"الإيكونوميست": ارتباك إدارة "ترامب" أدى إلى تفاقم مشاكل المنطقة العربية
كتب - عبدالعظيم قنديل:
سلطت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية الضوء على سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، والتي وصفتها بـ "المشوشة والمرتبكة".
وقالت المجلة البريطانية إن حقبة الرئيس ترامب تتزامن مع تغييرات جذرية داخل المملكة العربية السعودية، في إشارة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مضيفة أن تحركات الأسرة الحاكمة بالسعودية تسببت في إثارة قلاقل داخل البلدان المجاورة وحلفائها.
ويقف الأمير محمد بن سلمان وراء الإصلاحات الاقتصادية الشاملة التي تهدف إلى إنهاء اعتماد المملكة على النفط كجزء من حملته، بعد أن أعلن في عام 2015 عن خطة إصلاح اقتصادية واجتماعية "رؤية 2030" التي تهدف إلى إنهاء إعتماد الاقتصاد السعودي على عائدات النفط وإجراء إصلاحات اجتماعية.
ويضيف التقرير "وجد السعوديون مساندة لافتة من مسؤولي البيت الأبيض، خاصة من مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاريد كوشنير، كما يعتقد الفريق المرافق لترامب أن الأمير محمد سلمان يقوم بإصلاحات اقتصادية واجتماعية ودينية".
وبحسب المجلة البريطانية، لم يبدو على الإدارة الأمريكية أي اهتمام بالحرب الدائرة في اليمن، وحرص ترامب بمساندة الجهود التي تقوم بها المملكة لحصار قطر، بالإضافة إلى حملة تطهير الفساد، رغم الشكوك التي تنتاب دبلوماسيي الولايات المتحدة.
كما أشار التقرير إلى ابتهاج السوريون بعد قصف قاعدة الشعيرات، في أعقاب الهجوم الكيماوي، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكترث بعدها بالوضع في سوريا، حتى تصدر كل من روسيا وإيران المشهد السوري بجانب الرئيس السوري بشار الأسد.
ونفذ الجيش الأمريكي، في أبريل الماضي، ضربة صاروخية استهدفت قاعدة جوية للقوات السورية رداً على "الهجوم الكيميائي" الذي تتهم النظام السوري بتنفيذه على بلدة خان شيخون في شمال غرب البلاد.
وذكر التقرير أن وفد المعارضة في محادثات جنيف أصبح أكثر تشدداً بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، في مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، والذي طالبت فيه المعارضة السورية بتنحي الرئيس السوري، ما اعتبرته الحكومة السورية شرطاً مسبقاً للمفاوضات.
وجرى مؤتمر "الرياض 2"، الأسبوع الماضي، بمشاركة نحو 140 شخصية معارضة وبحضور المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
ووفقًا لـ "الإيكونوميست"، ما يزال هناك العديد من حلفاء واشنطن يشعرون بـ"الارتباك" حيال سياسات الرئيس ترامب، برغم دفع "الأكراد" ثمناً باهظاً في محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقام ترامب بقطع المساعدات العسكرية إلى قوات سوريا الديموقراطية، فضلاً عن إجهاض حلم الدولة الكردية دون أن تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحت المجلة البريطانية أنه ليس من الجيد التحامل على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإلقاء اللوم عليه في كل صراعات المنطقة العربية، قائلة: إن "الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما طالب كثيراً بإقصاء الرئيس السوري بشار الأسد، لكنه لم يدعم المعارضة السورية".
ولكي نكون منصفين، ينخرط ترامب بشكل فعلي في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لاسيما وأنه يستعد لكشف النقاب عن خطة سلام في أوائل عام 2018، وذلك بحسب المجلة البريطانية.
فيديو قد يعجبك: