ومحمد صادق.
وأشار مدير مكتبات الشروق إلى أن بدأ الاهتمام مؤخرًا بكتب الأطفال.
وبحسب دراسة لـ"معرض فرانكفورت الدولي للكتاب"، بلغت إجمالي صناعة النشر العربي ككل 4 مليارات دولار، نصيب مصر منها 204 مليون دولار سنويًا.
ومن جانبه أكد شريف رزق، مدير دار نشر التنوير، أن اصدرات الدار ليست تجارية وانما متخصصة وأكبر الشرائح إقبالا هي الشباب وتقوم بإصدار روايات عن الأدب الرفيع والفلسفة، مشيرًا إلى أن الكتب العلمية بدأت في الإنتشار مؤخرًا.
قال موسى علي، المستشار الإعلامي للدار المصرية اللبنانية، إن الكتب الأكثر إقبالًا هي الروايات وتأتي في مقدمة القائمة "النبي" جبران خليل جبران، "تذكرة وحيدة للقاهرة" لأشرف العشماوي و"مصر من غير لف ودوران" نجيب ساويرس و"اسمي فاطمة" للكاتب عمرو العادلي".
وعن العوامل التي تؤثر في إتجاهات القراء يوضح الروائي عمرو العادلي، أن الجو العام يؤثر على الخاص فإذا كان الجو العام محبط وغير مستقر يذهب القراء إلى كتب التراث والموروث الشعبي والتاريخ، وفي الصيف يذهب القراء إلى الأدب الساخر والقصص القصيرة.
وأشار العادلي إلى أن الجوائز والقوائم الكتب الأكثر مبيعًا التي تصدرها المكتبات تؤثر أيضا على اتجاهات القراء.
ويرى الكاتب الصحفي سيد محمود، أن من العوامل التي تؤثر في اتجاهات القراء هي مواقع التواصل الاجتماعي وبالإضافة إلى الجوائز التي انتشرت في الفترة الأخيرة ساعدت في تشكيل توجه القراء .
وأشار سيد محمود إلى أن ليس هناك إحصائيات واضحة ترصد لنا توجهات القراء بشكل وعدد المكتبات والكتب التي تصدر فهي انطباعات عامة وليس وفقًا لإحصائية تخرج من جهة مسئولة.
فيديو قد يعجبك: