مقارنة بين جهاز "عروستين".. أسعار الأجهزة المنزلية تتضاعف في عام التعويم (إنفوجرافيك)
كتبت- دينا خالد:
قبل عام ونصف زار سيد محمد، وأسرته شارع عبد العزيز، لشراء الأجهزة الكهربائية لابنته التي كانت تستعد للزواج، وكرر الزيارة نفسها خلال الأيام الماضية لنفس السبب ولكن لابنته الثانية، فوجد الوضع مغايرا.
لم يتخيل، محمد، أن يبلغ ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية هذا المدى، ويقول لمصراوي "سمعت عن ارتفاع الأسعار بعد تعويم الجنيه ولكن لم أتخيل أن تزيد 3 أضعاف عن ما قبله".
في زواج ابنته الأولى اشترى، محمد، كل الأجهزة الكهربائية من ثلاجة وبوتاجاز ومبرد مياه وديب فريزر وغسالتين وسخان وشفاط وشاشتين وميكرويف وخلاط وشواية، ودفع 22 ألف جنيه.
أما في الوقت الحالي، وعند تجهيزه لابنته الثانية لم يستطع تحمل ثمن جميع الأجهزة، وقرر مع خطيبها أن يتقاسموا شرائها بينهما.
يقول محمد "اشتريت ثلاجة وغسالة أوتوماتيك وديب فريزر وخلاط ومكواه ودفعت 24 ألف جنيه".
في حين اشترى خطيب ابنته، البوتاجاز وسخان وشاشة ومروحتين وشفاط، ودفع 16 ألف جنيه، ليبلغ إجمالي تكلفة الأجهزة 40 ألف جنيه.
وبحسب سيد إسماعيل، أحد تجار شارع عبد العزيز، فإن الأسعار ارتفعت بنسبة كبيرة بعد تعويم الجنيه وخاصة في الفترة من شهر نوفمبر حتى مايو الماضيين.
وفي نوفمبر الماضي، قررت مصر تعويم الجنيه أي ترك سعره يتحدد بناء العرض والطلب، وهو ما رفع سعر الدولار الرسمي من حوالي 8.88 جنيه إلى حوالي 17.70 جنيه حالي.
وتعاني مصر منذ ذلك التاريخ، من موجة تضخمية عالية، عززها رفع أسعار الطاقة مرتين خلال عام، وهو ما دفع معدلات التضخم لتحقيق أرقاما قياسية وصلت ذروتها في يونيو الماضي حيث حققت 34.2%.
وبلغ معدل التضخم السنوي في شهر سبتمبر الماضي 32.9%، في حين سجل معدل التضخم الشهري 1.2%.
يضرب إسماعيل، التاجر بشارع عبد العزيز، مثلا على ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، بقوله "الثلاجة الشارب الـ 16 قدما كان ثمنها 2800 جنيه وأصبح 9500 جنيه بعد التعويم".
ويبرر إسماعيل ارتفاع الأسعار، بالإقبال الزائد من قبل المستهلكين على الشراء بعد قرار التعويم مباشرة.
وتابع قائلا "من كان لديه ابنه ستتزوج بعد عامين نزل ليشتري جهازها خوفا من ارتفاع الأسعار أكثر".
وبحسب إسماعيل، فإن الأسر لجأت إلى شراء أجهزة كهربائية صينية وتركية أرخص قليلا من المنتجات الموجودة في السوق لتفادي ارتفاع الأسعار.
يتذكر إسماعيل أن أفضل جهاز للعروسة باعه قبل التعويم كانت قيمته 25 ألف جنيه، والآن تضاعفت هذه القيمة لأكثر من 50 ألف جنيه، وفقا لما قاله.
وتقول نهى إبراهيم، والتي تشتري البضائع من شارع عبد العزيز وتبيعها بالقسط في منطقتها منشية ناصر، إن سكان المنطقة لا يصدقون الأسعار ويشتكون من أنها ترفع السعر عليهم.
بعد التعويم أصبحت نهى تعاني من حالة الركود وتقول "أغلب الشباب الآن يتزوج بالقسط بسبب عدم تساهل الأهل في تجهيز الشقة سواء من طرف العريس أو العروسة".
وأضافت نهى أن غلاء الأسعار أطال من مده الخطوبة، نظرا لعدم قدرة الأسر في توفير التجهيزات اللازمة.
اقرأ أيضا:
مفاجأة.. أسعار الأجهزة المنزلية تتراجع في شارع عبدالعزيز بسبب الركود
فيديو قد يعجبك: