لماذا تتغاضى زعيمة المعارضة في بورما عن كارثة مُسلمي الروهينجا؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن آلاف من أقلية الروهينجا ركبوا قوارب وحاولوا الهروب من العنف والاضطهاد الذي يواجهونه في بورما "ميانمار"، علم العالم أنه أمام كارثة إنسانية كبيرة، فعلت الأصوات الغاضبة، التي تطالب بضرورة فعل أي شيء لإنهاء هذه المعاناة، ومساعدة هؤلاء الأشخاص خاصة النساء والأطفال.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما أصاب العالم بالدهشة الحقيقية، هو حالة الصمت التي تسيطر على زعيمة ميانمار أون سان سو تشي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام في العام 1991، لا سيما وأن مواطنيها يعانون من الفقر المُدقع والحرمان في بلادهم، وأصبحوا محور اهتمام العالم أكثر من أي وقت مضى.
وترى الصحيفة البريطانية أن حالة الدهشة المُسيطرة على العالم هنا، تأتي عدم تصديقهم بأن هذه الشخصية البارزة في مجال حقوق الانسان صامتة تماما، وتقريبا متجاهلة ما تتعرض له أقلية الروهينجا.
ولم تتطرق سو تشي إلى الأمر سوى مرة واحدة وبطريقة غير مباشرة، فأشار المتحدث باسم الحزب الوطني من أجل الديمقراطية المعارض الذي تتزعمه، إلى أن الروهينجا يجب أن يحصلوا على كافة حقوقهم، وحث على العمل من أجل التوصل إلى الحل حتى يحصلوا على الجنسية.
وبررت سو تشي سابقا امتناعها عن التعليق على المجازر التي يتعرض لها الروهينجا، بعد الضغط عليها عقب الاشتباكات التي وقعت بين المسلمين والبوذيين عام 2013. وقالت إنها تخشى أن يتسبب أي تعليق يصدر عنها في اشتعال التوترات أكثر مما هي عليه بين الأغلبية البوذية وأقلية الروهينجا، الذين يشكلون ثلث التعداد السكاني في ولاية راخين، الواقعة على حدود بنجلاديش.
وفي أحد المعابد البوذية في ولاية راخين، يقول راهب كبير إن البوذيين يخشون من أن يهجم عليهم المسلمين، ويرددون دائما أنهم سيقتحمون مناطقهم في أي لحظة بالسيوف ويقتلوهم ويستحون نساءهم.
ويضف الراهب "المسلمين يتكاثرون مثل الأرانب، يرغبون في قتلنا بالسيوف، يريدون أن يستولوا على أراضينا، علينا الدفاع عن أنفسنا وعن ديننا"، زاعما أن الروهينجا جزء من مجتمع الإسلاميين المتشددين المنتشر في العالم.
ولفتت الصحيفة إلى محاولات القوميين بتشويه صورة سو تشي، بالإشارة إليها بأنها مُحبة للمسلمين.
وتقول الجارديان إن بورما التي ينتمي 90 بالمئة من سكانها إلى الديانة البوذية، لا يوجد تعاطف ملحوظ مع ما يحدث للروهينجا، والتعبير عن التعاطف معهم أو دعمهم يُعد بمثابة محاولة انتحار سياسي لأي حزب سياسي في بورما.
وكان مسؤول حزبي مُقرب من سو تشي، طالب عدم الكشف عن هويته أشار في حديثه للصحيفة البريطانية إلى أنها –سوتشي- منزعجة ومستاءة جدا مما يحدث في البلاد، إلا أنها مُقدرة لما قد يحدث لها إذا بدى عليها أنها تدعم المسلمين، أو تقف في صفهم.
وبحسب الجارديان، فإن هناك اعتقاد قوي بأن أصحاب النفوذ الذين تربطهم صلات وثيقة بالرهبان المتشددين يتعمدون إلى أثارة التوترات بين المجتمعات في محاولة لعرقلة الإصلاحات السياسية الجارية في بورما.
ووفقا لبعض المراقبين للأوضاع، فإن سو تشي ومن معها من استراتيجيين وجدوا أن مساندة الروهينجا لا يخدم مصالحهم.
وتسببت أعمال العنف التي بدأت الأسبوع الماضي في بورما، إلى مقتل أكثر من 400 شخص من الروهينجا، وفرار مئات الآلاف، ربما 28 ألف بحسب تقديرات الأمم المتحدة، من البلاد، وتوجه أغلبهم إلى بنجلاديش عبر قوارب.
فيديو قد يعجبك: