- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
خلال السنوات العشرة الأخيرة توسعت مدينة 6 أكتوبر بصورة كبيرة، وتزايد عدد سكانها أيضا، ففتحت هيئة المجتمعات العمرانية أفاقا جديدة لتوسعات المدينة من اتجاهات متعددة، ثم قررت الهيئة تقسيم المدينة إلى ثلاث مدن منفصلة لكل منها إدارة وجهاز مدينة خاص بها، هي 6 أكتوبر وأكتوبر الجديدة وحدائق أكتوبر.
وفي حدائق أكتوبر أعيش منذ 6 سنوات قبل أن تصبح مدينة مستقلة، وعندما حولوها لمدينة كان يطلق عليها كغيرها مصطلح " مدينة جديدة " ومن هذا المنطق وباعتباري وغيري قررنا الخروج من الأحياء القديمة التقليدية بزحامها وعشوائيتها، كان علينا أن نتقبل مستوى الخدمات التي نحصل عليها، ومستوى التنظيم والشوارع وغيره .. مدينة جديدة تنمو على مراحل وخدماتها تتحسسن مع الوقت، وإن تأخر.
مؤخرا قررت الجهات المعنية ترقية مدينتنا وغيرها من المدن الجديدة وأطلقوا عليها " المدن الذكية أومدن الجيل الرابع "، الحمد لله أصبحنا نسكن في مدينة من هذا النوع، ولكن الاسم يعني الكثير، فمدينة ذكية يجب أن تتمتع بتخطيط جيد وخدمات على أعلى مستوى، ابتداء من الطرق والميادين وتخطيطها وصورتها الجمالية، مرورا بالاهتمام بالحدائق المفتوحة والمساحات الخضراء، والأشجار المنتشرة في كل مكان، وصولا لخدمات أساسية مثل التليفونات التي تعتمد على الألياف الضوئية، والإنترنت فائق السرعة، والغاز الطبيعي، وشبكة نقل جماعي فاخرة.
هذا هو ما نعرفه عن الحد الأدنى لشكل المدن الذكية، ولن نتحدث عن صناديق قمامة وبالوعات صرف للأمطار ومثلها للصرف الصحي تعمل جميعها بالإنترنت، ويتم التحكم فيها عن بعد، حيث ترسل صناديق القمامة والبالوعات إشارات إلكترونية للمختصين والسيارات المختصة بنقل القمامة قبل امتلاء الصناديق أو طفح البالوعات. هذا طبعا إلى جانب أعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية وتكون مكونا أساسيا من مكونات الجمال في المدينة.
هذه هي سمات المدن الذكية، فماذا عندنا في مدينتا الذكية جدا جدا ؟ تخيلوا أن حدائق أكتوبر بعد أكثر من 15 سنة من بدء الإنشاءات بها، والتي تضم الآن مئات الآلاف من الوحدات السكنية بفئاتها المختلفة، أغلب سكانها لا يتمتعون بخدمة التليفون الأرضي وبالتالي ليس لديهم خدمات إنترنت سريعة وبأسعار مقبولة مثل باقي البشر، ويعتمدون على إنترنت الموبايل بتكلفته المرتفعة ومستوى الخدمة المتدني.
ولا تزال نسبة معقولة من السكان يحصلون على خدمات الإنترنت من خلال شركات تقوم بتركيب شبكات تقوية بدائية أعلى أسطح العمارات وتمد المواطنين بالخدمة عبر وصلات طويلة تشبه وصلات الدش التي كانت منتشرة باشتراكات شهرية في كثير من أحياء مصر في التسعينات من القرن العشرين.
ليست الأزمة هنا فقط، وإنما قطاع كبير من سكان المدينة الذكية لا يتمتعون بخدمات الغاز الطبيعي، ويعتمدون على اسطوانات البوتاجاز مرتفعة السعر، والتي تكلف الدولة أيضا اموالا كبيرة لدعمها، بينما لدينا فائض من الغاز الطبيعي ومعدلات تصديره تتزايد كل عام.
ورغم أن وزارة البترول لديها خطة طمحة لزيادة عدد الوحدات التي تعتمد على الغاز الطبيعي فلا نعرف أين هذه الخطة؟ وإن لم تكن في المدن الذكية فأين ستكون؟
لن أحدثكم عن مستوى الشوارع المليئة بالمطبات العشوائية والتكسير والحفر، ولا حتى عن أسماء هذه الشوارع والميادين التي تخلو من أي إبداع مثل "طريق الحرية- ميدان كليوباترا " وهكذا، وكلها أسماء متكررة في كل الأحياء والمدن، فلم يكلف السائدة المسئولون أنفسهم عناء اختيار أسماء مختلفة أكثر تناسقا وجمالا لا سيما والمدينة تطل على أهرامات الجيزة والمنطقة السياسية المفتوحة الجاري العمل عليها.
أما النقل الجماعي، وإن تحسن بصورة كبيرة مؤخرا، فإنه لا يزال في مستوى المدينة الجديدة الناشئة حديثا، دون أي علاقة بفكرة المدن الذكية ومدن المستقبل وخلافه.
خلاصة القول إنه من الجميل أن تحلم، وعظيم أن تطلق الأسماء والمصطلحات البراقة، ولكن الأجمل والأعظم أن يكون لكل هذا أثر في الواقع، أن يشعر به أًصحاب المصلحة، وأن يعيشه السكان كواقع ملموس، دون هذا فإنك كمن ينقش على الماء.
إعلان