"فورين آفيرز": توجهات أردوغان أصبحت أكثر "استبدادية ومناهضة للغرب"
كتب - عبدالعظيم قنديل:
قالت مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية، في تقرير لها اليوم، إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يواجهان مجموعة من التحديات في التعامل مع تركيا، حيث طالبت المجلة الأمريكية الولايات المتحدة وأوروبا بالضغط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأشارت المجلة الأمريكية التي تصدر عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي إلى أن السياسة الخارجية ترتكز منذ عقود على وعود بانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وتحالفها العسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية، لافتًا إلى أن توجهات الرئيس التركي أصبحت أكثر استبدادية ومضادة للغرب، ولذلك يبحث صناع القرار الأوروبيون والأمريكيون إلى طرق جديدة لاذابة التعقديدات الراهنة في علاقتها بأنقرة.
وكشفت الحرب في سوريا عن تضارب مصالح واشنطن وأنقرة في الشرق الأوسط، حيث كان تركيز تركيا على التهديد الذي تشكله القوات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، بينما تستفيد الولايات المتحدة من علاقتها بالأكراد في القضاء على تنظيم داعش، لكن المسؤولين الأمريكيين شعروا بالإحباط بسبب استمرار مواقف أردوغان المعادية للولايات المتحدة واعتقال المواطنين الأمريكيين، وذلك حسبما ذكرت مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية.
ويضيف التقرير، اتهم مسؤولون أتراك واشنطن بدعم مؤامرة للإطاحة بأردوغان وطالبت واشنطن بتسليم فتح الله جولن رجل الدين التركي الذى يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له، كما أدى دعم الولايات المتحدة للمقاتلين الأكراد، الذين تعتبرهم تركيا تهديدا لأمنها، إلى زيادة حدة التوترات، بيد أن تركيا تحولت من حليف لا يمكن الاعتماد عليه في إدارة تحديات الشرق الأوسط إلى شيء من التحدي نفسه.
ووفقًا للمجلة الأمريكية، فإن الثقل التاريخي لتحالف تركيا مع الولايات المتحدة وتأثيرها الإقليمي وقدرتها على دعم المصالح الأمريكية، دفع المسؤولين إلى الاستنتاج بأن العلاقة يجب أن تظل واحدة من أولويات الادارة الأمريكية، وعلى غرار ما فعله الرئيس السابق باراك أوباما، سعت إدارة دونالد ترامب إلى وسائل أخرى لإرضاء الغضب التركي بسبب دعم الولايات المتحدة المستمر للقوات الكردية في سوريا. وبالاضافة إلى تقديم معلومات استخباراتية حول أهداف حزب العمال الكردستانى خارج سوريا، أوقف ترامب انتقاده للرئيس التركي.
ولكن على مدى العام الماضي، زادت "استفزازات" أردوغان، وكان من الواضح أنه لايعرف أنه يحتاج إلى الولايات المتحدة، ولذلك فإن واشنطن يجب أن تتخذ خطا أكثر صرامة معه، حيث اعتبر عالم العلاقات الخارجية ستيفن كوك، أمام الكونجرس، أن الضغط السياسي والاقتصادي الذي فرضته روسيا على تركيا، بعد إسقاط طائرة حربية روسية في نوفمبر 2015 ، أجبر أردوغان على الاعتذار والرضوخ أمام تهديدات موسكو.
ولفت التقرير إلى أن مؤشرات دخول تركيا إلى المجتمعات الديموقراطية مايزال بعيد، مرجحًا أن يقوم الغرب بتقليص حجم التعاون العسكري والاقتصادي إذا استمرت تركيا في نفس النهج، لاسيما وأن هناك العديد من القضايا الهامة التي من شأنها أن تكون وسيلة ضغط على القيادة التركية مثل قاعدة أنجرليك ومبيعات الأسلحة في اطار حلف شمال الأطلسي.
فيديو قد يعجبك: