جامعة كامبريدج تمنع طلابها العرب من الدراسة في فلسطين بسبب الاحتلال
كتب – محمد الصباغ:
قررت جامعة كامبريدج البريطانية حظر سفر الطلاب العرب من الدراسة في فلسطين، خوفًا من قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بترحيلهم.
وتسمح الجامعة لطلابها بدراسة في الخارج لمدة عام. ويأتي القرار بعدما تعرض عدد من طلابها هناك للترحيل أو الخضوع لتحقيقات يجريها الأمن الإسرائيلي.
وبحسب صحيفة "إيفنينج ستاندر" البريطانية، واجه خمسة من الطلاب الذكور وأربع من الإناث صعوبات عندما هبطت طائراتهم في مطار بن جوريون في تل أبيب، خلال العام الدراسي 2016/2017.
ونقل تقرير الصحيفة المنشور اليوم الإثنين أنه وبسبب عدم الاستقرار في الشرق الأوسط تكون الاختيارات في الشرق الأوسط محصورة تقريبًا بين دولتي مصر والأردن.
وكانت أولى الدول التي أزيلت من قائمة الجامعة هي سوريا حيث تشهد حربًا أهلية منذ عام 2011، مما أنهى تعاون طويل بين جامعتي كامبريدج ودمشق.
وحينما يقرر طلاب السفر ودراسة اللغة العربية يختارون أحيانًا جامعة بيرزيت في مدينة رام الله الفلسطينية. وحتى يصلون إلى هناك، عليهم إما السفر إلى تل أبيب ثم التوجه إلى الجامعة، أو السفر عبر الأردن والمرور بمعابر تسيطر عليها إسرائيل.
لا تعطي الحكومة الإسرائيلية تأشيرات للطلاب من أجل الدراسة في الضفة الغربية المحتلة، وذلك برغم من فعلها لذلك حينما يكون الطلاب سيدرسون في الجامعات العبرية. ولذلك لا يستطيع الطالب البقاء لأكثر من ثلاثة أشهر حيث يُجبر على الخروج ثم إعادة الدخول مرة أخرى بتأشيرة سفر جديدة.
وبحسب الصحيفة البريطانية، مع التشديدات الإسرائيلية في النقاط الأمنية عبر السنة الماضية، واجه الطلاب الكثير من المعوقات التي تمنعهم من الدراسة.
وقالت كلودي ريكارد، 21 عامًا، التي تم ترحيلها بعد 6 ساعات من التحقيق وإبقاءها في مركز احتجاز في بداية هذا العام: "وجدت أن عدد من الطلاب من جامعات مختلفة حول العالم، طردتهم إسرائيل لأنهم اعترفوا بدراستهم في فلسطين".
طُردت "ريكارد" من هناك وتم منعها من دخول إسرائيل، وفقًا للصحيفة أيضًا.
وتابعت الفتاة: "لم أفعل شيء خطأ. لم أرتكب أي جريمة أو شيء غبر قانوني، لكن بمجرد أن عرفوا أنني ربما أقضي وقتي في الدراسة بالضفة الغربية تغيير نهجهم في الحديث معي بالكامل. صرخ المحققون في وجهي بأشياء مثل (هذه دولتنا). وقالوا إنهم أغلقوا هاتفي وتحدثوا مع كل عائلتي وأصدقائي وأنني أعمل كمتطوعة في فلسطين، وكل ذلك غير حقيقي".
كما مُنع طالبة أخرى في جامعة كامبريدج هذا العام بعد ساعات من الاستجواب بعدما حاولت العودة مرة أخرى من الأردن من خلال المعابر التي يسيطر عليها الاحتلال. وأضافت الصحيفة أن طلاب من جامعات أخرى في لندن والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، واجهوا تجارب مشابهة.
وقال متحدث باسم الفلسطينيين في جامعة كامبريدج: "نشعر بحزن كبير بعدما أُجبر قسم الدراسات الأسيوية والشرق أوسطية على حظر طلابهم من الدراسة في الضفة الغربية".
وتابع لـ "إيفنينج ستاندر" أنه لسوء الحظ لن يكون طلاب جامعة كامبريدج قادرين على الدراسة بأحد أعرق الجامعات في الشرق الأوسط، و"رفضت الفرصة لمعرفة تأثير الاحتلال".
وقال متحدث باسم جامعة كامبريدج إن الأمر مؤسف، لكن واجبنا الأول هو أن يستطيع الطلاب إنهاء عامهم الدراسي في الخارج بدولة تتحدث اللغة العربية.
فيديو قد يعجبك: