رحلة جيف بيزوس مؤسس "أمازون" من التبني لأغنى رجل في العالم
كتب- مصطفى عيد:
أزاح جيف بيزوس، مؤسس ورئيس شركة أمازون، عملاق التجارة الإلكترونية، مواطنه، بيل جيتس، مؤسس ورئيس شركة مايكروسوفت، من على قمة أغنياء العالم، لساعات معدودة، يوم الخميس الماضي، بعد أن تجاوزت قيمة أسهم شركته 90 مليار دولار، متخطيا جيتس بنحو 500 مليون دولار.
لكن أسهم بيزوس عادت للتراجع، ليسترد بيل جيتس موقعه من جديد، والذي لم يتخلى عنه منذ عام 2013، متصدرا قائمة أغني 10 أشخاص في العالم.
وأثار هذا الصعود المفاجئ لجيف بيزوس تساؤلات حول الرجل الذي بدأ حياته بالتبني، قبل أن يؤسس ويترأس أكبر شركات التسويق والتجارة الإلكترونية في العالم.
فبحسب شبكة سي إن بي سي، ولد بيزوس في 12 يناير 1964 تحت اسم جيفري بريستون جورجنسن، أبوه تيد جورجنسن التقى والدته جاكلين جيس عندما كان كلاهما في المدرسة الثانوية، وكان عمره 18 عاما وهي 16 عاما عندما حملت بجيفري، وذهبا إلى المكسيك بأموال من أسرتيهما للزواج.
عمل والد جيف في أحد محلات التجزئة بأجر دولار وربع في الساعة ولذلك لم يملك الكثير من المال، وكان من عادته شرب الخمر كثيرا، وكان عمر جيف 17 شهرا عندما انفصلا والداه.
تزوجت والدته في عام 1968 من ميجوال بيزوس الذي وصل إلى ميامي في عام 1962 من كوبا، يعرف كلمة إنجليزية واحدة هي "هامبورجر".
ووافق جورجنسن على أن يتبنى بيزوس ابنه ليتحول وهو في الرابعة من عمره من جيفري بريستون جورجنسن إلى جيفري بريستون بيزوس.
ويقول براد ستون مؤلف كتاب عن حياة جيف بيزوس، إن طفولته ساهمت في هوسه بالنجاح، مشيرا إلى أن هناك اثنين آخرين من عمالقة التكنولوجيا مروا بتجربة التنبي أيضا هما ستيف جوبز ولاري إليسون، وأنه من المعتقد أن تكون هذه التجارب أعطتهما دافعا قويا للنجاح.
وكان بيزوس يقضي الإجازات الصيفية مع أجداده في مزرعتهم في ولاية تكساس الأمريكية، وقال عن نفسه، إنه ساعد في إصلاح طواحين الهواء، وإطعام الماشية، والقيام في الأعمال المنزلية الأخرى، كما كان يشاهد المسلسلات كل يوم بعد الظهر.
حصل بيزوس على الشهادة الثانوية وساهم تفوقه في قبوله في سن مبكر بجامعة برينستون بولاية نيوجيرسي، وحصل على شهادة في علوم الحاسب والهندسة الكهربائية، ولكن بعد أعوام وبينما هو يعمل محللا ماليا في إحدى الشركات في نيويورك، فكر في تأسيس شركة أمازون.
وقال بيزوس في إحدى المرات عام 2010، إن الفكرة جاءت عبر واقع بأن استخدام الإنترنت كان ينمو بنسبة 2300% سنويا، وإنه لم يرَ أو يسمع أبدا عن أي شيء ينمو بهذه السرعة.
" إن فكرة بناء مكتبة من ملايين العناوين - وهو أمر لا يمكن أن يكون موجودا في العالم المادي - كان مثيرا جدا بالنسبة لي" بحسب ما قال بيزوس.
وفي هذا الوقت كان عمر بيزوس قد بلغ 30 عاما، وكان متزوجا منذ سنة واحدة فقط، وقال " أخبرت زوجتي برغبتي في ترك وظيفتي وأن أقوم بشيء مجنون والذي من المحتمل ألا يعمل منذ بدايته، ولم أكن متأكدا بأن هذا قد يحدث بعد".
وأسس بيزوس شركة أمازون عام 1994 بعد أن كان يواجه صعوبات في إقناع مستثمرين في استثمار مليون دولار في إطلاق شركة لم يكن لها مثيل من قبل، بينما لم يكن يملك في حوزته سوى 100 ألف دولار حصل عليها من والديه، وفقا لموقع ويكيبديا.
وبدأ بيزوس مع عدد قليل من الموظفين في المكتب الذي أنشأه للشركة في تطوير البرمجيات، ووضع النظام تحت الاختبار بعد دعوة 300 صديق لاختبار الموقع، ليفتتح أمازون دوت كوم في 16 يوليو 1995، وفقا لموقع بيوجرافي.
وباعت الشركة الكتب عبر الولايات المتحدة و45 دولة أجنبية في غضون 30 يوما، وخلال شهرين وصلت المبيعات إلى 20 ألف دولار أسبوعيا، وتزايدت أسرع مما كان بيزوس وفريقه يتصور.
وتوسعت الشركة مع التطور التكنولوجي خلال العقدين الأخيرين لإدخال مجالات وأدوات تسويقية أخرى، حتى أصبحت إحدى الشركات الرائدة في عالم التجارة الإلكترونية.
وفي يوم الخميس الماضي، تجاوزت ثروة بيزوس، بيل جيتس أغنى رجل في العالم منذ عام 2013، لتصل إلى 90.9 مليار دولار مقابل 90.7 مليار دولار لجيتس، والتي ارتفعت مع صعود أسهم شركة أمازون، والتي يملك حاليا نحو 17% من أسهمها.
ولكن مع إغلاق السوق في هذا اليوم، عاد جيتس لمركزه مرة أخرى بعد أن وصلت ثروته إلى 90 مليار دولار، بينما بلغت ثروة بيزوس الصافية أكثر من 89 مليار دولار.
فيديو قد يعجبك: