- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
كان رجال هتلر يزرعون ميكروفونات في أرجاء ستاد نورمبرج؛ لإذاعة التصفيق الوهمي أثناء حديثه للحشود، حتى يدفع الجماهير للتصفيق الجماعي، ومن ثمّ إثارة مشاعرهم والتأثير عليهم؛ لإحكام سيطرة النازي، والحيلة أيضاً فعلها مطربون لاستدعاء التصفيق من الجمهور والتلاعب باهتمامه وعواطفه، كما يذكر الدكتور عماد عبداللطيف في كتابه المهم "لماذا يصفق المصريون؟".
استدعاء التصفيق بالخداع لا يختلف كثيراً عما تفعله بعض المنصات الإخبارية الرقمية في بثها اليومي المباشر عبر فيسبوك، فالجميع دخلوا دائرة الخداع الجهنمية عبر المشاهدات المليونية التي لا تهتم، في الغالب، بالمضامين الحقيقية الملتزمة بالوظيفة الإخبارية لهذه المنصات؛ ولهذا رأينا كل هذا الركام من المحتوى الوهمي الذي يهدد المهنة.
محتوى وهميٌّ لا يُعبر عن قيم انتقاء الأخبار والقصص المتعارف عليها في الصحافة، فكل قصة أو خبر تخضع لما يسمى بـ"التاءات الأربع"؛ هي التأثير والتغيير والتقارب والتسلية، حسب المدرسة البريطانية ودليل الإرشادات التحريرية للصحفيين المصريين في تحديد القيم الخبرية.
التأثير: يعني الأثر المباشر أو غير المباشر على حياة الناس؛ أخبار الطقس مثلا. التغيير: تغيير يقع في حدث اعتيادي؛ مثل إقلاع طائرة يوميا لوجهة ما ولكنها إذا سقطت فهنا خبر وقصة. التقارب: سواء كان إنسانيا؛ مثل مأساة الطفل ريان، أو جغرافيا؛ مثل اندلاع حرب في محيطك الجغرافي. التسلية والترفيه: إحدى وظائف الإعلام؛ مثل أخبار الفن والمشاهير.
كيف لطبيب أن يمسك مشرط الجراحة دون أن يكون ملتزماً بمعايير حاكمة لمهنته كي يحافظ على سلامة الناس وأرواحهم، هكذا الصحفي فهناك معايير مهنية تحكم ممارسته؛ منها النزاهة والإنصاف والموضوعية والدقة والعمق والتوازن والإقرار بالخطأ، هجرتها للأسف بعض المنصات، وخرجت عليها وأمْعَنت في تجاوزها وتوحّشت في انتهاكها يومياً في بثها المباشر.
للخارجين عن المهنة وعلى المهنة في البث المباشر، صنوف وألوان نلخّصُها في التالي:
أولا: المحررون المندهشون:
هؤلاء تجمعهم الدهشة دائماً عند التجوّل في الشوارع، وأحيانا الاصطناع، فإذا شاهدوا شيئاً معتاداً نراه يومياً ولا يحمل أي قيمة خبرية أو قصة تستحق، يتعاملون معه على أنه شيء جديد وعجيب، رغم أنه بديهي واعتيادي ولا يصلح للمعالجة الصحفية؛ "مثال: أسرع وأغرب طريقة لتقطيع البطيخ وشاروخان القناوي".
ثانيا: ملاحقو التيك توك:
مصدر بثهم المباشر اليومي ترندات تيك توك بكل خفّتها وسوئها، وكذلك خداعها وإلحاق الضرر بالناس؛ مثل "الجملي هو أملي، والسيدة التي تطبخ الكفتة في غرفة النوم".
ثالثا: أسرى أفعل التفضيل:
كل ما يشاهدونه أو يرونه يستخدمون معه أفعل التفضيل؛ ولهذا رأينا "لايفات" ساذجة عن أغرب طريقة لتقطيع البطيخ، وأجدع بنت في المحروسة و"أجمد شاندويتش" في الكرة الأرضية بدون أي سند أو بينة تثبت ما يدعون.
رابعا: المتاجرون بمعاناة البشر:
هؤلاء هم الأسوأ على الإطلاق، لأن هناك شعرة بين مساندة البشر واستغلالهم فيما يخص معاناتهم، فهناك فارق كبير بين المعالجة والمتاجرة لمساعدة المحتاجين والمرضى والمكروبين، فلا يمكن - كما فعل أحدهم- تقديم مريض لديه داء نادر بأوصاف مسيئة لجلب المشاهدات المليونية دونما أي اعتبار إنساني أو استضافة سيدة لديها مرض عقلي لتتحدث عن مأساة أسرتها.
خامسا: المروّجون للخرافة والأساطير:
هؤلاء من عشاق السحر وأفلام الرعب وقصص الجن والعفاريت، منشغلون بالغيبيات واللهث وراء الأعمال السفلية والبحث في المقابر عن آثار الشعوذة والدجالين، أحدهم انشغل بكتابات تظهر على الأجساد على طريقة مسلسل أكرم حسني "مكتوب عليا" في رمضان الماضي.
سادسا: مقدمو الافتراضات على أنها حقائق:
كل مايفترضونه أو يظنونه يقدمونه على أنه الحقيقة حتى ولو لم تتوافر لديه معلومة أو دليل على إصدار أحكامه أو الجزم بأسباب الواقعة أو الحدث الذي يغطيه.
ثامنا: هواة التمثيل:
تحوّل هؤلاء إلى ممثلين هواة سذج ضلّوا طريقهم، فمكانهم ليس الصحافة، فمعاهد التمثيل تنتظرهم كي يتعلموا ويتخلصوا من رداءة الأداء، فما يقدمونه لا يمُت للصحافة بصلة، وممارستهم ليست إلا خداعاً للجمهور وحيلهم لا تنطلي على الأطفال.
تاسعا: المنخدعون سلفاً:
هؤلاء قرروا أن يقبلوا من البداية أي رواية تطرح أمامهم، بل ويقاوموا أي تغيير فيها في البث حتى لا تسقط وتخيب قصصهم اللامعقولة الساذجة، ولنا في قصة "لايفات" أشرف السعد وعروس الإسماعيلية والترويج لمنتجات ضارة بالصحة العبرة والدليل.
عاشرا: الجهلة العصاميون:
هؤلاء لا يقرأون ودخلوا الصحافة من أبواب خلفية، ومن بينهم مبتدئون لا يدركون ما يفعلون، فحتى أبجديات العمل الصحفي يجهلونها، فلا يفقه كيف يسأل أو يدرك ما هي مهمته في الأصل؟ وواقعة إلهام شاهين مع أحدهم تشرح الكثير عندما فشل في طرح سؤال عليها، فسألته بقسوة: هل أنت صحفي؟
حادي عشر: عاشقو الاختراعات الوهمية:
هؤلاء ينبهرون بكل ادعاء بالاختراع لأمور أو أشياء في الواقع دون إعمال أي معايير أو البحث عن أسانيد أو حتى السؤال عن براءة الاختراع أو إي إطار علمي.
ثاني عشر: البُلداء جالبو القصص القديمة:
هؤلاء همُّهم النبش في الماضي من فرط بلادتهم، لتقديم قصص قديمة على أنها جديدة، فيتلاعبون بذاكرة الناس واهتمامهم. قصة الصيدلي القبطي الذي خرج جميع سكان القرية المسلمين لتشييع جنازته مثالاً، وكان السبب فيها موقع لقناة فضائية إخبارية عربية كبيرة.
ثالث عشر: عبيد التشبيه:
هؤلاء أفرطوا في تشبيه الناس بنجوم الكرة والفن بشكل مزعج، وأعطونا المثال على عيون لا ترى وبصيرة لا تبصر، فأفسدوا الأمر وصار فقرة سخيفة على التايم لاين.
رابع عشر: المتعاطفون والعاطفيون:
هؤلاء متعاطفون دائماً مع الضيف، ومن ثم يقبلون أي رأي أو وجهة نظر يطرحها حتى لو كانت خوضا في عرض أي إنسان أو إطلاق اتهامات يحاسب عليها القانون، أما العاطفيون فهؤلاء الذين يبحثون في المساحات الخاصة للمشاهير ويشغلهم الفارق بين قُبلة الممثل فلان عن الممثل فلان للفنانة علان.
البث المباشر أظهر أمراض الصحافة بوضوح ودفعها إلى مقصلة التقييم والملاحقة باللعنات من الناس؛ لأن بعض المؤسسات الإخبارية الرقمية تجاهلت أن البث المباشر صحافة أيضاً، من الواجب إخضاعه لقيم ومعايير المهنة حتى لا يتحول إلى خطر على المجتمع والناس، فنرى الضحية متهماً، والمتهم ضحية، وننتصر فيه للشاذ والساذج وغير المعقول من الأمور ونروّج فيه للرداءة.
لا يوجد سبيل للهروب من كهف الاستخدام غير الرشيد للبث المباشر إلا بالعودة إلى جذور المهنة التي تلتزم الأخلاق والضمير الإنساني.
إعلان