أين تقف الولايات المتحدة من الحرب الإيرانية السعودية؟
كتب - هشام عبد الخالق:
نشرت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية، تقريرًا لمراسلها أندرس أنجيليسي، حول الصراع السعودي الإيراني، وقال التقرير: "خرج الصراع في المنطقة عن السيطرة العام الماضي، بعد أن أزاح الأمير السعودي محمد بن سلمان منافسيه عن السلطة، وأصبح هو الحاكم القادم للدولة الإسلامية المتشددة".
وتابع الكاتب، منذ أن تولى منصبه الجديد كوليّ للعهد، أمر بن سلمان بعدة هجمات مُدمرة على القوات الإيرانية والمدنيين - على حدٍ سواء - في اليمن، مُدمرًا البلد الآسيوي وتاركًا الملايين يموتون جوعًا.
وقد تركت تلك الأفعال العنيفة، الكثيرون في الشرق الأوسط يعتقدون أن حكمه سوف يشهد مزيدًا من العنف، في الوقت الذي يحاول فيه القضاء على خصمه الإيراني.
ويقول الكاتب، المعركة العنيفة بين الطرفين لها جذورها الدينية، حيث يتبع كلا منهما أحد فرعي الإسلام الرئيسين، فالسعودية تقبع على رأس الإسلام السُني في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تعهدت إيران بالدفاع عن مسلمي الشيعة في الداخل والخارج.
ويقول جيف مارتيني، أحد باحثي الشرق الأوسط بمؤسسة راند الخيرية للأبحاث، إن التوترات بين الدولتين كانت مبنيةً على المنافسة وليس الأيدولوجية، وأن المملكة كان لديها أسبابها في الخوف من الجمهورية الإسلامية لكونها تمتلك عدة أفضليات، تعداد سكاني أكبر، اقتصاد أكثر تنوعًا، قاعدة تكنولوجية أكثر تقدمًا، وأفضلية جغرافية.
وتابع مارتيني، "ومن وجهة نظر الجمهورية الإسلامية، فلديها أسباب للخوف من المملكة، وذلك بسبب التعاون الأمني الأمريکي، فإن السعودية تمتلك قدرات عسكرية متقدمة في عدة مجالات رئيسية - مثل القوة الجوية - كما أن أهمية السعودية في أسواق النفط العالمية يدفع الولايات المتحدة لحمايتها".
ويضيف الكاتب، على الرغم من خلافهما الذي استمر لعقود، إلا أن الدولتين لم تدخلا في صراع مباشر مع بعضهما البعض، ولكن هذا الخلاف دفع كلًا منهما إلى دعم أطراف متناقضة في الحروب الكبرى بالمنطقة.
ودعمت كلا الدولتين أطرافًا متناقضة في الحرب الأهلية اليمنية، حيث تدعم إيران متمردي الحوثيين، وتدعم السعودية القوات الحكومية.
ويقول مارتيني، "هناك خطر ارتفاع حدة هذا النزاع، فعلى سبيل المثال، إذا خسر الحوثيون أراضيهم قد توفر لهم إيران التدريب والتكنولوجيا اللازمة، مثلما وفرتها للشيعة في العراق لاستنزاف القوات المتقدمة، وكذلك قد تقوم السعودية والإمارات بهجوم كبير على ميناء الحديدة، أو - في خطوة أكثر خطورة - بهجوم على صنعاء، في خطوة سوف تساعد على تصعيد حدة القتال".
ولكن، تبقى الولايات المتحدة مُلتزمة بإيقاف إيران في طريقها، مع إظهار الرئيس دونالد ترامب نيّته في فرض عقوبات مشددة على طهران، كما أنها ضخت مليارات الدولارات في منافسة إيران الكبرى، ويمكن أن تتخذ إجراءات إذا تعرضت السعودية لهجوم.
ويضيف مارتيني، "سوف تكون الخطوة الأخطر من ذلك، أن يواصل الحوثيون، في اليمن، هجمات الصواريخ البالستية على مراكز تجمعات السكان في السعودية والبنية التحتية الحيوية، وفي تلك الحالة قد يتوصل السعوديون أن الطريقة الوحيدة لاستعادة السيطرة ستكون عن طريق ضرب إيران بشكل مباشر".
ويختتم مارتيني حديثه قائلًا: "سوف يضع هذا الولايات المتحدة في موقف صعب، أن تشترك في القتال عن طريق إمداد الطائرات السعودية العسكرية بما يلزمها في العملية، أو عدم المشاركة من الأساس".
فيديو قد يعجبك: