مذبحة أسرة نجل الفنان المرسي أبو العباس.. لماذا اتجهت أصابع الاتهام إلى الأب؟

10:43 م الأحد 24 يونيو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

5 أيام من أعمال البحث والتحري لرجال البحث الجنائي بالجيزة لفك طلاسم جريمة مقتل ربة منزل وابنتيها خنقاً داخل منزل بمنطقة المساكن ببولاق الدكرور.

حسب ما جاء في محضر الشرطة فجر الأربعاء الماضي، ورد بلاغ للعقيد محمد غالب، مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، باكتشاف شخص مقتل زوجته وابنتيه، وذلك عقب عودته من الخارج، حيث كان يشاهد مباراة مصر وروسيا في كأس العالم.

كشفت معاينة الرائد طارق مدحت، معاون مباحث بولاق الدكرور، وجود بعثرة في محتويات الشقة، وسلامة المنافذ كافة، دون وجود كسر في الباب أو النوافذ، وعُثر على جثث الأم "هبة"، 38 سنة، بكدمات بالعين والصدر وبجوارها "إيشارب" داخل غرفة نومها، وابنتيها "جنة الله"، 11 سنة، مخنوقة بسلك تليفون، و"حبيبة"، 10 سنوات، مخنوقة بوسادة.

وشكل اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة، فريق بحث يترأسه العميد محمد عبد التواب، مدير المباحث الجنائية، والعميد عبد الوهاب شعراوي، رئيس مباحث غرب الجيزة، والعقيد طارق حمزة، مفتش القطاع، والمقدم هشام بهجت، وكيل القطاع، وبمشاركة الرائد محمد الجوهري، رئيس المباحث.

تركزت خطة البحث على المعاينة الدقيقة لمسرح الجريمة -شقة بشارع الملكة المتفرع من شارع العشرين- والوقوف على طريقة تسلل الجناة، وتفريغ الكاميرات للمحلات المجاورة للعقار رقم (10) بشارع الملكة.

أقوال الأب "صلاح" -نجل الفنان الراحل المرسي أبو العباس- تضمنت إبلاغه عن سرقة مبلغ 340 ألف جنيه من المنزل قيمة بيع شقة منذ 10 أيام، لتؤكد مصادر أمنية مطلعة على التحقيقات أنه لا يوجد دليل على سرقة المبلغ من عدمه محدش يقدر يجزم إن كان في مبلغ من الأساس ولا لأ"، مشيرة إلى أنه حتى الآن "ده مجرد ادعاء نعمل على التحقق منه بالتحريات الدقيقة"، خاصة أنه الوريث الوحيد لوالده الذي فارق الحياة العام الماضي، تاركاً له شقة بمدينة نصر، لم يثبت بيعها.

أحد الجيران -رفض نشر اسمه- روى أن مقطع فيديو التقطته كاميرات مراقبة محل تجاري مجاور للعقار رصدت لحظة دخول شاب إلى الشقة -مسرح الجريمة - الأمر الذي نفته مصادر أمنية مسؤولة بمباحث الجيزة، مؤكدة أنه تم التوصل إلى الشاب والمنتقبة، وتبين أنها ربة منزل كانت تزور أحد أقاربها رفقة شقيق زوجها، ولم يصعدا إلى الطابق الواقعة فيه شقة الضحايا.

يقول مصطفى أحمد، أحد الجيران، إن الأب الذي يعمل تاجراً للسيارات، أبلغ رجال المباحث باختفاء مبلغ 340 ألف جنيه قيمة شقة "ميراث" باعها منذ أسبوع، مشيراً إلى أنهم لم يسمعوا أي استغاثة أو صراخ "الكل كان بيشوف ماتش المنتخب الوقت ده". يلتقط عمرو محمد، صاحب محل مجاور، طرف الحديث واصفاً حالة الأب المكلوم "قعد على جنب وكان بيشرب بيبسي".

وقالت مصادر أمنية مسؤولة إنه تم عمل حصر كامل لكافة الأشخاص الذي ترددوا على العقار يوم الواقعة، وتتبع خط سيرهم، والتأكد من هوية الوحدات السكنية التي زاروها من خلال عناصر الشرطة السرية الذين حرصوا على جمع المعلومات من كافة المصادر المتاحة على مدار الـ24 ساعة.

وخلال سماع أقوال الأب، لاحظ رجال المباحث وجود سحجات "خرابيش" بيده، ليوجه له سؤالاً حول مصدرها فجاء الجواب "كنت بهزر مع بنتي" -حسب مصدر أمني مشارك في التحقيقات- ليصدر قراراً بعرضه على مصلحة الطب الشرعي، ومطابقة الإصابة بجثث المجني عليهن.

التحريات التي قادها اللواء رضا العمدة، نائب مدير مباحث الجيزة، أشارت إلى أن الأب "تاجر سيارات" كان يضارب في البورصة، وتعرض مؤخراً لخسارة فادحة، تسببت في اقتراضه مبالغ مالية.

وأكدت التحريات التي أجراها ضباط مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور مرور الأب بأزمة نفسية جراء تلك الخسارة، بالإضافة إلى أنه مصاب بانفصام في الشخصية، وبدا ذلك واضحاً على تصرفاته.

والانفصام في الشخصية عبارة عن اضطراب عقلي يظهر عادةً في سن البلوغ المبكر أو في نهاية فترة المراهقة. غالباً ما بين عمر 16-30 سنة. و يتمثل بحالات من الهلوسة والأوهام وغيرها من المشاكل المعرفية والسلوكية.

وعادةً ما تظهر الأعراض لدى الذكور في سن مبكرة أكثر من الإناث. و في العديد من الحالات، يتطور اضطراب انفصام الشخصية ببطء، بشكل لا يلاحظه المريض إلا بعد عدة سنوات. لكن في حالات أخرى، قد يظهر المرض بشكل مفاجئ ويتطور بسرعة.

ورغم إعلان مصادر أمنية مسؤولة عن هوية مرتكب الجريمة التي عُرفت إعلامياً بـ"مذبحة بولاق"، إلا أن وزارة الداخلية ممثلة في مديرية أمن الجيزة لم تخرج ببيان رسمي تكشف فيه عن التفاصيل الأمر الذي أرجعه مصدران أمنيان أحدهما رفيع المستوى بمباحث الجيزة إلى انتظار مثول المتهم أمام النيابة العامة.