واشنطن بوست: شباب ألمانيا يفضلون ميركل "الخبيرة" لولاية جديدة
كتب – محمد الصباغ:
تربى الأباء في ألمانيا المنقسمة لكن في قارة تسعى نحو الاتحاد بعد عنف كبير. المستقبل يبدو مختلفًا للأجيال الأصغر الذين وصفتهم صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بجيل ميركل.
وقال تقرير الصحيفة اليوم الجمعة إن الشباب في ألمانيا لا يتجهون نحو اليسار مثل دول غربية أخرى بل يفضلون ميركل الخبيرة التي لم يشهدوا في حياتهم من يحكم بلادهم غيرها.
وأضافت واشنطن بوست أن الشباب الصغار الذين لا يتذكرون بالتأكيد أي تفاصيل في حياتهم قبل المستشارة التي تبلغ من العمر 63 عامًا، هو جيل ميركل. فبعد 12 عامًا في السلطة تبدو في طريقها نحو فترة جديدة من الحكم مدتها 4 سنوات يوم الأحد.
من المحتمل أن يكون الشباب هم نواة المصوتين لميركل في الانتخابات المقبلة. فعلى سبيل المثال، 57% من أصوات الأشخاص الذين يدلون بأصواتهم لأول مرة ستكون لميركل، مقارنة بنسبة 21% فقط إلى منافسها مارتن شولز، بحسب استطلاع لمعهد "Forsa" الألماني.
وتشير الأرقام إلى ابتعاد ألمانيا عن درب الدول الغربية التي يميل شبابها إلى تيار اليسار، حيث دعموا بيرني ساندرز الذي خسر الترشح عن الديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية عام 2016، بجانب أيضًا دعم الشباب لجيرمي كوربين الليبرالي الذي قاد حزب العمال البريطاني في عرض قوي خلال الانتخابات الأخيرة في يونيو الماضي.
وأشارت واشنطن بوست أيضًا إلى أن الإحصائيات السابقة تظهر تغييرًا في الداخل الألماني، حيث اختار المصوتون الشباب في السابق الاشتراكيين الديمقراطيين وحزب الخضر في مرحلة ما بعد الحرب. وشهد عام 2013 أول مرة تحصد فيها ميركل المنتمية ليمين الوسط وتحديدًا للحزب الديمقراطي المسيحي، النسبة الأكبر من أصوات الشباب دون الحاجة لمساعدة الحزب الاجتماعي المسيحي.
وأضاف تقرير الصحيفة الأمريكية أيضًا أن التصويت لو جاء مختلفًا عن المميزات السابقة له، فإن ذلك يعني أن أرائهم العالمية أيضًا تغيرت. فقد جاء الجيل إلى المشهد السياسي بعد أحداث 11 سبتمبر، ثم وبشكل مفاجئ لم يعد الاتحاد الأوروبي عنصر حاسم، كما أن الولايات المتحدة التي قادت ألمانيا إلى التطبيع السياسي، تنظر إلى الداخل ورئيسها الجديد يعد بـ"أمريكا أولًا".
وفي مدينة ماجدبورج يشعر الطلاب بالارتياح نحو استقرار ألمانيا، لكنهم كانوا متشائمين بخصوص السلامة حول العالم، وهو الأمر الذي يعاكس ما كان الوضع عليه مع الأجيال السابقة.
ويقول فيليب تييل، 27 عامًا، الذي يخوض تدريبًا قبل أن يصبح مُعلمًا بجامعة المدينة: "أنا خائف من المستقبل. لا أتوقع حربًا عالمية ثالثة، لكن ربما شيئًا مثل ذلك، مع وجود كل من كوريا الشمالية وتركيا وبوتين وترامب".
وأضاف أن ميركل ليست عدوانية عكس قادة في العالم، وقال: "هي نوع الأشخاص الذي سيقول: ابقوا هادئين".
أما بالنسبة لطالب الهندسة، إيريك سبيلير، فالقرار برجماتي بحت، حيث قال: "الديمقراطي المسيحي ربما لايكون أفضل خيار، لكنه الأحسن في الوقت الراهن". يعارض والده المدرس، الاشتراكيين الديمقراطيين لأنهم يسعون لفرض قيود على المدارس، بحسب حديثه لواشنطن بوست. لكن الطالب صاحب 18 عامًا، الإجابة بالنسبة له بسيطة: "نحن نعرف ميركل".
المجتمع الألماني بشكل عام يتقدم في العمر بشكل كبير. فحوالي 15.4% ممن يُحق لهم التصويت تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، مقارنة بنسبة 20% بين 50 و60 عامًا. كما أن كبار السن من المحتمل أن يذهبون إلى مراكز الانتخابات بنسبة تفوق أصحاب الأعمار الصغيرة.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن، فولفجانج جروندينجر، مؤلف كتاب "مهاويس السياسات القديمة"، إن الاجيال الأكبر في ألمانيا "تسرق المستقبل من الشباب،" مشيرًا إلى قلة الالتفات إلى التعليم وفقر الأطفال خلال نقاشات هذا الشهر قبل الانتخابات.
وبرغم كونه عضو بالحزب الديمقراطي الاجتماعي، إلا أنه لا ينفي تحمله جزء من المسئولية. وقال في إشارة إلى الحزب: "أقل من 3% من أعضاء الحزب الديمقراطي الاجتماعي تقل أعمارهم عن 25 عامًا، مما يعني أن أعمار الشباب الأصغر لا تلعب تقريبًا أي دور في النقاشات اليومية".
بينما يحاول، بول زيمياك، المرشح البرلماني صاحب 32 عامًا، ورئيس منظمة مختصة بشئون الشباب مرتبطة بكتلة يمين الوسط المنتمية لها ميركل، أن يضخ دماءًا أكثر شبابًا إلى الحكومة. وقال إن من بين أهدافه، هو تمكين الشباب الصغار ليصبحون معارضين لحزب البديل من أجل ألمانيا القومي المعادي للمهاجرين، والذي ربما يمثل ثالث أكبر كتلة في البرلمان الألماني بعد تصويت الأحد.
فيديو قد يعجبك: