نيويورك تايمز: إخوان مصر بين الأزمة الخليجية والنموذج التركي
كتب - عبدالعظيم قنديل:
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير لها يوم السبت، أن جماعة الإخوان المسلمون تلعب دورًا هامًا في أزمة قطع عدة دول عربية علاقاتها مع قطر منذ مطلع الشهر الماضي، حيث ترى العديد من الأنظمة العربية أن تنظيم الإخوان يمثل تهديدا وجوديا، رغم تعرض العديد من قيادات التنظيم للاعتقال أو النفي في بلدان مثل تركيا، مما أدى إلى تقويض تأثير الجماعة على أعضائها.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن تحركات الدول العربية لعزل قطر تنبع من مخاوف إزاء الرؤية التي يروج لها تنظيم الإخوان، والتي تعد تهديدا ضمنيا لمنطقة الخليج العربي، مشيرة إلى تزايد مخاوف الأنظمة الخليجية بعد صعود الإخوان إلى سدة الحكم في مصر، بعد عام 2011، علاوة على دورها في التمرد ضد حكومة الرئيس بشار الأسد في سوريا.
ووفقًا للتقرير، بدا أن جماعة الإخوان المسلمين وفروعها في مختلف الدول العربية، هي القوة القادمة في السياسة الإقليمية في أعقاب انتفاضات 2011، لكن تم القبض على الآلاف من الإخوان، بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي إثر احتجاجات 30 يونيو 2013، حيث تمكنت فئة قليلة من الفرار إلى قطر، إضافة إلى تركيا.
وسلّمت مصر والسعودية والإمارات والبحرين قائمة من 13 مطلبًا لقطر لإنهاء المقاطعة، تضمّنت في جزء منها: قطع قطر كل علاقاتها مع المنظمات الإرهابية والطائفية والإيديولوجية، ووقف جميع وسائل التمويل للأفراد أو الجماعات أو المنظمات الإرهابية، وتسليم الإرهابيين المطلوبين لبلدانهم الأصلية، وكذلك إغلاق قاعدة عسكرية تركية في الأراضي القطرية وقناة الجزيرة القطرية.
وقالت الصحيفة إن قيادات تنظيم تحاول الحفاظ على اتصالاتها مع زملائهم في مصر، ويعيش عشرات من الإخوان في تركيا بدون جوازات سفر، وغير قادرين على تجديد وثائقهم في القنصلية المصرية هناك.
وقالت الصحيفة إن المشكلة الأكبر التي تواجه الإخوان هي الانقسامات في ظل الأسلوب الصارم الذي تنتهجه الحكومة المصرية ضد التنظيم داخليًا وخارجيًا.
وفي إشارة إلى التحركات العربية لعزل قطر، نقل التقرير عن مجدي شلش، القيادي الإخواني الذي غادر مصر إلى تركيا، قوله: "نحن نجلس هنا ولا يمكننا فعل أي شيء".
وقال شادي حامد، مؤلف كتاب "الاستثناء الإسلامي"، إن "الإخوان يقدمون نوعا مختلفا من الشرعية الدينية... ستظل (الجماعة) التهديد الأكبر للسعودية والامارات".
من جهته، قال أيمن عبد الغني، متحدث باسم الإخوان، "إن الاتصالات بأعضاء الجماعة داخل مصر شبه منقطعة، حتى لو كان لديك أحد أفراد العائلة هناك، فمن الصعب الوصول إليهم".
كما نقلت الصحيفة عن أحمد جاد، وهو عضو في الإخوان، قوله إن "حياتنا مدعومة من المؤسسات التركية والقطرية، والأفراد الأثرياء في جماعة الإخوان."
ولفت التقرير إلى حدوث انقسامات داخل تنظيم الإخوان حول معالجة موقفهم مع الحكومة المصرية، وقد انقسموا بين أولئك الذين يدعمون النهج الهيكلي القديم، وفصيل آخر يحبذ مواجهة أكبر مع الدولة المصرية.
وهناك رأي آخر، من أمثال عبد الله كريوني، وهو طبيب يبلغ من العمر 31 عاما، والذي يجد أن كلا النهجين غير واقعيين، منوهًا إلى أن المجموعة الأولى تنتظر من الله أن يجعلها منتصرة دون إتقان الأدوات السياسية التي ستجعلها منتصرة"، بينما المجموعة الثانية قد تقود البلاد إلى تجارب مماثلة لسوريا والجزائر.
في هذا الصدد، قالت الصحيفة الأمريكية إن العديد من أعضاء تنظيم الإخوان استفادوا من سنوات المنفى في تركيا، حيث أن تجربة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ستؤثر على منهج العديد من قيادات الجماعة هنا، بالنظر إلى سعى الرئيس التركي في بداياته إلى إقامة تحالفات مع الليبراليين، ولكن منذ أن بدأ الإخوان في الانتقال إلى تركيا، شرع أردوغان القضاء على خصومه، وخاصة بعد الانقلاب الفاشل في العام الماضي.
تقول مونيكا ماركس، وهي أكاديمية في جامعة "أكسفورد"، تدرس جماعة الإخوان المسلمين، إن النهج الذي اتبعه الرئيس التركي يزيد من حماسة الإخوان، مضيفة "هم يرون نموذجا بالغ الأهمية في الممارسة العملية، وأخشى أن يعزز ذلك بعض توجهاتهم الاستبدادية."
فيديو قد يعجبك: