وداعا للطقم الصيني.. ارتفاع الأسعار يغير عادات "جهاز العرائس"
كتبت- دينا خالد:
شعرت سارة 22 عاما، بحيرة شديدة عندما توجهت هي ووالدتها إلى منطقة "حمام التلات" لشراء الأدوات المنزلية، بعدما اقترب موعد زفافها، بسبب الأسعار التي شاهدتها هناك.
تقول سارة لمصراوي إن الأسعار الحالية لا تتماشى مع جودة وذوق المعروض حيث أن أقل طقم صيني وصل سعره إلى 5 آلاف جنيه، فيما يتراوح ثمن طقم الأواني التيفال (الحلل) بدون ضمان ما بين ألفين إلى 3 آلاف جنيه.
تفكر سارة وهي الآن مقبلة على الزواج في عدم شراء طقم صيني بسبب ارتفاع الأسعار "النيش أصلا صغير وهعتمد على الكاسات بس في فرش النيش وشوية أطباق صيني".
وتقارن والده سارة، التي التقاها مصراوي في جولة بمنطقة "حمام التلات" بين الأسعار في الوقت الحالي وحين تجهيز ابنتها الكبرى منذ 6 سنوات،"اشتريت طقم الصيني لأبنتي الكبرى بألفين ونص ماركته ألماني مش لاقيه زيه في السوق".
قبل نحو 6 سنوات اشترت والدة سارة، جهاز ابنتهاالكبرى بالكامل، بمبلغ 40 ألف جنيه، "اشتريت كل حاجة أساسيات ورفاهيات، ولو حبيت أجيب لسارة نفس إللي جبته لأختها هحتاج 150 ألف جنيه على الأقل".
وقالت سارة، إنها دفعت 8 آلاف جنيه، من أجل شراء طقم "حلل" من الاستانلس ستيل وآخر من التيفال وثالث من الصاج وطقم أركوبال.
وتفكر سارة ووالدتها في أن التخلي عن معظم الأدوات المنزلية التي تعتبر من الرفاهيات، بعد ارتفاع الأسعار والتركيز فقط على شراء الأدوات الأساسية.
ويقول مصطفى سعيد، صاحب أحد محلات الأدوات المنزلية بمنطقة حمام التلات، إن ارتفاع الأسعار أدى إلى ركود حركة الشراء في السوق والإقبال ضَعُف للغاية، وبعض الزبائن، بدأت في الاستغناء عن بعض الأساسيات في تجهيز بناته.
يضرب سعيد مثلا على هذا بأن "نصف الزبائن الآن لا يشترون أطقم صيني، ويستبدلونه بطقم شاي أو اللجوء لشراء نصف طقم من الصيني فقط نظرا لارتفاع الأسعار".
وبحسب سعيد فإنه مع ارتفاع الأسعار انتشرت ظاهرة شراء "نصف طقم صيني".
"إذا كانت هذه الظاهرة موجودة بنسبة 5% منذ عامين، فهي أصبحت حاليا 60% من نسبة المشترين للصيني".
يقول سعيد إن "أصناف الطقم الصيني الياباني، لم تعد موجودة الآن بسبب ارتفاع أسعارها التي تتخطى 12 ألف جنيه، وكل ما يباع حاليا مصري".
وارتفعت أسعار الأطقم الصيني المصرية خلال الفترة الأخيرة من 1200 جنيه إلى 5600 جنيه، بحسب سعيد.
وقال سعيد إن متوسط جهاز العروسة من الأدوات المنزلية تبلغ قيمته حاليا 60 ألف جنيه، بدون الأجهزة الكهربائية، وخلال الأعوام الماضية، كانت تكلف 19 ألف جنيه.
وبحسب سعيد فإنه كان يستورد حاوية البضائع بمبلغ 400 ألف جنيه بالجمارك، ولكن بعد ارتفاع الأسعار بعد التعويم، أصبح سعر البضائع يتخطى المليون جنيه.
ومنذ قرار تعويم الجنيه في نوفمبر 2016، قفز سعر الدولار الجمركي، والذي يحدد قيمة السلع التي يتم استيرادها من الخارج، وقيمة الرسوم الجمركية المفروضة عليها.
وشهد سعر الدولار الجمركي، ارتفاعا كبيرا منذ قرار تعويم الجنيه ووصل سعر بيعه إلى 18.5 جنيه في ديسمبر 2016، ومنذ فبراير الماضي أصبحت وزارة المالية تحدد سعره شهريا، لكنه يتراوح ما بين 16 إلى 17 جنيها شهريا.
ويقول محمد ابراهيم، إن هناك قيودا كثيرة على الاستيراد وعقبات جعلت السعر يتضاعف منذ قرار التعويم.
ومنذ قرار تعويم الجنيه فرضت وزارة الصناعة، بعض القيود على الاستيراد حيث اشترطت أن يسجل المصنع، المُصدر لمصر في هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، بهدف التأكد من أن البضائع المستوردة عالية الجودة.
وكانت الوزارة تقول وقتها إن القرار هدفه تقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير العملة الصعبة التي كانت تعاني من شح قبل قرار التعويم.
وبحسب ما قاله إبراهيم لمصراوي فإن البضاعة التي كانت تباع بـ 7 آلاف جنيه قبل التعويم أصبحت تباع بـ 20 ألف جنيه أي ثلاث أضعاف الثمن.
ودفع ارتفاع الأسعار الكثيرين إلى الاستغناء عن أشياء كانت تعد رفاهية مثل شراء شنطة الملاعق والسكاكين وشراء نوعا واحدا من الأطباق أو الأواني، بحسب قوله.
يقول إبراهيم "تجهيز العروسة الآن أصبح بالمقدرة والميزانية وليس بالعرف مثل زمان، بسبب ارتفاع الأسعار".
ويقول أشرف هلال، رئيس شعبة الأدوات المنزلية بغرفة القاهرة التجارية، إن أسواق الأدوات المنزلية تعاني من حالة ركود شديد، بعد ارتفاع الأسعار منذ قرار تحرير سعر الصرف فضلا عن ارتفاع سعر الدولار الجمركي.
فيديو قد يعجبك: