لماذا كانت السعودية وجهة المصريين الأولى للعمل بالخارج في 2016؟
كتبت - نورا ممدوح:
تصدرت السعودية المرتبة الأولى خلال العام الماضي في عدد تصاريح العمل الممنوحة للمصريين للعمل هناك دون باقي الدول، لتحتل المركز الأول كوجهة مفضلة للعمالة المصرية بالخارج.
ووفقا لتقرير صدر السبت، عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، استحوذت المملكة العربية السعودية على معظم العمالة المصرية العاملة بالخارج، حيث بلغ عدد تصاريح العمل الممنوحة للمصريين للعمل بها خلال عام 2016، نحو 684.6 ألف تصريح بنسبة 56.1%، من إجمالى عدد تصاريح العمل على مستوى الجمهورية، والبالغة 1.2 مليون تصريح.
وقال عادل حنفي رئيس اتحاد العاملين المصريين بالسعودية، إن السعودية تحتضن أكبر جالية مصرية على مستوى العالم، حيث أنها تضم ما يقرب من 2.5 مليون مصري.
وأضاف حنفي لمصراوي، أن السبب الرئيسي في زيادة عدد العمالة المصرية بالسعودية عن غيرها من الدول، هو طلب السعودية العمالة الفنية بأعداد كبيرة، فضلًا عن مجالات المحاسبة الطب والصيدلة والتي تتوافر بكثرة بين العمالة المصرية.
وأوضح أن السبب الثاني لزيادة العمالة المصرية بالسعودية، هو التقارب بين القاهرة والرياض في العادات والتقاليد، فضلًا عن تزاوج بعض الأسر المصرية والسعودية ما أدى إلى نشوء علاقات قوية بين البلدين.
لكنه أضاف أن القرارات الجديدة الخاصة بزيادة الرسوم المفروضة على المرافقين للعمالة أدت إلى اتجاه عدد كبير من العائلات إلى ترك السعودية والعودة إلى مصر نتيجة لارتفاع تكلفة الإقامة داخل المملكة. وقال "هناك ما يقرب من 600 ألف أسرة مهددة بالعودة إلى مصر نتيجة زيادة الرسوم التي لم تفرض على الجانب المصري فقط؛ بل فرضت على جميع المقيمين من جميع الجنسيات".
من جانبه، وأرجع علاء سليم، أمين عام الاتحاد العام للمصريين بالخارج، سبب إقبال المصريين على العمل بالسعودية العام الماضي، إلى ثقة المملكة في العامل المصري، وكذلك كون المملكة هي الأكبر من حيث القوة الاقتصادية والمساحة الجغرافية في منطقة الخليج.
وأضاف سليم أن المملكة تعتبر أيضاً هي الدولة التي تفضلها القوى العاملة المصرية لقربها من مصر جغرافيا، فضلًا عن توافق الرؤى السياسية بين مصر والسعودية وصلة الرحم بين شعبي البلدين.
وقال هناك ارتباط وجداني يجمع مصر والمملكة لوجود الحرمين الشريفين وارتباط الشعب المصري المسلم الوسطي بالمناسك والشعائر الإسلامية. بشكل عام لدى شعوبنا العربية عامة والشعب المصري والسعودي خاصة ارتباط إنساني حضاري، حيث الحضارة الإسلامية ومركز الإشعاع الديني المعتدل في الأزهر الشريف".
كما أكد النائب البرلماني فايز أبو خضرة عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، أن السعودية هى العنصر الجاذب للعمالة المصرية، باعتبارها قبلة لهم جميعا لأداء الشعائر الدينية مثل العمرة أو الحج وهو مايعتبر من أهم أولوياته، بالإضافة إلى أنها تستوعب عدد كبير من العمالة بخلاف دول الخليج الأخرى ذات المساحة الصغيرة.
ولفت أبو خضرة إلى أن السنوات الماضية شهدت زيادة في أعداد المسافرين إلى السعودية بسبب ما شهدته من طفرات في البترول، إلا أن هذا العام أتوقع أن تقل هذه الأعداد بسبب الحرب التي خاضتها السعودية باليمن، فضلًا عن تراجع الاقتصاد، وهو ما تسبب في تراجع عدد العمال المصريين بشكل كبير عن السنوات الماضية.
وأكد عضو مجلس النواب أن من بين الأسباب التي تعتبر جاذبة للمصريين، هي ملائمة ظروف المعيشة ذات التكلفة المنخفضة بالسعودية مقارنة بدول الخليج الأخرى، مشيرًا إلى أن قرار زيادة الرسوم على المقيمين من مرافقي العمالة، سيؤثر على عدد المصريين هناك.
فيديو قد يعجبك: