دحلان: فتح معبر رفح في أغسطس.. و100 مليون دولار لكهرباء غزة
كتبت - منن المشري:
توقع القيادي الفلسطيني، محمد دحلان، الأحد، فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة بحلول أواخر أغسطس المقبل، وأن يتم تأمين تمويل لمحطة كهرباء في القطاع المحاصر بقيمة 100 مليون دولار.
وقال دحلان، في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، إن توافقه مع قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، ساعد في تشكيل تحالف لم يسبق له مثيل بين قياديين من حركتي فتح وحماس المتنافستين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشارت الوكالة إلى أن دحلان والسنوار تربيا معا في شوارع مخيم خان يونس في جنوب غزة، قبل انضمامها إلى الحركتين المتنافستين.
وأجرت الوكالة المقابلة يوم السبت عبر الهاتف من الإمارات العربية المتحدة حيث يقيم دحلان البالغ من العمر 55 سنة.
وقال دحلان "لقد أدركنا أن الوقت قد حان لإيجاد سبيل للخروج من غزة ". وقال ان الجانبين تعلما دروسا من التنافس المدمر في السابق.
ولفتت أسوشيتد برس إلى أن الاتفاق الذي تدعمه مصر والإمارات في مراحله الأولى. ورغم عدم وجود ضمانات للنجاح، إلا أنه يبدو أن جميع المعنيين بالأمر مستفيدون.
ووفقًا للوكالة الأمريكية، يمكن الاتفاق مصر من احتواء حركة حماس والمسلحين على حدودها، من خلال ترتيبات أمنية. كما أن دحلان أمامه فرصة للعودة إلى الساحة السياسية الفلسطينية. أيضا يمكن لحركة حماس إطالة أمد حكمها من خلال فتح المعبر الحدودي مع مصر.
ومن شأن هذا الاتفاق أن يوجه ضربة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحسب الوكالة، التي أضافت أيضا أن تحالف حماس ودحلان من شأنه أن يزيد من تهميش عباس المدعوم من الغرب البالغ من العمر 82 عامًا.
ولفتت أسوشيتد برس إلى أن فتح الحدود وإحياء اقتصاد قطاع غزة، من بين أهداف اتفاق حماس ودحلان. كما أنه يمكن أن يضعف من تطلعات تأسيس دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية، من خلال خلق "دولة صغيرة" في غزة.
وسعى القادة الفلسطينيون على مدى أكثر من عقدين بمن فيهم عباس دون جدوى إلى إقامة دولة في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية في مفاوضات مع إسرائيل. تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل كانت قد استولت على تلك الأراضي في حرب الشرق الأوسط عام 1967 انسحبت من غزة في عام 2005 ولكنها تحتفظ بقبضة شديدة على البقية.
ورفض دحلان في المقابلة المخاوف من أن تعامله مع حماس سيحول غزة تدريجيا إلى كيان منفصل.
وقال "إننا وطنيون وليس انفصاليون"، مضيفا أنه سيبذل كل ما في وسعه لمنع المزيد من الانفصال عن الأراضي الفلسطينية.
وأكد أنه لم يعد يطمح في أن يحل محل عباس على رأس فلسطين.
وقال "ليس لدي أي طموحات لرئاسة الجمهورية، ربما كان هذا هو الحال عندما كنت أصغر سنا، ولكن الآن أرى الوضع... 70 في المئة من الأرض في أيدي الإسرائيليين، وليس لديهم نية لإعطائنا دولة".
ذكر دحلان إن الاتفاق الجديد يهدف إلى إحياء المؤسسات السياسية الفلسطينية التي أصيبت بالشلل منذ انقسام عام 2007 بين حماس وفتح. وسيشمل ذلك محاولة جديدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وإحياء البرلمان الفلسطيني.
وقال إن عباس موضع ترحيب لقيادة هذه الجهود، لكن "لن ننتظره إلى الأبد ليتخذ خطوة."
ولفتت الوكالة إلى فشل كل الجهود السابقة بقيادة عباس لتشكيل حكومة وحدة مع حماس، حيث رفض الجانبان في نهاية المطاف التخلي عن السلطة في أراضي كل منهما. في الأسابيع الأخيرة اتخذ عباس نهجا مختلفا، مما زاد من الضغط المالي على غزة لإرغام حماس على التخلي عن الأرض هناك.
قال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية بحركة فتح، ومسئول ملف المصالحة الوطنية، الأحد، إن تفاهمات دحلان و حماس "لن تذهب إلى أي مكان".
وأضاف أن السلطة الفلسطينية في غزة تدعم غزة بقيمة 1.2 مليار دولار سنويا تغطي أجور الموظفين السابقين ومدفوعات الرعاية الاجتماعية والكهرباء. وأشار إلى أن دحلان وحماس لن يكونا قادرين على تغطية هذه المبالغ، وقال "مصر أكدت لعباس إنها لن تساعد أي كيان جديد في غزة".
وقال مشاركون إن المفاوضات المطولة بين ممثلي دحلان وحماس في القاهرة الشهر الماضي لن تكون ممكنة بدون مباركة من مصر، موضحًا أنه جمع أموالاً لتجديد بوابة غزة إلى العالم ومعبر رفح مع مصر وتلقى ضمانات مصرية بأن المعبر سيفتح بنهاية أغسطس المقبل"، وتابع بقوله "كل من يحتاج للسفر سيكون قادرا على السفر".
وعانى سكان غزة في السنوات الأخيرة من انقطاع التيار الكهربائي المرتبط بالحصار، وكان آخرها ما يصل إلى 20 ساعة في اليوم. وقد أرسلت مصر الوقود إلى محطة توليد الكهرباء القائمة في غزة في الأسابيع الأخيرة، كجزء من التفاهمات.
وقال مسؤولين حماس بوصفهم الاتفاق إن مجموعتهم ستبقى مسئولة عن الأمن في غزة.
ومن المتوقع أن يعود عشرات من مساعدين ومؤيدين دحلان الرئيسيين من المنفى كجزء من الترتيبات، بعد خروجهم من القطاع بعد سيطرة حماس عليه في 2007.
فيديو قد يعجبك: