إعلان

تفاصيل 6 ساعات "أكشن" داخل "حواري الهرم" لكشف لغز "جثة الوشم"

12:43 م الجمعة 24 نوفمبر 2017

ارشيفية

كتب - محمد شعبان:

6 ساعات قضاها أفراد مباحث الهرم لكشف غموض العثور على جُثة شاب مجهول الهوية، مُلقاة بجوار سور شركة الدواجن بطريق المنصورية.

الثانية ظهر الأول من نوفمبر الجاري، استوقف أهالي المنطقة سيارة شرطة: "الحقنا يا بيه. فيه جثة جنب السور"، انطلق الرائد هاني عجلان، معاون مباحث الهرم، على رأس قوة أمنية، للوقوف على حقيقة الأمر.

جُثة شاب يرتدي ملابس كاملة، بها آثار ضرب بالرأس، ووشم على جسده، دماء تسيل من الأذن، لا يحمل ثمة أوراق شخصية أو هاتف محمول، مُلقاة بجوار سور شركة الدواجن "المهجورة"، تشير آثار الدماء إلى أن زمن الوفاة ليس بعيداً، طلب الضابط من الجميع عدم الاقتراب من الجثة أو لمسها، أخرج جهازه اللاسلكي لإبلاغ قسم الشرطة، والتنسيق مع النيابة العامة والمعمل الجنائي.

لم تمرّ دقائق حتى انتشر أفراد الشرطة بزي مدني، وميري، في المنطقة، انقسموا إلى فريقين، الأول بقيادة المقدم محمد الصغير، رئيس مباحث الهرم، لفحص مسرح الجريمة بحثًا عن أية أدلة، والثاني بقيادة العقيد وائل فهيم، نائب المأمور، لتسهيل مهمة رجال النيابة والمعمل الجنائي.

مع آذان صلاة العصر، انتهى أفراد النيابة من معاينة مسرح الجريمة، ورجال المعمل الجنائي من رفع البصمات، بعدها نُقلت الجثة إلى مشرحة زينهم لتشريحها تحت إشراف مصلحة الطب الشرعي.

عاد الهدوء إلى الشارع غير المأهول بالسكان مرة أخرى، في المقابل، وضع اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، خطة بحث تركزت على فحص محيط مكان العثور على الجثة، وبلاغات التغيب خلال الساعات القليلة الماضية؛ للتوصل إلى هوية المجني عليه.

على مدار ساعتين، استجوب الرائد هاني عجلان، العشرات من قاطني المنطقة، أخبره أحدهم: "يا بيه كان في واحد حرامي مسكناه إمبارح بالليل في كفر المنفي.. معرفش عملوا في إيه"، التقط الضابط تلك الكلمات لتكون بداية الخيط لفك طلاسم الجريمة المجهولة.

اضطر معاون مباحث الهرم إلى استكمال رحلته داخل "توك توك" بسبب ضيق شوارع المنطقة؛ بحثًا عن معلومات تقوده إلى هوية الضحية، أخبره أحد الأهالي يُدعى "حسن"، أنه ليلة أمس، سمع صوت دراجته النارية "توك توك" تتحرك أمام منزله فاستغاث بالجيران الذين أمسكوا المتهم: "نزلوا فيه ضرب"، وأخبره اثنان من السُكان "محمد"، و"أشرف"، بأنهما سيُسلمان المُتهم إلى قسم الشرطة.

استمرت رحلة البحث لجمع أكبر قدر من المعلومات حول ما دار في ذلك المنزل، كانت المفاجأة على لسان صاحب محل سوبر ماركت: "صاحب الجثة اللي لقتوها شوفته بينط من فوق البيت ده"، مشيراً بإصبعه إلى المنزل مصدر أصوات الاستغاثة، أيقن معها رجال المباحث أن حل لغز القضية داخل ذلك المنزل.

بعد مرور نحو 6 ساعات، توصلت جهود البحث والتحري التي قادها معاون مباحث الهرم، إلى أن المجني عليه يُدعى "عمرو.ه"، (18 سنة)، وأن "محمد. ح"، وشقيق زوجته "أشرف"، احتجزا المجني عليه داخل منزل أحدهما؛ لاتهامه بسرقة "توك توك" مطلع الشهر الماضي بمنطقة الحرانية بمركز أبو النمرس، لكنه غافلهما، وقفز من أعلى سطح العقار، ليسقط مُصاباً، ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل نقله إلى المستشفى.

وضبط قوة تحت إشراف اللواء محمد عبد التواب، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، المتُهمين، وعُثر على هاتف الضحية بحوزة "الأول".

المتهم الأول روى تفاصيل الواقعة: "بعد احتجاز الضحية، استوليت على هاتفه، وطلبت من أسرته بمنطقة أبو النمرس بضرورة رد قيمة الـ(توك توك) الذي سرقه في وقت سابق، فرد شخص من أهله: "ده يتيم.. سامحوه ومش هيعمل كده".

كلمات أسرة المجني عليه لم تلق قبولا لدى المتهمين، قرر معها المتهم الأول التوجه إلى محل قريب لـ"شحن الموبايل" وتكرار المحاولة بحثا عن طريقة يستعيد من خلالها أمواله، مطالبا شقيق زوجته بمراقبة الشاب صاحب الـ18 سنة، لحين عودته: "متخليهوش يغيب عن عينك لحظة. ما صدقنا وقع في إيدينا".

لم يكن المتهم الأول قد خرج من الشارع حتى غافل المجني عليه شقيق زوجته، وصعد إلى سطح العقار محاولا القفز إلى السطح المجاور -لضيق مساحة الشارع- لكن وصلة الضرب التي تلقاها على يد الأهالي كانت قد أنهكته ليسقط على الأرض.

أحضر المتهمان "توك توك" لنقل الشاب إلى مستشفى الهرم، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله، قرر معها المتهمان التخلص من جثته، فألقوها بجوار سور شركة الدواجن، لعدم تردد الأهالي عليها باستمرار.

فيديو قد يعجبك: