إعلان

صحيفة أمريكية: نصر قريب على تنظيم "داعش" الإرهابي.. لكن ماذا بعد؟

12:30 ص الأربعاء 18 أكتوبر 2017

داعش

واشنطن - (أ ش أ)
قالت صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إن تنظيم (داعش) الإرهابي الذي كان مُهابا ومخيفا يوما بات يترنح في أيامه الأخيرة بعد أن أعلن مقاتلون أكراد مدعومون من الولايات اليوم استعادة السيطرة على الرقة تلك المدينة التي أعلنها التنظيم قبل سنوات عاصمة لخلافته المزعومة.

وأوضحت الصحيفة، أن هذا إنجاز سريع وجدير بالملاحظة لتحالف غير متوقع من الأصدقاء والأعداء وحتى مدعي الصداقة الذين نحوا نزاعاتهم الأخرى جانبا للتركيز على سحق هذا التنظيم البربري.. وتساءلت الصحيفة عما إذا كان ذلك سيمهد لهدوء نسبي في الشرق الأوسط، لكنها قالت إن ما يبعث على الحزن أن ذلك ليس مرجحا.

وقالت إن هناك ثلاثة سيناريوهات الآن للوضع في المنطقة، الأولى "الإنهاك" مشيرة إلى أنه صحيح أن القتال أنهك جيوش المنطقة وكذلك (داعش) غير أنه من المرجح أن يواصل هذا التنظيم الإرهابي دفع الهجمات الإرهابية في أنحاء العالم وهذا ما يدعونا إلى ضرورة إيجاد استراتيجية دولية لسحق عمليات التوظيف التي يقوم بها على شبكة الإنترنت وترويجه للفكر المتطرف بين الشباب.

وأشارت الصحيفة إلى أن السيناريو الثاني هو "أصدقاء الأمس.. أعداء اليوم" موضحة أنه بعد أن أسقطت عاصمة الخلافة أصبح حلفاء الأمس أعداء اليوم، موضحة أن الجيش العراقي والمقاتلين الأكراد، وهما حليفان للولايات المتحدة، ساعدا في إسقاط (داعش) لكن ولسوء الحظ أصبحا الآن على وشك الاصطدام ببعضهما البعض، فقد أعلنت الحكومة العراقية السيطرة على مدينة كركوك الشمالية بعد تصويت الأكراد لصالح الاستقلال عن العراق قبل أسابيع بينما تعارض تركيا وسوريا المجاورتان استقلال كردستان العراق.

وأوضحت أنه في ظل غياب عملية دبلوماسية أمريكية قوية بات خطر الحرب يلوح في الأفق.

ومضت الصحيفة تقول إن هناك سيناريو آخر وهو "الفوضى" وهي فرصة ينتظرها خصما الولايات المتحدة، إيران وروسيا فكلاهما استخدما الحرب ضد (داعش) لتوسيع موطئ أقدامهما في المنطقة.

وقالت الصحيفة إن السؤال الذي بات يطرح نفسه هو كيف ستتعامل واشنطن وحليفتها إسرائيل مع هذين المنافسين اللذين يسعى كل منهما إلى زيادة نفوذه في الشرق الأوسط.

وأضافت أن إحكام (داعش) قبضته على السلطة وتكتيكاته الوحشية تمكنت من توحيد الولايات المتحدة وقائمة من خصومها وحلفائها ومن ثم وجدت الولايات المتحدة نفسها في خندق واحد مع روسيا والعراق وإيران وسوريا وتركيا.

وقالت الصحيفة إن الإبقاء على هذا التحالف الهش متماسكا لم يكن بالأمر السهل، مشيرة إلى أن القوات العراقية والمليشيات المدعومة من إيران والمدعومة بالغارات الجوية الأمريكية وقوات الكوماندوز الأمريكية قاتلت مسلحي (داعش) في الموصل في حرب شوارع لمدة تسعة أشهر وفي هذه الأثناء تحركت مليشيا كردية عربية مشتركة سورية نحو الرقة بينما أطلقت روسيا وتركيا غارات جوية مشتركة ضد معاقل (داعش) في سوريا وسمحت تركيا للقوات الحليفة باستخدام قاعدتها الجوية في (إنجرليك).

وشددت الصحيفة على أنه بدون المصالحة تبقى العراق على طول خطوط صدع طائفية وعرقية ذات تاريخ من الخلافات ومشاعر الاستياء وهذا يعني أن مقاتلي (داعش) قد يعيدون ترتيب صفوفهم ويطلقون تمردا قد يشكل اختبارا مرة أخرى لمدى جاهزية القوات العراقية.

وأوضحت أن المهمة الرئيسية الآن هي وأد النزاع المتنامي بين القوات العراقية والأكراد في مهده حيث أن القتال في العراق قد يشعل فتيل نزاع أوسع لأن تركيا وإيران سوريا يعارضون دولة كردية مستقلة وسطهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة طالما حاولت الحفاظ على العراق كدولة موحدة وإن هذا إذا ما كان له أن يحدث فهناك حاجة لواشنطن أن تتوسط في صفقة بين الأكراد والحكومة العراقية وأن أحد أوراق المساومة هي أن تعطي الحكومة العراقية الأكراد حصة أكبر من عوائد حقول النفط بالأراضي الكردية.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان