الإندبندنت: طعام بريطاني يصل إلى مقاتلي داعش في سوريا
كتب – محمد الصباغ:
درجة الحرارة في قرية أبوتوتة في محافظة الرقة السورية تحت الصفر، لكن وسط التلال والأمطار يمكن رؤية ما يستهدفه قائد بالجيش السوري. هذه القرية التي يسيطر عليها تنظيم داعش. يبدأ الجيش بإطلاق القذائف وبعد ثوانٍ نستمع إلى صوت الانفجارات، وبعد دقائق أخرى في الهواء البارد يأتي الدور على عناصر داعش الذين يردون بإطلاق النار على السوريين.
لم يخسر تنظيم داعش بعد في سوريا. فهو يمتلك الطعام، الذي يصله من بريطانيا، بحسب ما ذكره الصحفي روبرت فيسك في تقريره بصحيفة الإندبندنت البريطانية، اليوم الجمعة.
يقول فيسك إنه التقى بقائد سوري يحمل اسم "قيصر"، حيث منعت الحكومة في دمشق الضباط من الإفصاح عن أسمائهم الحقيقية. فقد اغتيل بعضهم عقب ظهورهم في وسائل الإعلام السورية بأسمائهم.
يعتقد هذا القائد أن مقاتلين اثنين من بريطانيا موجودين في صفوف داعش– تعرف الجنود السوريون على أصواتهما من خلال موجات الراديو- ومعهما اثنان من الشيشان. ويقول الضابط بحسب الصحيفة البريطانية: "لا يتحدثون الشيشانية، لكن أصدقاءنا الروس أكدوا أنهم سمعوهما يتحدثان عبر الراديو أيضًا".
وأضاف روبرت فيسك أنه حينما سأل عما وجده الجيش السوري بعد تحرير مناطق تحت سيطرة داعش في جنوب مدينة حماة، فكان الرد هو "6 سيارات مفخخة، وسيارة مدرعة ضخمة لنقل المقاتلين، بجانب كميات كبيرة من الطعام".
بحسب الجنود السوريين، هذا الطعام معظمه من إيطاليا، وأكلوا معظمه. وحينما طلب روبرت فيسك أن يرى هذه الأطعمة كان الجنود بالفعل قد أكلوا جزءا كبيرا منها.
ويقول فيسك في تقريره إنه لم يُفاجأ عندما وجد عبوتي طعام مصنوع في إيطاليا، لكن المفاجأة كانت حينما علم أن التعبئة والعبوة كانت من المملكة المتحدة (بريطانيا). وأوضح أن المكتوب عليها كان "إيست إيند فوودز" من مدينة وست بروميتش البريطانية. وكان رقم هاتف الشركة وموقعها الإلكتروني أيضًا مكتوبا على العبوات.
ويرى القائد السوري بالجيش أن هذه الأطعمة تم تهريبها إلى داعش عبر تركيا، لكن السؤال بالنسبة للصحيفة البريطانية هو كيف وصلت هذه الأطعمة من غرب بريطانيا إلى هذه التلال الباردة في وسط سوريا. وتساءل القائد السوري: "ما هي ايست إيند فودز؟"
وتحاصر القوات السورية مقاتلي داعش في جيبها الصغير في وسط البلاد، لكنها بالطبع لا تسيطر على المنطقة التي تمتد لنحو 14 ميلا عرضا و30 ميل طولا. وكانت الحكومة قد منحت السوريين الذين يقاتلون لصالح داعش فرصة للعودة وعقد مصالحة.
وقال القائد السوري: "حتى داعش، لو أرادوا الخروج من سوريا – يمكن أن يكون ذلك ممكنا لهم. ليس لبلادهم بل للمنظمات الإرهابية التي أرسلتهم".
وأشار فيسك إلى أنه لم يتوقع أن تكون نسبة 20% من مقاتليه هم عناصر سابقة في "الجيش السوري الحر" المعارض. ويحصل هؤلاء الجنود على نفس ما يتقاضاه مقاتلي الجيش السوري، وكان بعضهم ممن انشقوا وباتوا بين المعارضة في عامي 2012 و2013. وقال القائد السوري: "لو استشهدوا في المعركة، سيحصل أهلهم على معاشات".
وذكر التقرير أن السيارات المفخخة كانت تصنع في منطقة صناعية أسسها داعش قبل سنوات عديدة. ويتماشى ذلك مع تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مؤتمر دافوس حينما أكد أن المفخخات التي يمتلكها داعش تم تصنيعها في مناطق بسوريا.
ولفت روبرت فيسك إلى أنه خلال سنوات عمله الطويلة في تغطية الحروب كان أول مرة يجلس فيها أمام قادة وجنود في الجيش يلتقطون صورًا لجثث أعدائهم.
فيديو قد يعجبك: