لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كاتبة إسرائيلية عن عهد التميمي: "في النبي صالح فقدت بقايا صهيونيتي"

07:55 م الأحد 24 ديسمبر 2017

عهد التميمي

كتب – محمد الصباغ:

قالت الكاتبة الإسرائيلية، ليزا جولدمان، في مقالها بمجلة تصدر من تل أبيب، إنها فقدت "صهيونيتها" في بلدة النبي صالح بالضفة الغربية المحتلة، وأنه منذ بدأت الذهاب إلى هذه القرية الصغيرة انتهى آخر بقايا حنينها لفكرة قيام دولة لليهود.

وفي مقالها بمجلة "+972" اليوم الأحد، قالت إن مقطع فيديو للطفلة الفلسطينية عهد التميمي وهي تصفع جنديًا إسرائيليًا انتشر بشدة في وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية أيضًا.

وتابعت أن الفتاة ذات الشعر الأصفر والعينين الزرقاوين، يعتبر الإسرائيليون أنها اعتدت على جنودهم لكنه استطاع السيطرة على نفسه أمامها. بينما رأى الجميع عبر العالم أن مراهقة غير مسلحة واجهت بشجاعة جندي مسلح في قريتها. وبدون حتى معرفة الظروف المحيطة بالواقعة، يظهر في الفيديو رجل مدجج بالسلاح أمام فتاة صغيرة بلا سلاح.

ثم بدأت الصحفية في الحديث عن تجربتها في النبي صالح، حيث كانت حاضرة على مدار أشهر خلال مظاهرات أيام الجمعة في قرية النبي صالح، وكتبت: "لم أر أي مراسل صحفي لوسيلة إعلام إسرائيلية. لكنني عدت لأجد التلفزيون الإسرائيلي يتحدث عن المشاغبين في القرية بالضفة الغربية وأن جنودنا تعاملوا معهم بضبط نفس".

واستمرت جولدمان في الحديث، وقالت إن "عائلة التميمي تتظاهر كل يوم جمعة في النبي صالح على مدار عقد تقريبًا، احتجاجا على لمحاصرة المستوطنين الإسرائيليين لهم ومنعهم من الوصول لأماكن مثل عين ماء قريب من القرية".

وتابعت "فقد بني الاحتلال الإسرائيلي المستوطنات بجوار القرية ثم بدأ في خنقها وتم منع الفلسطينيين من الوصول إلى نبع الماء، وحدد خطوط لا يمكن للمواطنين في النبي صالح تخطيها".

وأضافت الصحفية: "كل أسبوع يتجمعون على قمة التلة القريبة بقريتهم، يحملون الأعلام الفلسطينية والرايات، ويسيرون نحو الشارع الذي يفصلهم عن عين الماء. الهدف صريح وهو أنهم يريدون العبور إلى العين. وكل أسبوع، يرسل الجيش قواته إلى القرية وحولها لمنع المتظاهرين من الوصول لهدفهم".

وتابعت أن الأمور تسير كل أسبوع بهذا الشكل: "بمنتصف النهار، تدخل المركبات العسكرية القرية. القوات مدججة بالسلاح ينزلون من المركبات ويقفون بأسلحتهم ويتنظرون. في بعض الأحيان يطلقون النار بمجرد بدء المظاهرة، وفي أحيان أخرى ينتظرون حتى يلقي مراهق حجر نحوهم حتى يطلقوا النيران".

واستعانت الصحفية بتصريح لمتحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أكد لنيويورك تايمز أنه لا توجد أي إصابات بين الجنود بالحجارة في هذه المظاهرات. لكن خلال السنوات الأخيرة الماضية، قتل الجنود وأصابوا عدد من المتظاهرين".

وتابعت في مقالها: "في حادثة شهيرة، فتح أحد الجنود باب سيارته العسكرية وأطلق قنبلة غاز مباشرة نحو وجه مصطفى، ابن عم عهد التميمي صاحب 21 عاما، وقتله. لم يُحاكم أحد أو يدَن بعد هذا القتل".

وأضافت: "في أحد الأيام وقفت على سطح أحد المنازل بالنبي صالح مع ثلاثة فتيات مراهقات يعشن هناك. كنا نتابع المظاهرات من مسافة تبعد حوالي 150 مترًا عن الأحداث. فجأة أحد الجنود الواقفين بالطريق القريب منا نظر نحونا وأطلق قنبلة غاز في اتجاهنا. كما أطلق عدد آخر نحو المنزل، وكسر زجاج النوافذ. قالت الفتاة الأكبر بينهم إن العائلة لم تعد تغير الزجاج المكسور لأنه باهظ الثمن".

كما قالت الصحفية ليزا جولدمان إنها كانت شاهدة على جنود يجذبون أطفال باكين ويدفعونهم نحو سيارات عسكرية، بعدما دفعوا أمهاتهم بعيدًا. وتابعت: "عادة ما يستهدف القناصة الإسرائيليون المتظاهرين العُزّل في النبي صالح بالذخيرة الحية. يقتحمون المنازل وييلقون القبض على السكان زاعمين أنهم سمحوا للمتظاهرين بالاختباء في حدائقهم".

وأضافت أنها وصلت إلى النبي صالح بعدما أمضت سنوات كمراسلة صحفية في قطاع غزة والضفة الغربية، لكن وبحسب قولها: "في النبي صالح فقدت بقايا صهيونيتي (اخترت الكلمة بعدما لم أجد كلمات يمكنني بها وصف حنيني لفكرة دولة لليهود)".

وتابعت: "هذا التحول لم يكن فقط بسبب العنف والوحشية الذين رأيتهم أمام عيني، بل نتيجة رؤيتي لعائلة التميمي وهي تتعرض للعنف أسبوعا بعد أسبوع، وهم يرون أقاربهم جرحى أو معتقلين أو قتلى، ولم يروا بعد أن ثمن المقاومة باهظ. هم فقط يرفضون دفع ثمن مقابل التوقف عن المقاومة".

أسبوع بعد أسبوع، ترحب العائلة بالغرباء في منازلهم بعطف وترحاب. لا يتحدث أحد منهم عن موقف سياسي، فأفعال الحكومة الإسرائيلية أذرعها الأمنية من المستحيل الدفاع عنها. أدركت العائلة تمامًا قوة وسائل التواصل الاجتماعي، لكن أيضًا وبحسب الصحفية لم يوضح أي مقطع فيديو نشروه مدى الوحشية في النبي صالح.

وكتبت الصحفية الإسرائيلية أيضًا: "أنا متأكدة من أن عهد تدرك تأثير مظهرها اللافت. متأكدة من أن باسم التميمي يعرف تمام المعرفة أن حسن استقباله يكسب في صفه القلوب والعقول أكثر مما قد تكسبه محاضرات سياسية. "

"بلا أي أموال، فقط بالتضحية بأجسادهم، ستبقى عائلة التميمي تجذب أنظار العالم نحو مئات الفلسطينيين الأطفال في السجون، ممن لا يملكون الشعر الأصفر والقوة والعائلة الداعمة. يظهرون للعالم صورة الاحتلال في شكلها الحقيقي".

وفي نهاية المقال قالت: "هل إسرائيل بكل هذه الأموال والقوة البشرية في موقف يسمح لها بانتقاد عائلة التميمي لمعرفتهم السبيل نحو نشر قضيتهم؟".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان